طالب مسؤولون محليون في مدينة بافاريا الألمانية، من فتيات يترددن على قاعة رياضة قريبة من مقر موقت للاجئين السوريين، باحترام ثقافة المسلمين المحافظة وعدم استفزازهم باللباس القصير، وهو ما أثار جدلا واسعًا.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بعد نقل النشاطات والخدمات التي تقدمها إحدى صالات الألعاب الرياضية في بافاريا بألمانيا لإحدى المدارس الابتدائية المجاورة على خلفية إقامة مقر سكني موقت لـ 200 لاجئ سوري قرب هذه الصالة، ووجود تخوفات من حدوث سوء فهم بين هؤلاء اللاجئين المسلمين ذوي الثقافة العربية، وبين الفتيات اللواتي يرتدن تلك الصالة بملابس مكشوفة وغير محتشمة، تواصلت إدارة تلك المدرسة الابتدائية مع عائلات الفتيات لكي ينبهن على بناتهم عدم ارتداء بلوزات كاشفة أو تنانير قصيرة والتزام الاحتشام، وذلك لرغبة مدير المدرسة في توفير الطمأنينة بشأن تدابير الأمن الإضافية الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالة، لمنع حدوث أي مشكلات من أي نوع.

ونتيجة لإقامة ذلك المجمع السكني للاجئين السوريين على مقربة من تلك الصالة الرياضية، تم اتخاذ القرار الخاص بإغلاقها.

ورغم نقل نشاطات الصالة لتلك المدرسة القريبة، فان إدارة المدرسة كانت ولا تزال قلقة بشأن الاحتكاكات التي قد تحدث بين هؤلاء اللاجئين السوريين وبين الفتيات اللواتي سيتوافدن على المدرسة.

وهو ما دفع بمدير المدرسة للقيام مؤخراً بإرسال خطاب إلى أسر هؤلاء الفتيات لمطالبتهم بإلزام بناتهم بارتداء ملابس محتشمة.

وكتب مدير المدرسة مارتن ثالهامر في خطابه هذا "بالنسبة للاجئين، فانه محظور عليهم دخول مباني وحدائق المدرسة. وهو نفس الأمر بالنسبة لأرض المدرسة خلال النهار. واتخذنا قراراً بزيادة عدد المدرسين خلال فترات الراحة بهدف فرض قدر أكبر من المراقبة".

وتابع الخطاب "فاللاجئون السوريون هم في الأساس مسلمون ويتحدثون العربية ولهم ثقافتهم الخاصة. ولأن مدرستنا تقع إلى جوار محل إقامتهم مباشرةً، فانه من الضروري الالتزام بأنواع الملابس المحتشمة، تجنباً لحدوث أي صورة من صور سوء الفهم".

وبينما تقبلت بعض الأسر ذلك الخطاب بصدر رحب، فان أحد الساسة المحليين، الذي رفض الكشف عن هويته، قد أكد لصحيفة "دي فيلت" الألمانية أن تلك الخطوة كانت ضرورية للغاية لعدم حدوث أي نوع من أنواع التناقض بين هؤلاء الأشخاص السوريين القادمين من ثقافة محافظة وبين فتيات قد يرتدين البكيني.

وعاود ثالهامر ليقول: "لم يسبق أن كانت في تلك المدرسة قواعد خاصة بالزي الموحد وأبداً لن تكون. لكن من واجبي أن أعتني بالأطفال. ولهذا رأيت أنه من الضروري إخطار الجميع بشأن ما يحدث في المدرسة وبشأن ما تُستَخدَم فيه الصالة".