في الذكرى الأولى لاحتلال داعش منطقة سنجار العراقية ارتفعت المطالب بإحالة جرائم التنظيم هذه ضد الايزيديين على محكمة الجنايات الدولية وإصدار تشريعات عراقية تنصف الضحايا.. فيما وقف مواطنو إقليم كردستان دقيقتي صمت حزنا بينما اكد بارزاني القيام بجهود لتحويل سنجار إلى محافظة.

لندن: خلال استذكار تأبيني تابعت مجرياته "إيلاف" الاثنين لمناسبة مرور عام على اجتياح تنظيم "داعش" قضاء سنجار وسبي المئات من نسائه وقتل شبابه فقد اعتبر الرئيس العراقي فؤاد معصوم هذه الممارسات جرائم جماعية ضد الانسانية اكدت اجرام ووحشية التنظيم التي لم ير العالم مثيلا لها على مر العصور.

وشدد على الجهات العراقية ضرورة توثيق هذه الجرائم وعرضها على المؤسسات الدولية المختصة والعمل على تخفيف معاناة الضحايا ودعم العراق على مواجهة هذا التنظيم وتعزيز امكاناته العسكرية لتسريع النصر على داعش.

واكد ان الشعب العراقي بات متوحدا تجاه ما ارتكبه "داعش" من جرائم الامر الذي يضع مسؤولية مضاعفة امام القادة العراقيين في تعزيز وحدة العراقيين ومواجهتهم الاخطار التي تواجههم.

اما رئيس مجلس النواب سليم الجبوري& فقد وصف جرائم "داعش" في سنجار بأنها سفر قذر لا يمكن للبشرية نسيانه او تجاهله. وشدد في كلمته على ضرورة اصدار تشريع خاص بالمجزرة التي ارتكبها تنظيم "داعش" ضد مواطني سنجار من الايزيديين وتوصيفها قانونا. واعتبر أن حل مشكلة الايزيديين في قضاء سنجار تبدأ من تحرير نينوى من سيطرة تنظيم "داعش" مشيرا إلى ان الخطوة المهمة على هذا الطريق تكمن في تشريع وإقرار قانون الحرس الوطني الذي قال انه سيمثل الترسانة الأولى لقوة الانقضاض فيما دعا إلى الابتعاد عن التنازع والاختلاف الذي يمنح العدو وقتا للمكوث في نينوى.

ومن جانبه دعا نائب رئيس مجلس النواب ارام شيخ محمد إلى احالة جرائم داعش لاسيما في قضاء سنجار على المحكمة الجنائية الدولية. وقال في كلمته ان فاجعة سنجار دفع فيها الايزيديون ثمن انتمائهم الوطني والديني على يد تنظيم "داعش" الارهابي.. داعيا إلى تحرير جميع الاراضي المغتصبة من قبل التنظيم في محافظة نينوى وغيرها من المدن.

وكان اعلن في بغداد مؤخرا ان البحث مازال جاريا عن حوالى اربعة الاف ايزيدي بينهم حوالى الفين من النساء قد فقدوا في مناطقهم التي يحتلها "داعش" منذ& ستة أشهر وتوثيق حوالى 4 ملايين انتهاكا للمنظمات الارهابية.

وأكدت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان أن 3583 إيزيديا مازالوا مفقودين ويجري البحث عن مصيرهم منذ سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من محافظة نينوى الشمالية في حزيران (يونيو) الماضي بينهم 1597 من النساء.

وعلى الصعيد نفسه فقد كشف الناشط الايزيدي حسن دنايي ان المانيا قررت معالجة الف إمرأة وفتاة ايزيدية معنفة على يد عناصر "داعش" مشيراً إلى ان اكثر من لجنة حكومية المانية زارت مخيمات الايزيديين في العراق لتحديد اليات الاختيار.

&يذكر ان تنظيم "داعش" قام باختطاف مئات الفتيات الايزيديات بعد اجتياحه قضاء سنجار اثر انسحاب قوات البيشمركة منه مطلع آب (أغسطس) الماضي قالت تقارير ان التنظيم قام بتوزيعهن سبايا على مقاتليه في العراق وسوريا.
&
بارزاني يعلن جهودا لتحويل سنجار إلى محافظة

ومن جهتهم، وقف مواطنو اقليم كردستان العراق الشمالي دقيقتي صمت صباح اليوم في انحاء الاقليم استذكارا لأرواح ضحايا قضاء سنجار الذي اجتاحه تنظيم "داعش" في مثل هذا اليوم من العام الماضي فيما اعلن بارزاني جهودا لتحويل القضاء إلى محافظة مستقلة.

