على الرغم من ان درجة الحرارة تجاوزت الـ٥٠ مئوية، إلا أن ساحة التحرير وسط بغداد، غصت بجموع المتظاهرين الذين ارتفعت اصواتهم منددة بالفساد والفاسدين ومحتجة على تردي الخدمات.

بغداد: تحولت ساحة التحرير وسط بغداد مساء الجمعة إلى ساحة صرخة الحق، حيث ملأتها حشود كبيرة من الناس الرافضين للواقع السيئ الذي يعيشه العراق، مطالبة بإنهاء الفساد وسط حراسة عناصر الشرطة الذين تضامنوا مع المتظاهرين وقدموا لهم الماء. فيما استغرب المتظاهرون عدم نقل التظاهرة من قبل اية قناة فضائية، مؤكدين انها حالة غريبة، ومشيرين إلى ان هذه التظاهرات لو حصلت في اي بلد في العالم، تراهم يتسابقون لبثها على شاشاتهم.

واشار المتظاهرون إلى قناة العراقية شبه الرسمية، وقالوا انها من المفروض ليست قناة الحكومة بل قناة الدولة والمواطن، كما نص قانونها على ذلك، لكن المخجل انها لا تغطي التظاهرات، فيما كان الحضور كبيرًا ومشجعًا، بحضور لافت للفنانين والشعراء والإعلاميين، والحضور الغالب من الشباب، والهتاف للعراق.

شعارات المتظاهرين

وردد المتظاهرون شعارات مثل: هنا بغداد... هنا شعب الحرية، أول الغيث قطرة... وآلاف اليوم سيكونون ملايين غدا، الشعب يقول كلمته باسم الدين سرقونا الحرامية، إلا .. كنس، شلون نشعر بالامان الداعشي بالبرلمان، شلون ننام الليلة عدنه طلابة وي المسؤول، الشعب يهتف (عمرة خسارة المايزور التحرير)، بسطال الحشد .. يسوه الحرامية، إلى لصوص البرلمان والحكومة الفاسدين إلى عمائم الفساد هذه التظاهره انذار أولي، الشعب يهتف (فوك داعش والبلاء النوب ماكو كهرباء)، عاشوا الأحرار في وطني، اليوم اليوم اليوم نبقى للصبح، اصحى يا شعب سرقوك نوابك ، اطلع ... اطلع ... اطلع ، (هيله عليهم هيله والشعب بعده بحيله)، يقاتلون داعش من أجل أطفالنا نقاتل الفساد من أجل أطفالهم .

أيها الفاشلون

&وأكد وكيل وزارة الثقافة القاضي مهند الدليمي، انه مع التظاهرة لكنس الفاسدين، وقال: عودي ايتها القذارات من حيث أتيتِ،لكل عميل أتى مستقوياً على ظهر دبابة اميركية، لكل اصحاب الجنسيات المزدوجة، لكل من لم يذق خبزنا المصنوع من قمح وتراب.

واضاف: عودوا أيها الفاشلون، أما اكتفيتم من دمائنا، من نهب ثرواتنا، من تضييع مستقبل أجيالنا وتمزيق بلادنا، وتفريق مجتمعنا، عودي ايتها القذارات، لم تعد عمائمكم النتنة ولا جباهكم المقززة قادرة على خداعنا بعد.

طقس لعقيدة العراق

اما الكاتب والاعلامي احمد سعداوي فقال: تحية لكل من جاء إلى ساحة التحرير، لكل من خرج، وعانى الحر الشديد ومتاعب الطريق، من أجل العراق والعراقيين، لا لعمامة ولا عقال ولا جرّاوية. أحييكم لأنكم أقمتم طقساً دينياً لعقيدة العراق، قدس أقداسنا، ولا مقدّس غيره.

مطالبنا سلمية

&أما عضو الحزب الشيوعي جاسم الحلفي فقال: شكرا للقوات الأمنية في إجراءاتها الرائعة في التفتيش وتسهيل حركتنا للساحة، ولكن أرى ان قطع الطرق نحو ساحة التحرير ليس افظع من قطع الكهرباء، وإغلاق الطرق باتجاه ساحة التحرير، نفترضه بادرة حسن نية هدفها حماية التظاهرة، وبهذا المعنى عليهم ان يوفروا إمكانيات وصول المتظاهرين إلى ساحة التحرير بدون مماحكات وبانسيابية.

