في الوقت الذي تستمر فيه معاناة النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، لاسيما المسيحيات أو الإيزيديات، وتعرضهن للتنكيل والاستعباد الجنسي، كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن قيام مجموعات من المقاتلين المناوئين للتنظيم&بمغامرات شديدة الخطورة من أجل انقاذ النساء من الرق في المناطق الخاضعة لـ"داعش"، واستطاع المقاتلون انقاذ نحو خمسمائة سيدة وفتاة.&

&
استطاع مجموعة من المقاتلين المناهضين لتنظيم داعش انقاذ نحو &خمسمائة سيدة وفتاة إيزيدية من الإستعباد الجنسي، وتحت عنوان "الأبطال ينقذون النساء من الرق"، قال صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن مقاتلين مناوئين لتنظيم داعش وصفتهم ب "الابطال" يغامرون بأرواحهم لانقاذ العديد من النساء اللأتي وقعن في الأسر وأصبحن ضمن "الجواري"، وأضافت الصحيفة أن داعش يستعبد النساء، ويتعرضن للاغتصاب والرجم والجلد. وكشفت ان بعض المقاتلين والرجال الذين فروا من مناطق داعش يعودون إليها مرة أخرى من أجل انقاذ نسائهم، ولفتت إلى أنهم كونوا شبكة استخباراتية شجاعة تقوم عمليات سرية من أجل إنقاذ النساء.
&
وأوضحت الصحفية أن القناة الرابعة البريطانية أجرت تحقيقاً مصوراً حول مغامرات المقاتلين من أجل انقاذ النساء، مشيرة إلى ان العمليات محفوفة بالمخاطر، وتستغرق وقتاً طويلاً في الهروب من مناطق داعش في العراق والوصول إلى مناطق اللجوء عبر الحدود السورية. وتنقل القناة عن ناشط سياسي هو خليل الدقهي قوله ان عمليات انقاذ وتهريب النساء من داعش صعبة وتصل إلى درجة المستحيل.
&
ويرتكب تنظيم داعش جرائم جنسية وانتهاكات ضد الانسانية بحق النساء من طائفة الإيزيدية في العراق بعد بسط سيطرته على المناطق التي يعيشون فيها &بشمال العراق في اغسطس / آب الماضي. واحتل منازلهن وخطف اكثر من ثلاثة آلاف فتاة حيث يراهن التنظيم من الكافرات، ويخضعهن للرق والاستبعاد الجنسي.
&
ووفقاً للصحيفة فإن التنظيم ينتقي الفتيات الجميلات ويجردهن من ملابسهن ويعرضهن للبيع لاعلي سعر في المزادات، وحسبما ورد في الفيلم فأن أغلب اللاتي تم تحريرهن من الإيزيديات، لأنهن الاكثر معاناة وانتهاكا، للاعتقاد بأنهن ملحدين، وبعد تحريرهن يتصل المقاتلون بعائلاتهن، ويتم أخبارهم بأن بناتهم علي قيد الحياة، وتجري عمليات تنسيق أخرى من أجل اعادتهن إلى بيوتهن.
&
ويصور الفيلم رحلات بعض الفتيات المحررات، والصعوبات التي تعرضن لها، ومنهن فتاة اضطرت للاختباء في مزرعة عدة ايام بسبب هطول المطر الشديد، وفتاة اخري فقدت حذاءها واضطرت ان تكمل رحلتها وهي حافية القدمين لمدة يومين.
&
ووفقا للفيلم فإنه تم انقاذ 500 فتاة وان بعض المنقذين لقوا مصرعهم اثناء محاولات التحرير هذه، حيث قام التنظيم بعمل كمين لبعض المنقذين وكان اخرهم رجلان، حيث ارتدي اعضاء من داعش لبس نساء وغطوا وجوهم ونادوا علي رجلين وطالبا منهما ان ينقذهما وبمجرد ان بدأ الرجلان الانقاذ، تم القبض عليهما، وتعرضا للرجم حتي الموت، ولم يبوحا بأسرار عمليات الإنقاذ، وفضلا الموت على الوشاية بباقي زملائهم.
وفي السياق ذاته، كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية عدداً من الممارسات الإجرامية لتنظيم "داعش" الإرهابي في حق المرأة التي تهين المرأة وتحط من كرامتها وإنسانيتها، حيث أعلن التنظيم عن مسابقات في حفظ القرآن الكريم تكون الجوائز فيها عبارة عن "سبايا" توزع على الفائزين..! أي أن المرأة عندهم هي سلعة تباع وتشترى وتهدى إلى الفائزين في المسابقات، وهو ما يعد تحقيرًا من شأن المرأة وتجريدًا من إنسانيتها، وتصويرها باعتبارها بضاعة تباع وتهدى إلى الغير! على حد تعبير المرصد في تقرير له.
&
ولفت المرصد إلى أن تلك الممارسات تعبر عن أيديولوجية التنظيم في استغلال المرأة وتوظيفها باعتبارها أحد أهم عناصر جذب المقاتلين وضمان ولائهم واستمرار انخراطهم في القتال بين صفوف التنظيم، كما أنها أيضا تمثل عنصرًا ماديًا لدى التنظيم، حيث يقوم التنظيم بأسر الفتيات والنساء من المناطق التي يدخلها، ثم يقوم بتوزيع البعض على المقاتلين كغنائم حرب، ويقوم ببيع البعض الآخر لتوفير الموارد المالية اللازمة للتنظيم.وأكد المرصد أنه قد تم رصد عدد من الحالات التي استطاعت الفرار من التنظيم بعدما انخدعت بزيف شعارات التنظيم، وقد أدلت عدد منهن بتجربتهن الخاصة في التنظيم، والتي كشفت لهن حقيقة هذا التنظيم الإرهابي المجرم الذي يستغل المقدسات الدينية في نشر أفكاره وتجنيد الأفراد وكسب الأتباع، وانتهاك المحرمات والمقدسات بحجة إقامة الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة وفق تصوراتهم الخاصة والتي لا تعدو كونها دولة خوارج وبغاة.
&
ولفت المرصد &إلى أن نشر تلك الروايات لمنشقات عن التنظيم يسهم بشكل كبير في منع انضمام الكثير من النساء والفتيات، خاصة ممن هم من خارج المنطقة العربية والإسلامية، حيث إن العديد من التقارير والإحصائيات تشير إلى إزدياد أعداد المنضمات إلى التنظيم من دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
&
ودعا المرصد التابع لدار الإفتاء إلى فضح وتعرية ممارسات تنظيم "داعش" الإرهابي بحق النساء، وبيان حقيقة هذا التنظيم وطبيعة أهدافه التي يسعى خلفها، والأجندة الخاصة به، وكذا رؤيته للمرأة والتعامل معها، خاصة أن الانضمام للتنظيم خطوة لا تقبل العودة إلى الخلف، وفي غالب الأمر فإن التراجع قد يعني الموت بأيدي مقاتلي التنظيم، حتى لا يتم فضح ممارسات التنظيم البربرية الهجمية في حق المرأة بشكل خاص، وهو ما يمكن أن يشكل عامل نفور من الانضمام إلى التنظيم لدى النساء، خاصة النساء في الدول الغربية واللاتي ينخدع الكثير منهن بزيف شعارات التنظيم دون التثبت من حقيقة ممارساته الهمجية.
&