لا يرى قائد الجيش البريطاني السابق مفرًا من إرسال قوات برية لقتال داعش، واصفًا استراتيجية بريطانيا ضد داعش بأنها "قاصرة إلى حد مريع".

إعداد عبد الاله مجيد: دعا اللورد ديفيد ريتشاردز، قائد الجيش البريطاني السابق، إلى اعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية التي تنفذها بريطانيا ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، قائلًا إن على حكومة ديفيد كاميرون أن تقبل "عاجلًا أو آجلًا" بضرورة وضع قوات على الأرض وإرسال دبابات لمحاربة التنظيم.

وقال ريتشاردز، الذي كان رئيس اركان القوات المسلحة البريطانية حتى تموز (يوليو) 2013 في مقابلة مع تلفزيون بي بي سي، إن استراتيجية كاميرون الحالية لمحاربة داعش بتدريب قوات عراقية ومقاتلين من فصائل المعارضة السورية المعتدلة "قاصرة إلى حد مريع واقرب إلى التنقيط منها إلى الضرب بقوة"، مؤكدًا أن الاستراتيجية الحالية لن تكون مجدية في الوقت المتاح، "فالاستراتيجية الحالية تقوم على تسليح وتدريب آخرين للقيام بالعمل الشاق نيابة عنا، وإذا كنا نريد التخلص منهم فعلينا أن نعمل وكأننا في حالة حرب".

قوة جذب

وقال ريتشاردز انه يتفق تمامًا مع رئيس الوزراء على ضرورة إنهاء داعش، لأن الخلافة المزعومة التي اعلنها تشكل قوة جذب تستدرج جميع من يمكن التغرير بهم لممارسة اعمال نبغضها. وتابع قائد الجيش البريطاني السابق قائلًا إن الاستراتيجية الحالية التي لا تتضمن ارسال قوات بريطانية وحليفة إلى خطوط الجبهة، "يجب أن تخضع للمراجعة إذا لم تثبت فاعليتها في غضون عام".

واضاف: "ما يقلقني هو أن التنقيط، كما نسميه في الجيش بدلًا من الضرب بقوة، والتنقيط هو ما نفعله الآن في الحقيقة، يفاقم المشكلة ولا يتعامل معها". وعما إذا كان سيتعين ارسال قوات إلى خط الجبهة، قال اللورد ريتشاردز: "حدسي يقول لي ذلك".

وكان ريتشاردز اقترح حين كان يقود هيئة الاركان البريطانية تدريب نحو 100 مقاتل سوري لمواجهة الجماعات الجهادية والنظام. ولكن مجلس الأمن القومي البريطاني رفض المقترح.

خطة مواجهة

وجاءت انتقادات قائد القوات المسلحة البريطانية السابق للسياسة البريطانية تجاه داعش في وقت أعد كاميرون خطة لمواجهة التطرف الاسلامي في الداخل، بعد أن دعاه جوليان لويس، رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم، إلى تقديم استراتيجية مدروسة إلى البرلمان.

وأعلن كاميرون عن اطلاق خطة خمسية لمكافحة التطرف استعرض خطوطها العامة في كلمة وزعت على وسائل الاعلام قبل القائها في مدينة برمنغهام. ويقول كاميرون في كلمته إن على المجتمع أن يفهم اولًا ما الذي يجعل ايديولوجيا التطرف على هذا القدر من الجاذبية قبل أن يتمكن من هزيمتها.

ويرفض كاميرون في خطته الرأي القائل إن داعش يستمد التأييد بين الشباب البريطانيين مما حدث سابقًا من "مظالم تاريخية وحروب أخيرة وبسبب الفقر والضائقة المعيشية"، معتبرا أن السبب الأساسي للتهديد الذي نواجهه هو الايديولوجيا المتطرفة نفسها.

ايديولوجيا محفزة

وبحسب كاميرون، هذه الايديولوجيا مثلها مثل أي عقيدة متطرفة، يمكن أن تبدو محفزة وخصوصًا للشباب الذين يشاهدون افلام فيديو تشيد بداعش، بوصفه دولة رائدة تتحدى العالم وتصنع من قتلة دمويين نجومًا مشهورين.

ويمضي كاميرون قائلًا إن صوت الاسلاميين المتطرفين يطغى على الأصوات الأخرى في السجال الدائر بين المسلمين البريطانيين وخاصة اولئك الذين يحاولون التصدي له.

ويرى كاميرون انه لا يتعين على المرء أن يدعم العنف لتأييد افكار غير متسامحة تشيع اجواء يمكن أن ينتعش فيها المتطرفون، افكار معادية لقيم ليبرالية اساسية مثل الديمقراطية والحرية والمساواة الجنسية، افكار تشجع التمييز والطائفية والفصل بنشاط، على حد تعبيره.

وتوقع مراقبون أن يواجه كاميرون بسبب لغته المتشددة انتقادات في اوساط المسلمين البريطانيين حيث أُطلقت تحذيرات من أن مثل هذه المواقف المتشجنة يمكن أن تقدم خدمة إلى المتطرفين.