علمت (إيلاف) أن جهاز المخابرات الأردني يعمل بالتعاون مع أجهزة أميركية نظيرة على تفكيك أسرار زيارة منفذ هجوم تينيسي يوم الخميس الماضي الذي أودى بحياة خمسة عسكريين أميركيين، للأردن في العام 2014.
&
تواصل أجهزة المخابرات الأردنية والأميركية مهماتها في جمع معلومات حول الأمكنة، التي قد يكون زارها محمد يوسف عبدالعزيز (24 عاما) خلال زيارته للمملكة العام الماضي، والتي تبين أنها استمرت نحو سبعة أشهر، فيما نقل عن أصدقاء له خلال التحقيقات، أنهم لاحظوا "تغييرا" على عبدالعزيز بعد تلك الزيارة.
&
وعلمت (إيلاف) أن عبدالعزيز كان أقام عن خاله الأستاذ الجامعي إياد القنيبي لمدة سبعة أشهر خلال زيارته لعمّان، حيث هذا الأستاذ معتقل الآن عل ذمة التحقيق منذ 15 يونيو/ حزيران الماضي، وهو يعتبر أحد منظري التيار السلفي في الأردن.

نفي

إلا أن شقيق الداعية السلفي إياد قنيبي، سارع إلى نفى أن يكون لمنفذ هجوم تينيسي أية صلة قرابة بعائلة "قنيبي".، قال مراد قنيبي لصحيفة (السبيل) لسن الإخوان المسلمين في الأردن: "نحن لسنا أخوال منفذ هجوم تينيسي، وليس بيننا وبينه أية صلة قرابة، ولم يُقم أحد عند شقيقي لا من السلفية ولا من غير السلفية".
&
وأضاف: "نحن نخشى تكون هناك مؤامرة تحاك ضد شقيقي إياد، بهدف تشويه سمعته وإبقائه في الحجز"، مشيرا إلى أن مرور 35 يوماً على وجود شقيقه في زنزانة انفرادية بسجن الموقر2 بدون تحقيق، "ولم يُسأل إلا عن مقالة كتبها في صفحته على فيسبوك".

وتابع قنيبي: "سنرفع دعاوى على كل المواقع الكاذبة التي تنشر هذه الافتراءات".
&
7 أشهر بعمان
&
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) نقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات الأميركية أن عبدالعزيز أمضى "حوالي سبعة أشهر العام الماضي" في الأردن.
&
وقالت تقارير أميركية إن المحققين يعملون على كشف كل المعلومات المخزنة في حاسوب عبدالعزيز وهاتفه الجوال، وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة ما اذا كان اتصل بمنظمات متطرفة، خلال إقامته في الأردن، أو قام بزيارة إلى سورية أو العراق.
&
وكان الأردن نفى في وقت سابق أن يكون محمد عبدالعزيز يوسف أردني الجنسية، مشيراً إلى أنه يحمل جواز سفر مؤقتا من دون رقم وطني، وأنه فلسطيني من مواليد الكويت.

احتجاز الخال
&
وإلى ذلك، قال محامي خال منفذ هجوم تينيسي محمد يوسف عبدالعزيز إن السلطات الاردنية منعته يوم الثلاثاء من زيارة موكله في محل احتجازه لدى سجن دائرة المخابرات العامة الاردنية، بالعاصمة عمان، واصفا الاحتجاز بالتعسفي.
&
ونقل موقع (سي إن إن) عن المحامي عبدالقادر الخطيب قوله إنه توجه لمكان احتجاز الخال، ويدعى اسعد ابراهيم الحاج علي "وهو غير الدكتور إياد القنيبي"، إلا انه لم يسمح له بلقائه، ودون بيان الاسباب.
&
وبحسب الخطيب، فإن الخال الحاج علي محتجز منذ يوم الجمعة، حيث تم استجوابه عدة مرات بشأن قضية هجوم تينيسي، كما تمت مصادرة حواسيب منزلية لديه، لافتا إلى أن الحاج علي يتم التحقيق معه لكونه خال منفذ هجوم تينيسي محمد يوسف عبدالعزيز، الذي مكث لديه طيلة فترة اقامته في عمان الصيف الماضي، وعمل معه في الشركة التي يديرها، "وذلك بخلاف ما اشير الى انه استاذ جامعي".
&
وبين الخطيب أن جد عبدالعزيز لأمه حاول زيارة ابنه، الا انه منع ايضا، وطلب منه مراجعة دائرة المخابرات العامة، يوم الاحد الماضي.
&
رسائل نصية
&
وكانت تقارير صحفية نقلت عن أصدقاء لمنفذ هجوم تينيسي قولهم إنه بعث برسالة نصية استناداً إلى حديث قدسي يتعلق بـ "إعلان الحرب"، وذلك قبل ليلة واحدة من تنفيذ الهجوم.
&
وقالوا إن محمد يوسف عبد العزيز كان يتحدث بغضب بالغ في الفترة الأخيرة وخاصة بعدته من الأردن عن الصراعات في الشرق الأوسط.
&
وقال أصدقاء عبد العزيز لـ(رويترز) إنه " كان يتحدث دوماً عن الصراعات في الشرق الأوسط من بينها قصف اسرائيل لقطاع غزة بالقنابل والحرب الأهلية في سوريا، وذلك بعد عودته من آخر زيارة له للأردن العام الماضي".
&
وأشار صديق عبد العزيز إلى أن " كان دائم الحديث عن الصراعات، إلا أنه أضحى متأثراً أكثر ومتعاطفاً أكثر من ذي قبل، بعد عودته من الأردن".
&
وقالوا إن " عبد العزيز اشترى 3 مسدسات عن الانترنت بعد زيارته الأخيرة للأردن، وكان يتدرب على استخدامهم".
&
وقالت (رويترز) إنها اطلعت على الرسالة النصية التي أرسلها عبد العزيز لصديقه - الذي طلب عدم الكشف عن اسمه - وهي من حديث قدسي - وهذا نصه: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب".
&
وقال صديقه إنه لم يفكر بجدية الرسالة النصية حينها، إلا أنه يتساءل اليوم إن كانت إشارة لتنفيذ عبد العزيز هجومه.

