أثارت تصريحات لنائب الرئيس العراقي نوري المالكي هاجم فيها السعودية غضبًا عراقيًا وعربيًا واسعًا، حيث رفضتها الرئاسة معتبرة أنها لا تمثل الموقف العراقي الرسمي .. فيما أكد تحالف القوى العراقية أنها تصب في صالح أعداء العراق.

لندن: أكدت الرئاسة العراقية "أن تصريحات نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الاخيرة بشأن المملكة العربية السعودية شخصية ولا تمثل الموقف الرسمي".. مشددة على سعي الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى تطوير وإقامة أفضل العلاقات مع السعودية.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية خالد شواني إن "التصريحات التي صدرت عن نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي تصريحات شخصية لا تمثل الرأي والموقف الرسمي لرئاسة الجمهورية في العراق".

وأضاف أن "رئيس الجمهورية فؤاد معصوم سعى وسوف يسعى إلى تطوير وإقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية".. لافتًا إلى أن معصوم "سبق أن عمل على هذا النهج الذي حقق نتائج جيدة حتى الآن وسيستمر عليه"، كما نقلت وكالة "السومرية نيوز" العراقية عن شواني في تصريح اطلعت على نصه "إيلاف".

تصب في مصلحة أعداء العراق

ومن جانبه، أكد تحالف القوى العراقية السنية رفضه لتصريحات المالكي ضد& السعودية، معتبرًا أنها غير مسؤولة وتسيء الى علاقات العراق مع محيطه العربي.

وقال التحالف إن هذه التصريحات لا تعبر عن وجهة نظر العراق الرسمية والشعبية وتتعارض مع نهج الحكومة العراقية وسعيها الجدي لبناء علاقات متطورة مع الدول العربية والإقليمية من منطلق المصالح المتبادلة ومواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها الاٍرهاب بكل اشكاله الذي يعدّ العراق والسعودية من ضحاياه.

وأضاف التحالف في بيان صحافي للناطق باسمه احمد المساري حصلت "إيلاف" على نسخة منه، "أن العراق بأمس الحاجة اليوم الى إقامة علاقات متطورة ومتوازنة مع جميع الدول تقوم على أساس الاحترام المتبادل وعدم تدخل أي طرف في الشؤون الداخلية للطرف الاخر وتوحيد كل الجهود باتجاه محاربة الاٍرهاب والقضاء عليه بما يضمن عودة الأمن والاستقرار لعموم دول المنطقة".

وشدد على أن تصريحات المالكي تصب في مصلحة أعداء العراق، وهي مخالفة للدستور ولسعي الحكومة الحالية الذي يتسم بالانفتاح على جميع دول العالم وخاصة العربية منها.

وكان المالكي قال في مقابلة تلفزيونية امس الاول مع فضائية "آفاق" الناطقة بإسم حزب الدعوة الذي يترأسه، إن "جذر الإرهاب وجذر التطرف وجذر التكفير هو من المذهب الوهابي في السعودية".. معتبرًا أن "الحكومة السعودية غير قادرة على ضبط هذا التوجه الوهابي التكفيري".

وادعى أنه "وبسبب عجزها فأنا أدعو أن تكون السعودية تحت الوصاية الدولية، وإلا سيبقى الإرهاب يتغذى من أموال السعودية وينمو على حساب السعودية وبيت الله الحرام".. "العالم يحتاج لعلاج مشكلة الإرهاب في السعودية كما يسعى لحلها في العالم".

هجوم خليجي واسع ضد المالكي

وأثارت دعوة المالكي بوضع المملكة العربية السعودية تحت الوصاية الدولية حفيظة السياسيين السعوديين، مشيرين الى أن المملكة ستنظر بعين الريبة إلى تلك التصريحات. وجاء الرد من نخب وإعلاميين سعوديين وخليجيين، حيث وصفوه بـ"الطائفي والمجرم، ورئيس عصابة وبوق إيران". وكان لافتًا نشر صورة له بأحد مخيمات اللاجئين العراقيين بالسعودية عام 1991.

وطالب أحد المغردين على شبكة التواصل الاجتماعي بتجاهل المالكي وعدم إعطائه أي أهمية& قائلاً: "أعطيتم المالكي أكبر من حجمه فهو ليس إلا بوقاً ينفذ أوامر أسياده". واضاف "لو كان المالكي يعتبر تهجمه على السعودية مصدر رزق لمنحته شيئا من الاحترام ولكنه ينفذ الأوامر مكرهًا وبالمجان لأنه لا يملك قراراته مطلقًا".

واشار المغرد السعودي فؤاد القرحان الى أن "نوري المالكي بقي ثماني سنوات يضغط ويحلم باعتراف رسمي سعودي به ولم يحصل، ثم طرد بعد أن شن حربًا على نصف شعبه ودمر بلاده ووضعها في مهب الريح". كما قارن المغرد السعودي محمد سلطان الشماسي بين المالكي وتنظيم الدولة بحسب ما نقلت عنه قناة الجزيرة القطرية قائلا ان "المالكي صفوي أكثر من الصفويين وطائفي متطرف أكثر من المعممين، يقود مليشيات متطرفة تنافس داعش بجرائمها، دمرت العراق ومزقته".

ومن جانبه، نشر المغرد عبد الله الخلف صورة للمالكي في مخيم رفحاء للاجئين العراقيين بالسعودية عام 1991 لدى زيارته له معلقاً: "المالكي جاء إلى المملكة وهو الان يتطاول على اليد التي مدت إليه فعلاً اتق شر من أحسنت إليه".

وغرد الإعلامي السعودي مساعد الكثيري قائلا "سعدت بهجوم مثل هذه الكائنات إذ لو لم يهاجمنا مثل هؤلاء لشككت في منهجنا"، فيما طالب الأكاديمي د. خالد آل سعود بمحاكمة المالكي ويغرد "عار على الإنسانية كُلها، وعلى منظمات حقوق الإنسان إن تُرك هذا الطائفي السفّاح بلا& مُحاكمة".

اما رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبد الله العذبة فقد ربط بين هجوم المالكي وكلام الكاتب المصري محمد حسنين هيكل وغرد قائلاً: "الصفوي نوري المالكي يدعو لوضع المملكة العربية السعودية تحت الوصاية الدولية كما فعلوا للعراق، وهيكل عراب الجنرال السيسي يزعم نهاية السعودية!".

وايضا هاجم رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، جابر الحرمي، بعنف، ويغرد "المالكي تاريخه ملوث.. إرهابا وقتلا وسرقة واغتصابا للسلطة .. ثم يتهم السعودية بالإرهاب .. قبحك الله من رئيس عصابة". بينما ذهب الكاتب القطري فيصل المرزوقي إلى أكثر من الإدانة والهجوم ويطالب بـ"وفق وضعه الحالي ومسؤولياته يستدعي الأمر إجراء خليجيًا موحدًا وخطوات رادعة وليس بيانًا استنكاريًا فقط".

ومن جهته، نظم الشاعر السعودي د. عبد الرحمن العشماوي عن هجوم المالكي عدة أبيات "قال لي المالكيُّ سَبّ البلادا، قلت إنّا لا نسمع الأوغادا، من يسبّ الصّحْبَ الكرام لئيمٌ، كيف نرجو من اللئيم الرّشادا؟".