نصر المجالي: أعلن مسؤول حكومي أفغاني الأربعاء أن الملا عمر، زعيم حركة طالبان، توفى منذ عامين في باكستان بعد مرضه. وقال "لدينا تأكيد من السلطات الباكستانية ومصادر من طالبان بأنه توفى قبل عامين في باكستان جراء إصابته بمرض".

وقال متحدث باسم الرئاسة الافغانية يوم الاربعاء إن الحكومة تتحقق من تقارير عن وفاة الملا عمر زعيم طالبان الافغانية.

وكانت وسائل اعلام افغانية وباكستانية قالت هذا الاسبوع ان الملا عمر الذي لم يظهر في العلن منذ عام 2001 توفي منذ نحو عامين. وذكرت تقارير ايضا ان ابن الملا عمر في وضع يؤهله لقيادة الحركة التي تحارب الحكومة المدعومة من الغرب.

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)قالت&إن الجناح المسلح للحركة لم يعلّق على تقارير وفاة الملا عمر، وأشار خبر عاجل للهيئة إلى أن الحركة الأفغانية الإسلامية المتشددة ستصدر بياناً في وقت لاحق. (المزيد)

وكانت مصادر حكومية وجهاز المخابرات الأفغانية تحدثت عن مقتل الزعيم المتشدد الغائب عن الأنظار قبل& 2 أو 3 سنوات، كما كانت هناك عدة تقارير عن وفاة الملا عمر في الماضي.

أشهر المطلوبين

ويشار إلى أن الملا عبدالمجيد محمد عمر هو الزعيم الروحي لجماعة طالبان الأفغانية التي حكمت أفغانستان ما بين 1996 و2001 قبل الغزو الأميركي العام 2001. ويعدّ الملا عمر أحد أشهر المطلوبين للولايات المتحدة مثل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي تم اكتشاف مكانه في باكستان ومن ثم قتله.

ولد زعيم طالبان الملا محمد عمر في مدينة ترنكوت عاصمة ولاية أورزغان العام 1954، حسب موسوعة (ويكيبيديا) فقد مات والده وهو صغير وكان عليه إعالة أسرته.

شيخ القرية

ثم أصبح عمر، الضخم الجسم ذو اللحية الكثيفة، شيخ القرية قبل الانضمام إلى المجاهدين وقتال الاحتلال السوفياتي، وكان لايزال وقتها طالبا لم يكمل دراسته، فقدراته العلمية متواضعة وقدراته في مخاطبة الجماهير ضعيفة، ولذلك ليس له خطب جماهيرية ولا مقابلات صحافية وليست لديه خبرة سابقة في المجال السياسي والتنظيمي.

وقد أمضى محمد عمر فترة الجهاد ضد القوات الروسية قائداً لمجموعة مسلحة في جبهة القائد ملا نيك محمد التابعة للجمعية الإسلامية التي كان يتزعمها برهان الدين رباني بولاية قندهار.

وكان محمد عمر جرح في الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي من عام 1989-1992 وفقد عينه اليمنى، وانتقل من منظمة إلى منظمة حتى استقر آخر الأمر قبل ظهور حركة طالبان في "حركة الانقلاب الإسلامي" التي كان يتزعمها مولوي محمد نبي.

وبعد دخول المجاهدين إلى كابل أراد الملا عمر أن يكمل دراسته في مدرسة غيرة في منطقة سنج سار بمديرية ميوند في ولاية قندهار، ومن هناك بدأ التفكير في محاربة الفساد والقضاء على المنكرات في تلك المنطقة، فجمع طلاب المدارس الدينية والحلقات لهذا الغرض في صيف عام 1994 وبدأوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة الميدانيين.

الخلفية الفكرية

ينتمي الملا محمد عمر وكل زعماء حركة طالبان إلى المدرسة الديوبندية، وهي اتجاه سني في المذهب الحنفي تأسس في مدينة ديوبند في الهند في القرن التاسع عشر.

وبعد قيام باكستان كدولة مستقلة، زاد عدد المدارس الدينية الديوبندية والتحق بها عدد كبير من الأفغان ويشكل الكثير منهم أفراد حركة طالبان،& وتتميز هذه المدرسة بآرائها الفقهية المتشددة من المرأة والعديد من الشعائر الإسلامية.

رجل دين بسيط

بدأ الملا عمر كرجل دين بسيط من البشتون ليس لديه أي فكرة أو رؤية عن مستقبل الدولة الأفغانية وهو زهد في سلطة الدولة وأراد فقط تخليص أفغانستان من أمراء الحرب.

وقال الملا محمد عمر متحدثاً عن نفسه "كنت أدرس في مدرسة مع حوالي 20 من زملائي الطلاب، فسيطر الفساد على وجه الأرض، واستشرى القتل والنهب والسلب، وكان الأمر بيد الفسقة والفجرة، ولم يكن أحد يتصور أنه من الممكن تغيير هذا الوضع وإصلاح الحال، ولو فكرت أنا أيضاً وقلت في نفسي {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} لكفتني هذه الآية ولتركت الأمر لأنه لم يكن في وسعي شيء، لكنني توكلت على الله التوكل المحض، ومن يتوكل على الله هذا النوع من التوكل لا يخيب أمله أبداً".

زعامة

وكانت حركة طالبان اختارت محمد عمر أميراً لها في آب (أغسطس) 1994، وبعد وصول طالبان إلى مشارف كابل عقد اجتماعاً عاماً للعلماء شارك فيه حوالى 1500 شخص واستمر من 31/3 وحتى 3/4/1996 وانتخب بالإجماع أميراً لحركة طالبان رسمياً ولقب بـ"أمير المؤمنين".

ومنذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أميراً شرعياً لها، له في نظر أتباعها جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره، وهذا ما أعطاه صبغة دينية، وقد حجبوه عن أنظار عامة الناس ليحافظوا على هيبته بين العامة وليخفوا جوانب ضعفه، لذلك فهو لم يكن يشارك في الاجتماعات العامة.