&

زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شمال سيناء صباح اليوم السبت، وتفقد القوات المرابطة هناك، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفت نحو 16 نقطة عسكرية، وقسم شرطة الشيخ زويد في الأول من شهر (يوليو) تموز الجاري.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بشكل مفاجئ، وبعد ثلاثة أيام من الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" ضد أهداف عسكرية في مدينة الشيخ زويد، زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شمال سيناء صباح اليوم، وتفقد القوات العاملة هناك، وصافح عناصرها سواء من الجيش أو الشرطة المدنية.
&
زيارة عسكرية
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية إن السيسي "حرص على ارتداء الزي العسكري أثناء زيارته شمال سيناء، السبت، وذلك لتقديم التحية الواجبة لكل فرد من أفراد القوات المسلحة ولتأكيد تضامنه معهم". وأضاف: "تفقد الرئيس عناصر الجيش والشرطة المدنية في شمال سيناء".
وأدى السيسي التحية العسكرية لعناصر القوات المسلحة في سيناء لما يبذلونه من تضحيات من أجل شعب مصر العظيم. وقال خلال الزيارة: "الجيش المصري يقوم بدور عظيم والتاريخ سيتوقف طويلاً لتسجيل ما قام به أبطال القوات المسلحة". وأضاف: "حضرت لتقديم التحية لأبطال القوات المسلحة تقديراً لهم"، مشيراً إلى أن "ثقة الشعب في قواته المسلحة لا حدود لها".
وتابع: "أقدم التحية لكل بيت وأم مصرية قدمت شهيداً أو مصاباً من أجل مصر".
ولفت إلى أنه: "حتى الآن يتم العثور على جثث للعناصر الإرهابية ويتم دفنها جراء العملية الإرهابية الأخيرة"، في إشارة إلى أن القتلى من عناصر التنظيم الإرهابي "ولاية سيناء" عددهم كبير.
وجاءت زيارة السيسي في أعقاب الهجمات التي شنها تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" على نقاط عسكرية في مدينة الشيخ زويد، بهدف إعلان المدينة إمارة إسلامية. وسقط نحو 20 قتيلاً من العسكريين، في مقابل مقتل نحو 140 من العناصر الإرهابية، في الهجمات التي وقعت صباح الأول من (يوليو) تموز الجاري.
&
&

&
&
تقارير مصورة
ونشرت وزارة الدفاع المصرية تقارير مصورة عن الهجمات وتضمنت شهادة للجنود والضباط، وقال أحد الجنود المصابين من على سرير المرض بالمستشفى: "قدام كل راجل استشهد مات 20 واحد تكفيري". وروى بطولات بعض زملائه، وقال: "ولما المقدم استشهد والضابط المسؤول، مكناش إحنا كعساكر مين هيوجهنا، وواحد اسمه إسلام قام بتأمين المدخل لوحده، واضرب عليه نار كتير، ولما معرفوش يدخلوا ضربوه لوحده بدانة مدفع، والساعة بتاعته جت في وشي، وشيلتها معايا لغاية دلوقتي".
كما روى قصة جندي آخر وبطولته في مواجهة الإرهابيين، وقال: "كان عندنا بطل اسمه عوضين، مات وصباعه (إصبعه) على وضع الزناد، وهناك إبراهيم اللي كان ناقصله شهرين ويخرج من الخدمة، وقتل كثير، وحمى زمايله، ولما مات مكناش عارفين نشيل السلاح من إيده لأنها اتجمدت عليه".
&
وروى أحد الجنود من المصابين بطولة زميل له، وقال: "واحد صاحبي اسمه عبدالرحمن، قتل 8 لوحده في أول الاشتباك، وأخد رصاصة في جنبه قعد يكمل ضرب، وأخد واحده تانية بردوا كمل ضرب في الإرهابيين، لغاية ما أخد واحدة تالتة، ودي اللي خلته يستشهد". وأضاف: "وربنا محدش هياخد مننا جزء، وبلادنا محدش هيقدر يقربلها، ولو هنموت لازم يبقى بكرامتنا وشرفنا".
وقال جندي مصاب آخر: "طول ما الجيش المصري موجود فمصر هتكون في أمان، ومتقلقوش، أبناؤكم ماتوا شهداء"، وقال آخر: "هرجع تاني سيناء، وهنعمل كمين تاني وتالت، وهنضف البلد من هؤلاء الإرهابيين وتحيا مصر تحيا مصر".
وقال جندي آخر مصاب: "الجيش المصري طول ما هو موجود البلد هتكون في أمان، واحنا مستعدين لأي حاجة".
وتوعد آخر بتطهير سيناء، وقال: "لو بأيدينا بس من غير سلاح هنخلص على كل الإرهاب، ومتقلقوش يا شعب مصر، والإرهاب هيكون نهايته على يد الشعب المصري"، ووعد بالعودة إلى نقطته العسكرية بعد الشفاء، وقال: "لما أخرج من المستشفى هرجع نعمل كمين تاني وهدافع عن مصر، وتحيا مصر تحيا مصر".
&
&

