تمثل الاحداث الأخيرة التي ظهرت على الساحة الخليجية والمتمثلة في هجمات داعش في السعودية والكويت تحدياً ناقشه وزراء داخلية دول الخليج في اجتماعهم الأخير في الكويت، في حين يرى خبراء وإعلاميون ان سوريا والعراق شكلتا مربط الفرس للقيام بهجمات ارهابية تجاه دول خليجية وإقليمية وعالمية.


الرياض: "داعش" يعود الى واجهة الأحداث في الساحة الإقليمية والدولية، حيث ادرك وزراء داخلية دول الخليج الذين اختتموا اجتماعهم الأخير في الكويت أن دولهم مستهدفة من خلال عمليات إرهابية دموية تطال حالة الأمن والاستقرار التي ميزت دول التعاون، وما شكله من ربط جيواستراتيجي بالنسبة لقاعدة التنظيم في سوريا والعراق وما يحاول أن يقوم به في دول أخرى، مشيرة& الى ان اهمال الوضع في سوريا دولياً جعلها مركز الثقل للتنظيم الارهابي ومنطلقا لتخطيط عملياته الارهابية في دول أخرى من العالم
كتبت صحيفة "الرياض" تحت عنوان "إهمال سورية ومآلاته"، لتؤكد& أن التخاذل الدولي في محاربة الإرهاب سيمكنه من الوصول إلى الدول الغربية، التي طالت مواطنيها هجمات ارهابية في الداخل والخارج. ورأت أن مربط الفرس سعي بريطانيا اليوم إلى شن هجوم على "داعش"، من خلال البحث عن مستند تشريعي لضرب التنظيم في سوريا.
ورأت الصحيفة ان&إهمال الوضع في سوريا لسنوات جعل هذه الدولة معسكراً تدريبياً ضخماً للجماعات المتطرفة، وعلى رأسها "داعش" الذي مكنه ذلك الإهمال الدولي&من التخطيط والقدرة على التفكير وشن الهجمات عبر الحدود، وتحقيق انتصارات في الرمادي والموصل وتدمر.
وإن كان هذا التمدد سيلقي بظلاله على قدرة تنظيم "داعش" في إدارة هذه المناطق فلا طاقة لديه ولا خبرة في الوقت الحالي على الحوكمة، وتحمل أعباء هذه المناطق ما يجعل خسارتها واردة عند أي هجوم محكم يقوده جيش منظم لا سيما بعيداً عن مراكز ثقلها التي تعد محافظة الرقة إحداها على سبيل المثال.
وقالت الصحيفة: "ومن هنا نلفت إلى أن قوات البيشمركة الشرسة استطاعت إلحاق الهزائم بـ"داعش" وكسر عظمها في كوباني وتل أبيض وفي كركوك، وهذا الأمر يعزز وجهة نظرنا بعدم قدرة هذه الحركة الهجينة على التماسك أمام القوات المنظمة".
لكن استدركت الصحيفة أن تقاطع المصالح بين "داعش" والنظام السوري يدفعهما إلى مهاجمة المعارضة السورية المعتدلة باعتبارها عدواً مشتركاً.
بوصلة داعش إلى أين؟
ثمة مؤشرات واضحة بدت، خلال الفترة الأخيرة، تؤكد أن مخاطر تنظيم داعش لا تقتصر على الداخل العراقي والسوري فقط، وإنما قد تمتد إلى دول المنطقة، وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما دفع وكيل وزارة الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، إلى التعليق في وقت سابق قائلاً: ''لقد أشرنا إلى خطورة الموقف في العراق سابقا، وداعش لا يستهدف الكويت فقط، وإنما المنطقة بأكملها''، مؤكدا أن ''الخطر موجود، وعلينا الحذر، وعلينا التحرك بشكل جيد على مستوى التنسيق الأمني بما يحصن جبهتنا الداخلية في دول التعاون''. وقد صنفت السعودية تنظيم داعش في سوريا كجماعة إرهابية– ضمن جماعات أخرى شملها هذا التصنيف- وحاولت من خلال سياساتها تجاه الأزمة السورية إضعاف هذا التنظيم في الداخل السوري في مواجهة جماعات المعارضة السورية الأخرى "الأكثر اعتدالاً". إلا أن نجاح التنظيم في السيطرة على عدة أماكن استراتيجية في العراق قد يعمل على تثبيت وضعه ونفوذه في مجريات الصراع العسكري الدائر في سوريا.
يذكر أن&مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أكد أن داعش "فئة ظالمة معتدية"، ويجب على المسلمين قتالها اذا قاتلت المسلمين.&وقال المفتي: "هذه الفئة خاطئة ليست على صواب، فإذا قاتلت المسلمين فيجب على المسلمين قتالهم لينصرف شرهم وضررهم عن الدين والناس، فهم شر وبلاء".&&

قبل أيام، طالبت السعودية في بيان مشترك مع عدد من الدول العربية في مجلس حقوق الانسان بفرض حصار محكم على الجماعات الإرهابية، من خلال منع مختلف صور الدعم عنها خاصة التمويل، وتوفير الملاذات الآمنة، والتصدي للدعاية الإعلامية التي تشعبت باستخدام وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي المختلفة المتطورة التي تمجد أفكار الجماعات الإرهابية ومناهجها ، وذلك من خلال وضع إستراتيجيات مدروسة تروج للقيم السمحة المشتركة بين الأديان والعقائد كافة، وتؤسس لعمل منظم يستهدف إنقاذ الشباب من أفكار التنظيمات المتطرفة.