جمعت صلوات موحدة السنة والشيعة في عدد من الدول الخليجية أمس الجمعة رداً على الهجمات الإرهابية التي طالت السعودية والكويت في الفترة الأخيرة وراح ضحيتها المئات بين قتيلٍ وجريح.

وشارك العشرات من السنة والشيعة في بلدة صفوى شرق السعودية في صلاة العشائين أمس حيث أمّ صلاة المغرب فرحان الشمري من الطائفة السنية، وأمّ صلاة العشاء لؤي الناصر من الطائفة الشيعية.

وحمل المشاركون في الصلاة الموحدة شرق المملكة شعار "يجمعنا وطن واحد، لقاؤنا تجسيداً للوحدة الوطنية، اجتمعنا وسنجتمع ولا شيء سيفرقنا فحب الوطن دائماً يجمعنا".

وقال فاضل الشعلة أحد المشاركين في الصلاة الموحدة في السعودية لـ"إيلاف": أن تشعل شمعةً خيراً من أن تلعن الظلام، وأنا اعتبر هذه المبادرة مهمة جداً وإن كانت للأسف شبه يتيمةً ولكن نتمنى أن تكون بدايةً لصلوات موحدةٍ دائمة وأتوقع أن يكون أثرها جيداً بدليل أنني ومن تجربةٍ شخصية عندما نشرت الخبر في تويتر وفيسبوك كان الإعجاب وإعادة التغريد بالألاف والعدد في ازدياد وكذلك ردود الفعل الإيجابية.

وأضاف الشعلة أن دخول داعش كعنصر جديد في المعادلة جعل الشيعة والسنة يغيرون في ترتيب الأولويات حيث أنني متأكد أن العدو الأول لداعش هم السنة والشيعة.

وأكمل بالتوحد والتقارب فيما بيننا هو الحل الأمثل، وبين إن كان البعض يعتبر أن هذه المبادرة غير مفيدةً فأنا أقول: أننا إن لم نستفد من هذه المبادرة فنحن لن نخسر شيئاً.

وفي الكويت تقدم أميرها الشيخ صباح الأحمد، ظهر الجمعة المصلين الذين توافدوا بالمئات على مسجد الدولة الكبير لأداء الصلاة الموحدة وذلك بعد أسبوع من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق وخلّف 27 شهيداً وأكثر من 200 مصاب.

ودعا خطيب الجمعة في الكويت إلى التراحم والتلاحم بين أبناء الوطن لكونهما من أعظم نعم الله، مضيفا أن"وحدتنا الوطنية لاتقبل بمشيئة المولى تعالى الافتراق ولحمتنا الاجتماعية تنأى بفضل الرب عن الشقاق".

وفي البحرين أدى العشرات الصلاة الموحدة في بادرة نادرة في البلد الذي يشهد حركة احتجاجات منذ أربع سنوات، وتم تشديد الحماية الأمنية حول جامع عالي الكبير في قرية عالي في أثناء صلاة الجمعة.

وكانت الداخلية البحرينية قررت تعزيز الإجراءات الأمنية خشية وقوع هجمات مشابهة لتلك التي استهدفت مؤخرا مساجد شيعية في السعودية والكويت وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وشرعت الإمارات العربية المتحدة إلى تركيب بوابات أمنية في جميع مساجد الدولة بعد تهديدات داعش الأخيرة لدول الخليج وبعد استهداف مساجد في السعودية والكويت.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هدد بشن هجمات اخرى في منطقة الخليج، ما أدى الى تشديد سلطات البحرين والكويت والإمارات والسعودية وعمان انتشار العناصر ولجان الحماية الأهلية حول المساجد.

ودعا المواطنون الخليجيون في وسائل التواصل الاجتماعية إلى تعزيز اللُحمة الوطنية من خلال التواصل والخطاب المعتدل والتقارب بين أبناء الوطن الواحد، وقال حماد الشمري في تغريدة له على هاشتاق # الصلاة الموحدة في السعودية: " أن الإسلام والوطن يتسعا للجميع".

جدير بالذكر أن عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" استهدفوا في الفترة الماضية مساجد للشيعة في السعودية والكويت وهددوا باستهداف مساجد أخرى في الخليج وراح ضحيتها العشرات بين قتيلٍ وجريح ولقي ردود استنكار وإدانةٍ محليةٍ وعالمية.