لندن: اكد الأمين العام لحلف الاطلسي "ناتو" لرئيس الوزراء العراقي موافقة الحلف على بناء القدرات العسكرية للعراق، موضحا ان برنامج المساعدة هذا يشمل سبع مجالات امنية.

جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية اجراها مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأمين العام لحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة تم خلالها بحث الاوضاع الامنية في العراق والمنطقة وتدريب وتسليح القوات العراقية ومساعدة الناتو للعراق في حربه ضد الجماعات الارهابية. وابلغ ستولتنبرغ العبادي موافقة اعضاء الحلف على المساهمة في بناء قدرات العراق وتطوير امكانياته في المجالات العسكرية والحيوية وتقديم الدعم الكامل له. واشار إلى ان "ناتو" يعمل على تطوير سياسات لتنفيذ خطة عمل تشمل تقديم التدريب العسكري والخدمات الطبية خلال مدة ستة اشهر بالتعاون مع الحكومة العراقية بعد وضع الاولويات المهمة في هذه المجالات .

من جانبه ثمن العبادي خطوة الناتو هذه معتبرا انها "تعد بالغة الاهمية لمساعدة العراق والمنطقة والعالم اجمع في الجهود المبذولة لدحر الارهاب ومواجهة هذا التحدي الخطير فضلا عن تطوير الإمكانيات العسكرية للعراق وترسيخ مبادئ حقوق الانسان والإسهام في استقرار المنطقة"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه إيلاف، مشيرا إلى ان العبادي اكد للمسؤول العسكري الاطلسي ان ثمة حاجة ملحة لتوفير الاجهزة الخاصة بازالة الالغام والعبوات الناسفة التي طالما سببت الكثير من الخسائر واعاقت تقدم القوات العراقية لذا فان هذا الامر يحتاج إلى معالجة أنية.

وقد اتفق الأمين العام للاطلسي مع العبادي على اهمية تزويد العراق بهذا النوع من الأجهزة باسرع وقت واعداد الأولويات المهمة لمساعدة العراق بعد مناقشتها مع اعضاء التحالف.

وكان "ناتو" اعلن في &كانون الأول (ديسمبر) عام 2014 أنه يدرس طلب العراق بالحصول على المساعدة في بناء جيشه وقدراته الدفاعية لمواجهة تنظيم داعش معتبرا أن التنظيم يشكل تهديدا خطيرا على الشعبين العراقي والسوري والمنطقة بشكل اوسع.

يذكر ان العراق يخوض حاليا حربا شرسة ضد تنظيم داعش، منذ سيطرته على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 وتمد سيطرته إلى مناطق شاسعة من محافظات ديإلى (شرق) وكركوك (شمال) والأنبار (غرب) وصلاح الدين (شمال غرب) ما ادى إلى نزوح اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون عراقي وتدمير البنى التحتية في المناطق التي يحتلها.

مساعدات الناتو للعراق تشمل سبعة مجالات

وعقب المباحثات الهاتفية بين العبادي وستولتنبرغ أعلن حلف شمال الأطلسي أن برنامج مساعدة ودعم العراق يشمل سبع مجالات امنية.

واشار إلى الأمين العام للحلف في تصريح صحافي ان من بين المجالات التي يعتزم "ناتو" مساعدة العراق فيها هي: التدريب العسكري وإزالة الألغام وتفكيك العبوات الناسفة وتقديم المشورة بشأن اصلاح القطاع الامني والتخطيط العسكري والدفاع الالكتروني والطب العسكري والتخطيط لحالات الطوارئ المدنية.

واضاف ان البرنامج تم تصميمه بطلب من العراق وبالتشاور الوثيق مع السلطات العراقية لتقديم الدعم له، مؤكدا ان الخبراء من دول الحلف والعراق يعملون الآن على تفاصيل البرنامج التدريبي الذي سيقام في تركيا والاردن .

وكان حلف "ناتو" كشف اوائل عام 2014 رسمياً عن قيامه بتدريب 13 ضابطاً عراقياً على معالجة العبوات المصنوعة محلياً بمركزه التخصصي لمكافحة المتفجرات في سلوفاكيا مبيناً أن الدورة هي "أول نشاط" يموله مع العراق في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون العملي والفني مع شركائه .

واشار الحلف في بيان إلى أن "العراق ولعدة عقود ما يزال يواجه مشكلة العبوات الناسفة التي تسببت بقتل وجرح الكثير من المدنيين".. موضحا أن "غالبية تلك العبوات الناسفة مصنوعة من مواد متفجرة محلية وذخائر من بقايا الحرب التي تستخدم من قبل الإرهابيين كمواد أولية لصناعة هذه العبوات وكذلك في تنفيذ هجماتهم الانتحارية".

وأضاف الحلف أنه "وفقاً لإطار شراكته الاستراتيجية مع العراق يقوم بتقديم دعمه للحكومة العراقية في صراعها ضد العبوات الناسفة".. مبيناً أنه "بهدف مواجهة هذه المتفجرات بنحو فعال أرسلت وزارة الدفاع العراقية فريقاً لمعالجة المتفجرات مكون من 13 ضابطاً لتلقي دورة تدريبية متخصصة في معالجة العبوات المصنوعة محليا وذلك في المركز التخصصي لمكافحة المتفجرات التابع لحلف الناتو في سلوفاكيا". وأوضح الحلف أن هذه "الدورة هي أول نشاط مع العراق ممول من قبله وفقاً لبرنامج علوم حلف الناتو من أجل السلم والأمان وهو عبارة عن اتفاقية شراكة مهمة للتعاون العملي والفني مع شركاء التحالف".

&&

&