حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مخاطر اندماج التنظيمات المتطرفة الراديكالية مع قوى الإجرام المنظم العابر للحدود الدولية.

نصر المجالي: وجه بوتين رسالة المشاركين في الاجتماع الدولي الـ14 لرؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون الذي افتتح في مدينة ياروسلافل الروسية، الأربعاء، قال فيها إن أهمية اللقاء تنبع من حيوية بحث مهمة التنسيق في عمل الأجهزة الأمنية الوطنية بل وإقامة الشراكة الحقيقية بينها لتنظيم التصدي الفعال لمخاطر تزايد النشاط الإرهابي على نطاق العالم.

وأشار الرئيس الروسي في رسالته التي تلا نصها ألكسندر بورتنيكوف، مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية بصورة خاصة إلى أن التنظيمات الإرهابية تحاول استخدام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كرأس جسر لها حيث يجري استقطاب وتدريب عناصر جديدة في صفوفها من أجل تمادي الجماعات الراديكالية في بلدان المنطقة ونقل أعمالها التخريبية إلى دول أخرى لزعزعة استقرارها.&&&&&

مشاركة عالية

ويشارك في لقاء ياروسلافل 92 وفدا من 64 بلدا، إلى جانب وفود من هيئة الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي.

ويحضر الاجتماع على وجه الخصوص ممثلون عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي والمركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، ومنظمة شنغهاي ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة وعن الأجهزة الأمنية الخاصة في ألمانيا وفرنسا والصين والهند والسعودية وإسرائيل.&&

وسيبحث الاجتماع كيفية التصدي الفعال للخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم (داعش) وسيتم التركيز على ضرورة تنظيم العمل المشترك للأجهزة الأمنية المختصة على النطاق العالمي من أجل وقف تجنيد وتدفق الأجانب إلى صفوف التنظيم باعتبارهم موردا بشريا أساسيا له في الظرف الحالي.

وأشار بيان لهيئة الأمن الفيدرالية الروسية، إلى أن اجتماعات رؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون من مختلف البلدان والهيئات الدولية تهدف، تقليديا، إلى تعزيز النظام العالمي لمكافحة الإرهاب، مع مراعاة دور الأمم المتحدة التنسيقي وعلى أساس مبادئ وقواعد القانون الدولي المتعارف عليها.

انتزاع المبادرة

وإلى ذلك، لفت بورتنيكوف مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية من جانبه، في كلمة ألقاها في الاجتماع، إلى أن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وعلى رأسها (داعش) انتزعت المبادرة في الجبهة الإعلامية بسبب تأخر المجتمع الدولي في حالات كثيرة عن إيجاد ردود وإجراءات جوابية مناسبة على دعايتها وأنشطتها التعبوية.&&

وذكر أن شبكة الإنترنت تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة أساسية لخلق المعتقدات الراديكالية الشديدة التطرف لدى بعض الناس ولاسيما الشباب منهم من قبل التنظيمات الإرهابية.

وأضاف بورتنيكوف أن المواد التعبوية الداعية إلى الانضمام إلى "الجهاد العالمي" تنشرها التنظيمات الإرهابية وفي مقدمها "داعش" بأكثر من 40 لغة وباستخدام أحدث وسائل تكنولوجية.&&

وتوقف مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية بصورة خاصة عند ظاهرة "الدولة الإسلامية"، مشيرًا إلى أن هذا التنظيم تمكن وخلال فترة قصيرة نسبيا من جذب عناصر مسلحة من أثر من 100 دولة من دول لعالم.

وخلص بورتنيكوف إلى القول إن مكافحة (داعش) وغيره من الجماعات الراديكالية المماثلة تتطلب إجراء العمل الدعائي المضاد بالدرجة الأولى بحشد إمكانيات الهيئات الحكومية والمنظمات الاجتماعية ورجال الدين الرافضين للفكر المتطرف الذي يتنافى مع مبادئ الإسلام والقيم الإنسانية.