وشارك رئيس الاقليم مسعود بارزاني في مدينة دهوك الشمالية حفل استذكار لفاجعة سنجار وسكانها من الايزيديين معلنا عن جهود لتحويلها إلى محافظة مشددا على انه سيجعل تنظيم "داعش" يركع عند اقدام الايزيديين.

ومن جانبها قالت حكومة الاقليم في بيان لها الاثنين ان ارهابيي داعش هاجموا في الثالث من اب (أغسطس) من العام الماضي بلدة سنجار والقرى المجاورة واقدموا بشكل بشع ووحشي على إبادة عدد كبير من مواطني هذه المنطقة من الأيزيديين وقاموا بأسرهم وتشريد آلاف آخرين منهم.

وأشارت حكومة الاقليم إلى انها نجحت في جهودها من أجل تحرير الأيزيديين والايزيديات الذين تم اختطافهم من قبل إرهابيي داعش وستستمر في محاولاتها لتحرير المتبقين منهم كما عملت الكثير على المستوى العالمي أيضاً بهدف تعريف ملف سنجار كإحدى الجرائم ضد الانسانية وهي مستمرة في محاولاتها.

واكدت حكومة كردستان انها ستتخذ جميع الإجراءات وسوف لن تدخر جهداً من أجل ذلك كما ستستمر في مساعدة النازحين الذين ما زالوا يعيشون داخل المخيمات في مختلف مناطق إقليم كردستان. وأشادت بقوات البيشمركة الكردية وبما وصفته "بهذه الدرجة من الشهامة والشجاعة من أجل تحرير تلك المناطق المحتلة من قبل إرهابيي داعش حيث تمكنت البيشمركة من تحرير مساحات شاسعة من هذه المناطق من يد الإرهابيين وإعادة أهالي هذه المناطق بكل فخر واحترام وتقدير إلى أماكنها وأن حكومة إقليم كردستان ستستمر أيضاً في مساعدتهم".

يذكر ان الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، لأن جميع نصوصها الدينية تتلى باللغة الكردية في مناسباتهم وطقوسهم الدينية. ووفق إحصائيات غير رسمية يبلغ عدد الإيزيديين نحو نصف مليون نسمة في العراق ومن ضمنه إقليم كردستان، ويقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك الشماليتين.

&ويسكن معظم الايزيديين في مناطق تابعة لمحافظتي نينوى ودهوك كسنجار، وشيخان، وتلكيف، وبعشيقة، وسيميل، وزاخو شمال العراق إضافة إلى وجود حوالى 30 ألف إيزيدي هاجروا من البلاد منذ بداية التسعينات إلى أوروبا ويتمركزون بغالبيتهم في ألمانيا والسويد. ويعد معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان التابعة لمحافظة نينوى المركز الديني المقدس لمعتنقي هذه الديانة.

ويتحدث الايزيديون باللغة الكردية وهي اللغة الأم ولكنهم يتحدثون العربية أيضا، خصوصا ايزيدية بعشيقة قرب الموصل وصلواتهم وادعيتهم والطقوس والكتب الدينية كلها باللغة الكردية ووطنهم هو(ايزديخان) أو مرگه الشيخان حيث موطن امرائهم، والتي سميت في كتب التاريخ بمرج الموصل& وقبلتهم هي لالش حيث الضريح المقدس للشيخ أدي بشمال العراق ويعتبر الامير تحسين بك من كبار الشخصيات الديانة اليزيدية في العراق والعالم حاليا.

وبحسب أرقام لمنظمات تابعة للأمم المتحدة يقدر عدد الايزيديين بحوالى 2,550,000 يزيدي يعيش حوالى 750 ألفا منهم في العراق و 30 ألفا في سوريا& ولم يبق منهم أكثر من 500 نسمة في تركيا بعدما كان عددهم أكثر من 25 ألف نسمة في بدايات الثمانينات حيث هاجر غالبيتهم لأوروبا. كما توجد أقليات منهم في أرمينيا وجورجيا تعود أصولها لتركيا وهناك توجد أقلية صغيرة من الايزيدية في إيران دون توفر معلومات عن تعدادهم.
&