يطلب برنامج الأغذية العالمي دعمًا ماليًا عاجلًا كي يستطيع الاستمرار في إطعام اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، إذ خفض حصة اللاجئ السوري بلبنان إلى النصف، من 28 إلى 14 دولارًا شهريًا للفرد!.


مروان شلالا من بيروت: أعلن برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، خفضه إلى النصف مساعدات الطعام التي يستطيع تقديمها إلى مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في لبنان، بسبب نقص التمويل.

نصف الكوتا الشهرية
وأكد البرنامج، في بيان له أصدره الجمعة، أنه تلقى منحة جديدة من الولايات المتحدة حالت دون وقف البرنامج بالكامل، لكنه أشار إلى أنه لا يزال يحتاج خفض الكمية التي يضعها على بطاقات إلكترونية تسمح للاجئين بشراء الأطعمة من المتاجر.

ولفت البرنامج إلى أنه من خلال المساهمة البالغة 65 مليون دولار أميركي يمكن مواصلة تقديم المساعدة في شهر آب (أغسطس) عبر القسائم الغذائية، أو البطاقات الإلكترونية، إلى 440 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات في الأردن.

وأضاف البيان: "سيتلقى اللاجئون الأكثر احتياجًا 14 دولارًا للشخص الواحد هذا الشهر، وهو نصف المبلغ الذي كانوا يحصلون عليه من قبل، في حين أن اللاجئين الباقين الذين هم أفضل حالًا قليلًا فيحصلون على سبع دولارات فقط للفرد".

وقال مهند هادي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا: "ساعدتنا هذه المساهمة التي جاءت في الوقت المناسب على تجنب إجراء خفض كبير في المساعدات، لكن ما لم يستجب مانحون آخرون لهذه الأزمة، فسنواجه الموقف نفسه مرة أخرى في غضون أشهر قليلة، وسيكون إجراء خفض أكبر أمرًا لا مفر منه".

أضاف: "من المؤلم أن تسمع أمًا تقول إنها تربط أغطية الرأس حول بطون أطفالها حتى لا يستيقظوا وهم يشعرون بالجوع، وستستمر تلك القصص الموجعة إذا توقفت المساعدات الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي بأسره أن يساعدنا على التمسك بواجبنا الإنساني لحماية اللاجئين من الجوع".

مستمر في الأردن
وكان هذا البرنامج اضطر موقتًا إلى وقف برنامجه الإقليمي للمساعدات الغذائية المقدمة إلى 1.7 مليون مهاجر سوري في كانون الأول (ديسمبر) للسبب نفسه، لكنه استأنف البرنامج عندما تلقى تمويلًا كافيًا عبر حملة لجمع التبرعات.

سيستمر 95 ألف لاجئ في مخيمات الأردن في تلقي المساعدة بكامل قيمتها البالغة 28 دولارًا للشخص الواحد في الشهر. وفي لبنان، سيواصل البرنامج تزويد اللاجئين مبلغ 14 دولارًا شهريًا، وهو ما يمثل نصف مستحقاتهم الأصلية.

ويعتزم البرنامج استخدام 47 مليون دولار من هذه المساهمة لدعم عمليات توزيع القسائم الغذائية التي ينفذها في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، في حين أن المبلغ المتبقي، وهو 18.5 مليون دولار سيتم توجيهه لدعم عمليات البرامج داخل سوريا التي تساعد نحو أربعة ملايين نازح شهريًا. وقد تبرعت الولايات المتحدة حتى الآن بأكثر من 1.3 مليار دولار لعمليات برنامج الأغذية العالمي، للاستجابة للأزمة السورية.

وهناك بعض المؤشرات الإيجابية من جهات مانحة أخرى، إلا أن عملية البرنامج الإقليمية لمساعدة اللاجئين تعاني نقصًا شديدًا في التمويل، وتحتاج فورًا 168 مليون دولار لمواصلة دعم اللاجئين اليائسين في الأردن ولبنان ومصر وتركيا والعراق، حتى شهر تشرين الأول (نوفمبر).

مساعدات في اليمن
من جانب آخر، بدأ برنامج الأغذية العالمي توزيع مساعدات غذائية على نحو 340 ألف شخص في ثمان من أكثر المناطق تضرّرًا جنوب محافظة عدن في اليمن. وأصدر هادي بيانًا جاء فيه: "نحن نتحدّى الصعاب لنصل إلى عشرات الآلاف من الناس الذين سيعانون الجوع إذا لم يتلقّوا مساعدات غذائية".

أضاف: "نعمل للتغلّب على انعدام الأمن ونقاط التفتيش والكثير من العقبات الأخرى في اليمن للوصول إلى الأسر اليائسة غير القادرة على إطعام أطفالها". ويوزّع شركاء برنامج الأغذية حصصًا غذائية تكفي لشهرين في مناطق كريتر ودار سعد والتواهي وخور مكسر والمعلا والمنصورة والبريقة ومديرية الشيخ عثمان، إذ لم يتسنّ الوصول إلى تلك المناطق باستثناء واحدة، وهي المنصورة، منذ نيسان (أبريل) الماضي بسبب النزاع. وتشمل المساعدات الغذائية الدقيق والبقول وزيت الطهي.

وأفاد هادي بأن كثيرًا من شبكات الطرق في عدن وما حولها إما لا يمكن الوصول إليها مطلقًا، أو يصعب جداً الوصول إليها بسبب تدمير البنية التحتية والقتال الدائر. ومنذ نيسان (أبريل)، وصل برنامج الأغذية إلى نحو 2.6 مليون متضرّر من الصراع، ويعانون انعدام الأمن الغذائي في 13 محافظة هي: أبين وعدن والضالع والمحويت وعمران وذمار وحجة والحديدة ولحج وصنعاء وصعدة وشبوة وتعز.
&