حفل شهر رمضان بتنقلات كثيرة لرؤساء تحرير صحف سعودية، في حراك أثار جدلاً كبيرًا في الأوساط الإعلامية لجهة توقيته وأسبابه.


حسن حاميدوى: تمكنت وزارة الإعلام السعودية مؤخرًا من حسم عدد من التعيينات المعلقة في رئاسة تحرير في كل من صحف "عكاظ" و"الحياة" و"الرياض" و"الوطن"، فيما لا يزال ملف رئاسة تحرير صحيفتي "مكة" و"الشرق" معلقًا.

وتصدر بالسعودية 11 صحيفة ورقية يومية، حيث تصدر من العاصمة السعودية الرياض صحيفتا "الجزيرة" و"الرياض"، فيما تصدر من المنطقة الغربية صحف "المدينة" و"عكاظ" و"البلاد" و"مكة" أحدث صحيفة سعودية، أما من الشرقية فتصدر صحف "اليوم" والشرق"، فضلاً عن وجود صحف متخصصة ودولية مثل "الحياة" و"الشرق الأوسط" "الاقتصادية"، وأخرى انجليزية مثل صحف "عرب نيوز" و"سعودي جازيت".
&
الحياة وعكاظ

"عكاظ" كانت أول صحيفة يطالها التغيير، حيث تم تثبيت محمد الفال في رئاسة تحريرها، والذي جاء بعد إعادة تعيينات وتعيينات بالتكليف دامت ثلاث سنوات لأكثر من رئيس تحرير للصحيفة بعد استقالة رئيس تحريرها السابق محمد التونسي، الذي شغله لأكثر من ثلاث سنوات، حيث جاء بعده الدكتور أيمن حبيب ثم هاشم عبده هاشم، ثم محمد الفال كرئيس تحرير مكلف، ثم أخيرًا تثبيته كرئيس تحرير.

أما صحيفة الحياة، والذي استقال من رئاسة تحريرها جميل الذيابي، بعد مشوار استمر 13 عاماً، تم تعيين "سعود الريس" خلفاً& للذيابي، ويعتبر الريس من الكفاءات الصحفية السعودية، حيث عمل خلال مشواره المهني الذي يمتد 23 سنة في مناصب عدة من بينها رئاسة القسم الاقتصادي في صحيفة اليوم، ثم مساعداً لنائب رئيس التحرير في صحيفة الوطن إبان مرحلة تأسيسها، و مديراً للتحرير في الحياة منذ تأسيس طبعتها السعودية.
&
الرياض والوطن

التغيير الأكثر إثارة للجدل، تمثل في استقالة رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري، والذي يعتبر أقدم رئيس تحرير صحيفة سعودية، حيث أكدت وسائل إعلام سعودية متطابقة استقالة السديري بشكل رسمي من رئاسة تحرير الصحيفة، فيما تقرر تعيينه مشرفاً عاماً للصحيفة.

ودارت العديد من التكهنات حول استقالة السديري، الذي يعتبر عميد الصحافيين الخليجيين حيث دون العديد من النخب الإعلامية على "تويتر" تعليقاتهم عن الاستقالة في وسم بعنوان "#استقاله_تركي_السديري"، كما حفل الوسم بإشادات كثيرة لمسيرة السديري الصحفية، والذي يعتبر علماً سعودياً وعربياً في الصحافة، وصاحب سجل حافل بالمبادرات والمواقف في ساحة الإعلام العربي.

ولد تركي السديري في عام 1945، وكانت اولى علاقته بالصحافة، وهو في العشرينات من عمره، حيث عمل في وظيفة محرر رياضي بصحيفة الرياض، ومن الرياضة انتقل إلى الشؤون السياسية الصحفية في الجريدة ثم مساعدًا لمدير التحرير ومشرفًا صحافيًا وإداريًا على الجانبين المحلي والسياسي، وفي عام 1974 تم تكليفه بالعمل رئيساً لتحرير جريدة الرياض.

يرأس السديري هيئة الصحافيين السعوديين، كما يرأس اتحاد الصحافة الخليجية، قام بإجراء عدد من المقابلات مع زعماء العالم والقيادات العربية، وحققت الرياض في رئاسته لتحريرها، أول حضور صحفي للمتفرغين في ملكية أسهم المؤسسة وبلغ عدد الصحافيين والصحافيات السعوديين الذين شملتهم عضوية الملكية خمسة وأربعين صحافيًا وصحافية.

كما حصلت الرياض في عهده على جائزة "الجائزة العربية الأولى كأفضل صحيفة عربية لعام 2010" من بين الصحف العربية خلال ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الثالث، فضلاً عن عدد من الجوائز المختصة بأنواع التحقيقات الاجتماعية والأخرى ذات العلاقات بالشؤون الصحية، كما حصل موقع الصحيفة الالكتروني على أكثر من جائزة على المستوى المحلي.
&
أما آخر التغييرات التي طالت رؤساء التحرير، فكانت من نصيب صحيفة الوطن، حيث ذكرت وسائل إعلام محلية، أن وزارة الثقافة والإعلام وافقت رسميًا على تعيين الدكتور عثمان الصيني رئيسًا لتحرير صحيفة "الوطن"، خلفًا لرئيسها المستقيل طلال آل الشيخ، وسيعود الصيني للوطن التي عمل فيها نائبًا لرئيس التحرير منذ عام 1999 وحتى 2005، ورئيسًا للتحرير حتى عام 2007.

ظاهرة صحية

وفي تعليقه على ظاهرة التغييرات التي طالت رؤساء التحرير، قال جمال خاشقجي رئيس قناة العرب، إنها ظاهرة صحية ومرتبطة اكثر باستقرار الصحف، حيث ان استقرار رؤساء التحرير من الطبيعي انه يؤدي الى صحف مستقرة وناجحة ورابحة، مستبعدًا في حديثه مع "إيلاف" ما يشاع من بعض الأطراف من أن اللعبة تغيّرت.

وقال: ليست هناك علاقة بين تغيير رؤساء الصحف وبين هذا المفهوم، بقدر ما هناك علاقة بأهمية وجود رؤساء تحرير مدركين للتحولات الحاصلة على صناعة الصحف، لأن& الذي لم يدرك الإعلام الاجتماعي وتأثيره سوف يأخذ صحيفته إلي الهواية.

وأضاف "لو أنا رئيس مجلس إدارة صحيفة سأبحث عن رئيس& تحرير لديه خبرة في الإعلام الجديد، وسوق الإعلام والتحولات التي تجري فيه، لان هذا هو المستقبل".

صحافة الدجيتال

من جهته، قال طراد الاسمري، رئيس تحرير صحيفة "أنحاء" الالكترونية، إن التغييرات التي جرت مازالت شكلية فبعض رؤساء التحرير تحولوا إلي إداريين في الصحيفة أو مشرفين.

وأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الصحافة الورقية مازالت تفتقد الى رؤية جادة نحو مستقبل الصحافة والتحول نحو صحافة الديجتال."

وقال الاسمري، إن النظرة الي صحافة الديجتال لابد أن تتغيّر من كونها ظاهرة الى انها امتداد للصحافة الورقية، مؤكدًا انه مع هذا التغيير لابد ان ينظر اليها بنظرة جدية، سواء في ابتكار منتجات إعلامية جديدة، أو التعاطي مع وسائل الملتيديا الجديدة.

واضاف: "هذا في صالح الصحافة الورقية حيث سيوفر منافذ إعلانية للبقاء... انا لا أقول إن الصحافة الورقية ستزول، لكن صحافة الديجتال سوف تأخذ منهم حيزًا كبيرًا".