كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني موقف بلاده من عدم التفريط في الأسرار الوطنية العسكرية أو العلمية أو التجارية أو الاجتماعية، وفي المقابل تساءل تقرير ما إذا كانت "الأجواء تحسنت في إيران بعد توقيع الاتفاق النووي".


نصر المجالي: طالب الرئيس الإيراني بدعم شعبي للإنجاز الدبلوماسي، ووصف فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل عامين بأنه "استفتاء" على الطريقة التي تقدم بها إيران نفسها على الساحة الدولية. وقال "بالنسبة إليهم كنا بالأمس بلدًا يشكل تهديدًا، والآن نحن بلد يتعيّن توقيع اتفاق معه".

وقلل روحاني من خطر أن يعرض التفتيش على المنشآت النووية أسرار الدولة الإيرانية وقدراتها الدفاعية للخطر وهو محور أساسي في هجوم المتشددين في المؤسسة الأمنية الذين يخشون هجومًا عسكريًا من القوى الغربية. وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد رفض دخول مفتشي الأمم المتحدة مواقع عسكرية ولم تحل هذه النقطة في الاتفاق إلا بصيغة دقيقة.

عين على الانتخابات
استغل روحاني، واضعًا نصب عينيه الانتخابات المقررة في 2017، في مقابلة بثت مباشرة مع القناة الأولى للتلفزيون الرسمي الإيراني، الأمر لوصف الاتفاق بأنه "طريق ثالث" جديد للسياسة الخارجية الإيرانية رافضًا انتقادات المتشددين بأنه رضخ للغرب.

وقال روحاني "هذه الفكرة بأن لدينا خيارين أمام العالم.. إما الاستسلام له أو هزيمته.. هذه فكرة غير منطقية: هناك طريق ثالث للتعاون البناء مع العالم في إطار المصالح القومية". وأضاف "لقد تعاونا مع الأمم المتحدة من دون حرب أو مناشدات أو استسلام، لكن بالمنطق والتفاوض والدبلوماسية عبر مسار مشروع". لكنه تجنب الإشارة بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة أو القوى الغربية الأخرى.

وشدد روحاني، على أننا "لا نخشى التهديد، لكن الاتفاق النووي حقق أهدافًا في الأمن القومي وأبعد شبح التهديد". ووصف خروج إيران من تحت الفصل السابع عبر المفاوضات من دون حرب وإلغاء القرارات الدولية بأنه انتصار غير مسبوق. وجدد موقف بلاده القائم على أن "الشعب الإيراني لا يحتاج القنبلة النووية، وهي ليست ضمن استراتيجيته لا دينيًا ولا عسكريًا".

الأوضاع الاقتصادية
وأشار إلى الأوضاع الاقتصادية في إيران، وقال إن "نجاح الحكومة في ضبط الأوضاع الاقتصادية وخفض التضخم بعدما وصل إلى 40 بالمئة واستعادة النمو الاقتصادي هو أمر من المنتظر استمراره بعد رفع العقوبات".

وأكد روحاني فشل الحظر المفروض على بلاده، وقال إن الحظر لا يمكن أن ينجح بكسر شعب، ولكن يمكن أن يؤثر، وهو غير قانوني ولا إنساني ، معتبرًا أنه لم يشك للحظة منذ بدء المفاوضات أنه سيتوصل إلى الاتفاق النووي. وقال إن إيران لن تكون دولة استيراد للسلع، وإنما ترحّب بالاستثمارات المشتركة ونقل التكنولوجيا، وأخطاء الماضي الاقتصادية لن تتكرر.

وفي الأخير، شدد الرئيس الإيراني على أن الاتفاق النووي لن يغير سياسة بلاده الاقتصادية في السير بطريق الاقتصاد المقاوم. وأشار إلى أن "ثقتنا بالطرف المقابل ليست مئة بالمئة، ولكن هناك آليات لمراقبة الالتزام بالاتفاق".

آمال الإصلاحيين
إلى ذلك، قال تقرير صحافي إن الإصلاحيين في إيران يأملون أن تكون "أسوأ مرحلة من انتهاكات حقوق الإنسان" قد انتهت، وذلك بعد توقيع الاتفاق بشأن برنامجها النووي. وقالت صحيفة (ديلي تلغراف) في تقرير حمل عنوان (إيران تتغير للأفضل، بحسب الإصلاحيين) إن "الرؤساء السابقين لإيران محاصرون، والصحافيون قابعون خلف القضبان، كما إن 694 شخصًا أعدموا بين شهري كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو".

وأضاف أن "الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ما زالتا تضطهدان أعداء النظام، رغم تولي حكومة الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني السلطة".

وأشار التقرير إلى أن الإصلاحيين في إيران ما زالوا تحت الضغط، إلا أن المواطنين العاديين يحظون بمزيد من الحرية، مضيفًا أن "الأجواء تحسنت للجميع ما عدا خصوم النظام القدماء".

وقال إن هؤلاء الخصوم هم: رئيس الوزراء السابق المير حسين موسوي، والناطق السابق باسم البرلمان مهدي كروبي الذي يعيش قيد الإقامة الجبرية. وقال إن "وسائل الإعلام الإيرانية ممنوعة من ذكر اسم الرئيس محمد خاتمي، الذي حكم البلاد لولاتين متتاليتين، والممنوع من مغادرة البلاد أو المشاركة في أي فعالية". وختمت (التلغراف) قائلة:& إنه "بعد توقيع الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، فإن الإصلاحيين يأملون أن يتمكن روحاني من التخفيف من قسوة النظام الإيراني".