بعد تعرض عناصر مدربة أميركيًا للاعتقال وإطلاق النار في سوريا من جبهة النصرة، قررت واشنطن حماية من تدربهم بالقوة الجوية، فيما حث مسؤول أميركي سابق دول القرار على انتهاز فرصة ضعف بشار الأسد لإسقاطه.

بيروت: ارتفع عدد قتلى جبهة النصرة إلى 25 قتيلًا سقطوا في قصف جوي نفذه طيران التحالف الدولي الجمعة، أثناء مساندته عناصر "الفرقة 30" في أطراف مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، بعدما هاجمهم عناصر النصرة.

قال مسؤولون أميركيون الأحد إن الولايات المتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة الذين دربهم الجيش الأميركي في مواجهة كل من يهاجمهم ، حتى لو كانوا من قوات الأسد. ونقلت التقارير عن مسؤولين أميركيين، اشترطوا عدم نشر أسمائهم كي يتسنى لهم تأكيد تفاصيل القرار، قولهم: "الولايات المتحدة ستشن هجمات جوية لدعم التقدم الذي أحرز ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية".

غطاء جوي

يهدف هذا القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى حماية مجموعة من المقاتلين السوريين الذين دربتهم الولايات المتحدة وسلّحتهم لمحاربة داعش، من دون التعرض لقوات نظام الأسد.

وتعرضت أول دفعة من هذه القوات، التي دربتها الولايات المتحدة ونشرتها في شمال سوريا، للنيران الجمعة الماضية، فردت الولايات المتحدة بشن أول غارات جوية معروفة لمساندة تلك القوات. ومن المقرر أن توفر الولايات المتحدة دعمًا دفاعيًا لصد أي هجوم تتعرض له هذه القوة.

كما اعتقل عناصر جبهة النصرة 8 عناصر من الفرقة 30، الذين تلقوا تدريبات في تركيا على أيدي الأميركيين، ضمن برنامج المعارضة المعتدلة قرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، واتهمتهم بأنهم وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أميركا في المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية بدأت في أيار (مايو) الماضي تدريب 90 من مقاتلي المعارضة السورية في دفعة أولى في الأردن.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن أحد كبار المسؤولين العسكريين أعلن أن الجيش الأميركي بدأ تدريب دفعة ثانية من مقاتلي المعارضة السورية يبلغ قوامها 50 فردًا في تركيا، ومن المتوقع أن يتسع نطاق التدريب في دول أخرى مثل قطر.

أسقطوا الأسد أولًا!

إلى ذلك، نشرت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية الأحد مقالًا كتبه جيمس روبن، نائب وزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس بيل كلينتون، انتقد فيه وزير الخارجية الأميركي الحالي جون كيري، ودعا فيه إلى إسقاط بشار الأسد قبل البحث في سبل السلام في سوريا، قائلًا إن دبلوماسيين أميركيين يتحدثون عن إمكان تنظيم مؤتمر جنيف-3 للبحث في القضية السورية، ويدعون إليه إيران، واصفًا توقيت هذه الخطوة بغير المناسب، "لأن المعارضة المسلحة تحقق حاليًا مكاسب ميدانية مهمة على الأرض، بينما يحذر المدافعون عن هذه الخطوة ومن أن التأخر في الخلاص من الأسد يوفر ظروفًا مؤاتية لظهور جماعات إسلامية متشددة.

وأضاف روبن: "تؤكد وزارة الدفاع أن إنشاء التحالف الدولي لشن غارات جوية في سوريا& لا يصبو إلى إسقاط النظام السوري، بل هو موجه حصرًا ضد داعش، وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما من أوائل مَن طالبوا الأسد بالرحيل، فإن البيت الأبيض تردد كثيرًا في دعم المعارضة وتسليحها، ومرد تسريع عملية تدريب المعارضة وتسليحها هو المخاوف من تصاعد داعش، لا لإسقاط الأسد".

وبحسب روبن، على واشنطن ولندن وباريس والحلفاء اغتنام فرصة وهن نظام الأسد الآن، ودعم المعارضة جديًا لإسقاطه، ثم وقف القتال وتشكيل حكومة انتقالية سورية لأول مرة منذ 50 عامًا، تقيم المصالحة وتوحد الشعب السوري ضد التطرف والمتطرفين.