اعتقال القنيبي
&
وإلى ذلك، فإن الأجهزة الأمنية الأردنية كانت اعتقلت مساء الاثنين الموافق 15/ 6/ 2015& أستاذ الصيدلة في جامعة العلوم التطبيقية والداعية في مجال السلفية الجهادية الدكتور إياد القنيبي، لأسباب تتعلق بنشاطه على صفحات إلكترونية خاصة به.
&
وبحسب ما ذكر مراد شقيق الدكتور القنيبي لصحيفة (الغد) الأردنية في حينه، كان الأخير يراجع الأجهزة الأمنية لكنه لم يعد إلى بيته، ليتبين لاحقا أنه تم توقيفه في سجن موقر2 بتهمة "تقويض نظام الحكم".
&
وسبق لمحكمة أمن الدولة أن أدانت الدكتور القنيبي بالحبس مدة عامين ونصف قبل أن تعلن محكمة التمييز براءته من التهمة التي وُجهت له.
&
والقنيبي، حسب موقع موسوعة (ويكيبيديا) العربي هو داعية إسلامي و أكاديمي وُلد في مدينة السالمية بالكويت العام 1975 ثم انتقلت عائلته لعمّان مع والديه وهو طفل.
&
كما أنه حصل على البكالوريوس في الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية العام 1998، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ويُعتبر القنيبي من أبرز رموز التيار الإسلامي في الأردن.
&
وكان القنيبي حصل على منحة كاملة من جامعة هيوستن الأمريكية في ولاية تكساس فسافر إليها العام 1999، حيث تابع الدراسات العليا في مجال علم الأدوية، ثم حصل على درجة الدكتوراة في علم الأدوية عام 2003 بتقدير ممتاز.
&
حياته العلمية
&
عمل القنيبي في كلية الصيدلة بجامعة العلوم التطبيقية في عمّان منذ 2003 وحتى اعتقاله، وبالإضافة إلى عمله الأصلي، عمل كمحاضر غير متفرغ في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا.
&
وكان حاز ضمن فريق بحثي، على براءتيّ اختراع في مجال اكتشاف خاصية زيادة التئام الجروح لدواءين اثنين. كما أنه حصل على جائزة أفضل باحث في كلية الصيدلة بجامعة العلوم التطبيقية عام 2013.
&
تمت ترقيته لرتبة أستاذ مشارك العام 2013 بعد حصوله على أفضل تقييم للأبحاث من محكمين عالميين.
&
النشاط الدعوي
&
وحسب (ويكيبيديا)، بدأ إياد قنيبي نشاطه الدعوي العام 1997 أثناء الدراسة الجامعية، حيث أطلق مع أصدقائه مشروع الشريط الأسبوعي بحيث ينتقون شريطا مميزا ويوزعونه على المصلين في عدة مساجد بعد صلاة الجمعة. وقد استمر هذا المشروع حتى عام 2010.
&
و قد حفظ قنيبي القرآن بالسند المتصل إلى النبي محمد برواية حفص عن عاصم على يد الشيخ عبد الرحمن بن علي المحمود، وحصل قبلها على إجازة بقراءة القرآن على رواية حفص عن عاصم.

&