في مبادرة استدعت إشادة الشيخ محمد بن راشد، تبرع الاماراتي عبدالله الغرير بثلث ثروته، أي بـ 4.2 مليارات درهم، لدعم التعليم والمعرفة في الإمارات والعالم العربي.

دبي: المكان جزيرة صير بني ياس، والزمان عام 1993 أي قبل 22 عامًا. أما المناسبة فهي مجلس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، مع نخبة رجال الأعمال؛ والحدث هو الحوار الذي دار بين الشيخ زايد ورجل الأعمال الإماراتي عبدالله الغرير حول دور رجال الأعمال في دعم الشباب، ومساندة الدولة في مشاريع النهضة الوطنية وعلى رأسها التعليم، وقد انتهى الحوار بقول الغرير: "على ها الخشم طال عمرك"، تعبيرًا عن تجاوبه بكل حب مع ما طرحه حاكم الإمارات الراحل من ضرورة دعم الشباب.

إشادة حاكم دبي

وبعد مرور 22 عامًا، وتزامنًا مع ذكرى رحيل الشيخ زايد، خرجت مبادرة تاريخية وملهمة للنور، بطلها هو عبد الله الغرير، وهي مبادرة أشاد بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. فقد تبرع الغرير بثلث ثروته أي 4.2 مليارات درهم، ما يعادل 1.14 مليار دولار، لدعم التعليم والمعرفة في الإمارات والعالم العربي.

وعلق حاكم دبي على المباردة قائلًا: "الإخوة والأخوات أحببت أن أثني على مبادرة رجل الأعمال عبدالله الغرير بإيقاف ثلث ثروته (4.2 مليارات درهم) لدعم التعليم، أعجبني في وقف عبدالله الغرير أنه حدد بوضوح منذ البداية مجالات وقفه في دعم التعليم والمعرفة والابتكار، وهي أهم ما يحتاجه العالم العربي اليوم، كما أعلن عبدالله الغرير أيضا عن 15 ألف طالب جامعي عربي سيتكفل بهم".

وتابع: "نشد على يده وعلى يد جميع أصحاب المبادرات الإنسانية الشجاعة في عالمنا العربي، عندما يحمل رجال الأعمال بعضًا من مسؤوليات الأمة، وتتعاون معهم الحكومات والمؤسسات لتغيير الواقع للأفضل، فأوطاننا بلا شك على طريق تنموي صحيح".

زايد 93

وتعيد المباردة للأذهان ما حدث في مجلس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع رجال الأعمال عام 1993 في جزيرة صير بني ياس، حيث طالب رجال الأعمال بدعم الشباب والمشروعات التي من شأنها النهوض بالمجتمع، والمشاركة في بناء المدارس والمستشفيات. علق الغرير في هذا المجلس قائلًا إن الشباب هم الأمل الحقيقي ويجب دعمهم بكل قوة، مشيرًا إلى أن العمل الخيري لا ينتهي.

ورد الشيخ زايد قائلًا: "دعم الشباب لا يعني أننا نحملهم المسؤولية كاملة، صحيح أنهم أساس نهضة الأمة، ولكن لا يجب الضغط عليهم، فالكبار شركاء في تلك المسؤولية، ودعم الشباب هو عز للدولة، وبما أن التجار يملكون المال فيجب عليهم عدم التأخر في دعم الشباب".

فما كان من الغرير إلا أن رد قائلًا: "على ها الخشم طال عمرك"، وهو تعبير يفيد تنفيذ الأمر بكل حب ورضى نفس.

نهضة أمة

وكان عبد الله أحمد الغرير أحد أبرز قادة الأعمال في الإمارات العربية المتحدة قد أعلن في دبي اليوم أنه خصص ثلث ثروته الشخصية لإنشاء "مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم"، تهدف إلى تزويد جيل الشباب في العالم العربي بالكفاءات والمهارات اللازمة لتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل وتزويدهم بالكفاءات والقدرات المطلوبة ليسهموا في نهضة مجتمعاتهم وبنائها.

وتسعى المؤسسة لتوفير فرص الحصول على التعليم الجامعي للمتفوقين من العائلات محدودة الدخل في الإمارات والعالم العربي حيث ستعمل على توفير منح دراسية جامعية لما يزيد عن 15 ألف طالب خلال المرحلة الأولى لعملها التي تمتد على السنوات العشر القادمة، بميزانية أولية تقدر بـ 4.2 مليارات درهم (حوالى 1.1 مليار دولار)، على أن تليها مراحل لاحقة وفق الخطة الاستراتيجية للمؤسسة.

وتركز المنح على التخصصات الأكاديمية التي تلبي احتياجات الاقتصاد العالمي الحديث وتواكب أولويات وأسس بناء الدولة العصرية كما وستقوم المؤسسة بدعم برامج تعنى برفع مستوى جودة التعليم الاساسي في العالم العربي والبرامج الهادفة لتطوير الابتكار والتميز في التعليم.

وقال الغرير في تصريح صحافي إنه أقدم على ذلك التزامًا منه بمسؤوليته تجاه وطنه، وانسجامًا مع مسيرة الإمارات الإنسانية التي يحتفى بها في "يوم زايد للعمل الإنساني"، تكريمًا لذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تصادف في 19 رمضان من كل عام.