&
حالة طوارئ
وطالب خبراء سياسيون بإعلان حالة الطوارئ، وقال المحامي رجائي عطية، إنّ "الخروج من المأزق الحالي هو العودة لحالة الطوارئ، وذلك حمايةً للشعب المصري من الإرهاب والجماعات المتطرفة".
وأضاف عطية في تصريحات له أنّ "حالة الطوارئ موجودة في مصر منذ الأربعينات، ولم تُرفع إلاً لأشهرٍ عدة في عام 1980، لذلك هذا القانون موجود منذ فترةٍ طويلة، موضحاً أنّ مصر مستهدفة من الجماعات الإرهابية، مدللاً على ذلك: "الحملات المضللة التي تبثها قناة الجزيرة القطرية ضد مصر".
وأوضح عطية أنّ العودة لإعلان حالة الطوارئ معناه الرجوع إلى محاكم أمن الدولة العليا التي تصدر الأحكام بدون الطعن عليها من النقض أو الاستئناف، مضيفاً أنّه بعد إعلان أحكام محاكم أمن الدولة العليا، يتم عرضها على رئيس الجمهورية مباشرة للتصديق عليها.
وأردف عطية: "نحنُ نُطالب بقانون الطوارئ لأنّ ما يجري في مصر الآن من انتشار للعمليات الإرهابية سواءً في سيناء أو في القاهرة يُعد حالة حرب"، موضحاً أنّ قانون الطوارئ يُنفذ في المناطق التي تتعرض للخطر أو التهديد، وأنّ ما يجري في مصر الآن هو حالة حرب.
&

&

&
تعديلات
&
وأشار عطية إلى أنّ الدولة بحاجة إلى إجراء تعديلات على قانون الإجراءات الجنائية حتى يتم تحقيق العدالة الناجزة، في الوقت الذي طالب فيه الحكومة بضرورة الإسراع في إجراءات انتخاب مجلس النواب المقبل لتخفيف سلطة التشريع على الرئيس السيسي.
بينما أطلق المجلس المصرى لحقوق والفلاحين مبادرة بعنوان "معاً &لمدة&10يام" لمساندة الجيش والشرطة فى حربهما ضد الارهاب&داخل&أراضي سيناء وفي بقية محافظات مصر، وتقوم المبادرة على وقوف كافة القوى السياسية وأبناء الشعب بجانب الجيش والشرطة والابلاغ عن أي عنصر ارهابي أو حقيبة في تجمع للمواطنين، أو ساكن غريب فى المنطقة يشتبه بسلوكه أو عناصر إخوانية تعمل على تخريب المنشآت.
وقال حسام فودة رئيس المجلس المصري لحقوق العمال والفلاحين، في تصريح أرسله لـ"إيلاف" إن الجيش المصري سيقضي على كافة الارهابيين فى سيناء ولكن ذلك سيحتاج وقتا بسبب تواجدهم وسط الأهالى واختبائهم داخل الجبال والكهوف، وعلى الرغم من ذلك يستطيع رجال القوات المسلحة والشرطة أن ينهوا هذه المهمة فى&10 أيام&& إذا تعاون أبناء الشعب مع جيشهم وأبلغوا عن العناصر الارهابية.&
وأضاف أن هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر تحتاج الى تكاتف كافة القوى السياسية ومؤسسات الدولة جميعا خلف الجيش والشرطة وتأجيل أي خلافات لحين القضاء على الارهاب، خاصة وأننا نواجه ارهابا منظما تدعمه قوى دولية وتروج له، وذلك بسبب قرب افتتاح مشروع قناة السويس والذى سيزيد من احتياطى العملة الصعبة ونمو الاقتصاد الوطني.
&
&
&