أثار القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني التركي في دهوك وأربيل غضبًا كرديًا عراقيًا وسط دعوات لضبط النفس، فيما أعلن عن إستعداد بارزاني للتوسط بين الطرفين لوقف إطلاق النار والعودة إلى مشروع السلام الموقع بينهما مؤخرًا.

لندن: عبر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن استيائه لقصف المقاتلات التركية لمواقع حزب العمال التركي الكردستاني في اقليم كردستان العراق الشمالي وجنوب تركيا.

وخلال اتصال هاتفي أجراه بارزاني مع رئيس الوزراء التركي داود اوغلو، فقد دعا إلى عدم نقل الخلافات مع حزب العمال إلى مرحلة الصراع "لأن السلام هو الطريق الوحيد لمعالجة الخلافات".. مؤكدًا "ان إقليم كردستان يبذل كل محاولاته من أجل عدم تفاقم الاوضاع أكثر مما هي عليه الان والعودة إلى مشروع السلام"، كما نقلت عنه الرئاسة الكردية في اربيل.

بارزاني يدعو إلى العودة لمشروع السلام

واشار بارزاني إلى أنّه "عمل في السابق قصارى جهده من أجل تطبيق مشروع السلام مع جميع الاطراف والان يبذل كل ما بوسعه من اجل منع تفاقم الصراع".. متمنياً على جميع الاطراف العودة إلى مشروع السلام.

ومن جانبه، دعا برلمان إقليم كردستان الحكومة التركية إلى وقف هجماتها ضد مواقع حزب العمال الكردستاني.. مشيرًا إلى أن بدء عملية السلام في تركيا منحت أملاً للجميع.

وقالت رئاسة البرلمان ان القصف التركي سبب خسائر مادية وبشرية..معربة عن إدانتها "للجوء لأي عمل يهدف للعنف والحرب". وطالبت بوقف الهجمات بأسرع وقت "لأنها احدثت قلقاً لدى شعب كردستان الذي لم يتوقع عودة أيام الهجمات العسكرية".. مشيراً إلى أن "بدء عملية السلام في تركيا منحت أملاً للجميع بأن شعوب المنطقة تتمكن العيش معاً في ظل السلام والديمقراطية".

واضافت رئاسة برلمان كردستان أن "المنطقة تواجه قوى إرهابية وحشية والقوات الكردستانية هي في الجبهة الأمامية لمحاربة الإرهاب".. محذرة من أن "أية محاولة لإندلاع الحرب في كردستان ستكون في صالح الإرهابيين" مطالبة تركيا وحزب العمال الكردستاني بالالتزام بعملية السلام.

بارزاني مستعد للتوسط بين تركيا وحزب العمال

اما رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، فقد اكد إستعداده وحكومته من أجل المساعدة في عقد هدنة والمضي قدمًا في عملية السلام بتركيا. وعبر عن اسفه لاعلان رئيس منظومة المجتمع الكردستاني اثر وقوع القصف التركي بأن "الهدنة وعملية السلام مع تركيا قد انتهت، وأن السيد عبدالله أوجلان (رئيس حزب العمال) وحزب الشعوب الديمقراطية ليسا من حقهما أن يطالبا الحزب بإلقاء السلاح".

وأوضح أن هذا التصريح قلل من دور الآخرين في مشروع عملية السلام، وكان له تأثير على الرأي العام في تركيا، وشكل ضغطاً على الحكومة التركية أيضا. وقال ان ما فاقم الوضع هو تبني حزب العمال الكردستاني قبل ايام لعملية قتل عدد من رجال الشرطة التركية.

وأشار إلى أنّ عملية السلام بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني حققت تقدماً واضحاً ووصلت إلى مرحلة مهمة وإلى نتائج فعالة بعد كل المحاولات والجهود التي بذلت من أجلها ومن أجل تحقيق التقدم الديمقراطي والتعايش السلمي في تركيا.

وأوضح ان إقليم كردستان وبالأخص رئيسه مسعود بارزاني كان لهما دور مهم للتوصل إلى هدنة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وإلى بدء محادثات السلام بينهما، ما ادى إلى أن تتعامل تركيا مع أوجلان طرفاً رئيسياً في المحادثات وليس كمسجون، لكن للأسف الأخطاء الآن خربت العملية السلمية التي لم يكن لها أن تولد وتتقدم من دون تفهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأكد ان مسعود بارزاني وحكومة اقليم كردستان على استعداد للوساطة ولعب دورهما من أجل تحقيق وقف لإطلاق النار واستئناف محادثات السلام لأن استعمال القوة والعنف لا يحل أية مشكلة.

ودعا نجيرفان بارزاني في تصريح صحافي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" حزب العمال الكردستاني إلى ضبط النفس وعمل كل شيء من أجل وقف إطلاق النار واستئناف عملية السلام ومنح دور فيها لاوجلان ولحزب الشعوب الديمقراطية.. مشدداً بالقول "ونحن أيضاً مستعدون لأي دعم في هذا المجال".

وكانت المقاتلات التركية قصفت ليل الجمعة السبت سبعة اهداف لحزب العمال الكردستاني في قواعده الخلفية في شمال العراق بالتزامن مع قصف مدفعي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وقتل احد مسلحي حزب العمال واصيب ثلاثة آخرون بالقصف، بحسب المتحدث العسكري باسم الحزب بختيار دوغان، الذي قال "عندما تصل الامور إلى هذا الحد وتتعرض جميع مناطقنا إلى القصف اعتقد انه لا معنى لعملية وقف اطلاق النار". واضاف: "نحن ملتزمون بتوجيهات قائدنا عبد الله اوجلان ولكن يبدو أن اردوغان يريد جرنا مرة ثانية إلى الحرب".

وأصدر حزب العمال الكردستاني بيانًا وصف فيه القصف التركي لمواقعه في شمال العراق بالاعتداء.. وأضاف البيان الصادر عن قوات الدفاع الشعبية وهي الجناح العسكري لحزب العمال أن "شروط الابقاء على وقف اطلاق النار قد انتهكت.. وامام هذه الاعتداءات يحق لنا الدفاع عن انفسنا".

وكانت القيادة التركية وحزب العمال الكردستاني على خلاف مستمر في الماضي، لكنهما انخرطا مؤخراً في الحرب ضد تنظيم داعش.