وأضاف: من دعا للتظاهرة شخصيات مدنية، أكدت على الأسلوب السلمي الدستوري، هي معروفه بشجبها لكل اعمال العنف، وان جوهر تحركنا ودوافعه هو المطالبة بالخدمات، وبالأخص توفير الكهرباء، وهذا حق معيشي وحياتي، ولا مناص منه. لسنا مع من يريد تجيير التظاهرات لمكاسب شخصية، واخص بالتحديد من توفرت له فرصة الحكم وأخفق بها. فالتظاهرة مدنية الشكل والمحتوى والاسلوب، وغير مسموح الإعتداء والتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة والعبث بالأمن. واننا نعمل بكل ما يمكن ان نتظاهر، ونرفع مطالبنا سلميا وعبر الكفاح اللاعنفي للتعبير عن مطالبنا.

31 تموز تاريخ لن يمحى

&أما الناشطة المدنية دينا الطائي فقالت: تظاهراتنا مستمرة من قلب بغداد الشامخة... ساحة التحرير الآن وغداً... سحقاً لكل من شكك &ولم يؤيد التظاهرة الشعبية المدنية السلمية المطلبية.

واضافت: هذا الحضور الجماهيري الشعبي تقشعر له الأبدان، هنا اجتمع عراقيون على مختلف مشاربهم جمعهم هم الوطن ...31 تموز تاريخ لن يمحى أبدا من الذاكرة العراقية ...عاشوا الأحرار في وطني.

استمرار التظاهرات

من جانبها اكدت الكاتبة والناشطة المدنية أسماء محمد مصطفى على ضرورة استمرار التظاهرات، وقالت: إلى مَن يقول أنّ لاجدوى من خروج مواطنين للتظاهر، فلا شيء سيتغير بوجود الفاسدين المتشبثين بكراسيهم، نقول كلاماً سبق أن قلناه، وهو: إن خروج المواطن في تظاهرات سلمية يطالب فيها بحقوقه في الحياة والكرامة والحرية، يجسد مسألة اعتبارية مهمة بنظرنا وهو ان المواطن يجب أن يبدأ بتعويد الحكومة، على انه يمكن أن يكون سلطة، لأن اعتياد الحكومات صمته هو الذي يدفع بها إلى الطغيان والتمادي في إهماله وعدم احترام حقوقه.&وأضافت: إن الجهر بالمطالبات المشروعة ينبغي له أن يكون نهج الإنسان العراقي من غير أن يخاف، فالخوف هو عدوه الأول، والزمن الآن مؤهل ليكون بيد الإنسان وليطالِب باحترام حقوقه، مثلما يؤدي واجباته. نحن هنا لا نطالب بتظاهرات عنيفة تستخدم فيها الحجارة والأسلحة وقد تؤدي إلى إثارة الفتن، فالفوضى لا تخدم الشعب ولا البلد، بل تترك المجال مفتوحاً للانتهازيين والمتسلقين الذين قد يفكرون بأنهم قادرون على الضحك على عقول البسطاء والاستخفاف بهم واستغلالهم لتنفيذ أجنداتهم تحت شعارات جوفاء لا تسمن ولا تشفي من جوع .&

وتابعت: لذا نتمنى أن تستمر المطالبات السلمية والمشروعة من غير استسلام للتعب وطول الانتظار، فلا بد أن يثقب الصوت مَن به صمم، لأن تحسن الحال يبدأ بخطوة على الطريق إلى المطالبة بتعويد الحكومات على ان صوت المواطن العراقي يجب أن يُحترَم. فلتتعود الحكومات على أن زمن الشياطين الخُرس قد ولى. وها هو وقت الاختبار الحقيقي للحكومة الحالية لتثبت أنها عراقية مائة بالمائة وتخاف على بلدها وشعبها.&

أحزاب الحرامية&

إلى ذلك حيا الفنان العراقي الكبير كوكب حمزة المتظاهرين قائلا: الرحمة الرحمة يا بنات العراق وشبانه بهذا البلد المستباح والمجروح، من احط ما انتجه الفكر الفقير الإنساني بدءا بصدام المجرم وانتهاء بهذه الاحزاب الرجعية المجرمة، أحزاب الحرامية و قطاع الطرق، طهروا هذا البلد من هذه الجيف المدمرة لوطن كان بمنتهى الحنية والجمال واضاف: لن نخسر غير أغلالنا وجوعنا وقهرنا وذلنا، انه اليوم العراقي العظيم لاسترداد الكرامة التي باعها قوادو السياسة ومرتزقتهم والمأجورون انصاف الكتاب والصحافيين والشعراء وباعة الافخاذ والضمير... القيامة الان فاشعلوها وقلوبنا معكم، وهذا اضعف الأوطان.

&