نشر التنظيم الإرهابي المسمى "ولاية سيناء" بياناً بالصور، اعترف فيه بتكبده خسائر فادحة، ضمن المعارك التي دارت مع الجيش المصري يوم الأربعاء الماضي الأول من شهر يوليو/ تموز الجاري. وقال خبراء عسكريون لـ"إيلاف" إن الجيش "سحق" عناصر التنظيم الإرهابي في ذلك اليوم.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في تطور جديد للهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء"& (فرع تنظيم داعش في مصر) يوم الأربعاء الماضي ضد نحو 16 نقطة عسكرية تابعة للجيش المصري، بالإضافة إلى قسم شرطة الشيخ زويد، في شمال سيناء، نشر التنظيم بياناً مشفوعاً بصور فوتوغرافية لعناصره أثناء الهجمات التي راح ضحيتها 17 من العسكريين المصريين، وأكثر من مائة من عناصر التنظيم.

رواية الدواعش

وقال التنظيم في بيان له، إنه هاجم نحو 20 كميناً عسكرياً، مشيراً إلى أن مجموعات أطلق عليها اسم "الإسناد" اعتلت أسطح مبان قريبة من الكمائن غطت على الإنتحارييين الذين اقتحموا النقاط العسكرية، وسماهم "الإنغماسيين".

ونشر التنظيم الذي أطلق على هجماته اسم "غزوة الشيخ أبي صهيب الأنصاري تقبله الله"، صوراً لهجماته على النقاط العسكرية، وصوراً لجنديين قتلا أثناء الإشتباكات، وأطلق على الجيش المصري اسم "جيش الردة"، بينما أطلق على عناصره اسم "جنود الخلافة".

كما نشر التنظيم صوراً زعم أنها لعملية استهداف مدرعة عسكرية بصاروخ موجه، كما زعم التنظيم أنه استطاع اصابة طائرة أباتشي بصاروخ مضاد للطائرات، ونشر صوراً لعملية إطلاق الصاروخ باتجاه الطائرة، وصورة لأجزاء حديدية صغيرة، قال إنها حطام الطائرة، وهو النبأ الذي ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، بينما نفاه الجيش المصري.

اعتراف بالخسائر والانسحاب

واعترف التنظيم الذي بايع تنظيم داعش في العراق، واستبدل اسم "أنصار بيت المقدس" بـ"ولاية سيناء" بتكبده خسائر فادحة، وقال إنه اضطر للإنسحاب أمام ضربات الطائرات العسكرية، "حفاظاً على أرواح المسلمين" على حد زعمه، لكنه استخدم لفظ "الإنحياز" بدلاً من الإنسحاب.

وعلى غير العادة، لم يتضمن البيان مقاطع فيديو للهجمات، ولا صوراً للآليات العسكرية والأسلحة والذخائر التي يستولون عليها من النقاط العسكرية.

الجيش يسحق المهاجمين

يرجع اللواء حسين عبد الرحمن، الخبير العسكري ذلك، إلى ما يعتبره "سحق" الجيش المصري للمهاجمين، وقال لـ"إيلاف" إن اكتفاء التنظيم الإرهابي ببعض الصور، وعدم بث مقاطع فيديو يؤشر الى أن عناصر التصوير تعرضت للقتل أيضاً أثناء الهجمات، كما أن معامل المونتاج تعرضت للتدمير أثناء المعارك.

وأوضح أن هذه الهجمات ساهمت في خروج المئات منهم إلى العلن ومشاركة غالبية أعضاء التنظيم فيها، وتمكنت القوات المسلحة من قتل أكثر من 140 منهم، معتبراً أن هذا الرقم يشكل ضربة موجعة جداً للتنظيم.

شفافية الجيش المصري

إلى ذلك، قال اللواء نصر سالم، الخبير العسكري، إن البيان يؤكد أن الجيش المصري تعامل بمنتهي الشفافية مع الأحداث والعمليات العسكرية في سيناء.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الجيش ذكر المعلومات التي وردت في بيان التنظيم، ونشر صوراً للقتلى من عناصره، وأظهر المخطط الذي كان التنظيم يهدف إليه وهو إعلان مدينة الشيخ زويد إمارة إسلامية متطرفة، وتحقيق حلم تهجير الفلسطينين إلى سيناء، لحل الأزمة الفلسطينية على حساب سيناء.

واطلق التنظيم اسم "غزوة أبي صهيب الأنصاري" على الهجمات الإرهابية التي استهدفت الكمائن العسكرية، وهو أبو عبد الله توفيق فريج، مؤسس تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي صار اسمه "ولاية سيناء"، وينتمي إلى قبيلة السواركة بشمال سيناء، وقتل في هجمات للجيش المصري على أحد مقرات التنظيم في 11 مارس/ آذار 2014، مع سبعة آخرين من قيادات التنظيم.

وشارك فريج في تفجير خطوط الغاز الطبيعي إلى الأردن وإسرائيل، كما تتهمه الشرطة المصرية بالإشراف على خطة محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، عبر تفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه.
&