نصر المجالي: مع استمرار العمليات العسكرية التركية ضد منظمة (بي كي كي) الكردية المعارضة وتنظيم (داعش)، فإن أحزابًا معارضة ترى أن الحكومة التركية"تبيّت النية لاتباع سياسة الدم قبيل الانتخابات، وسيكون ثمن ذلك باهظاً".

وبينما تحشد المجتمع الدولي والجوار الأوروبي والإسلامي في حملاتها ضد تنظيم (داعش) وإعلان فتح قواعدها الجوية أمام التحالف الدولي لشن غارات جوية منها، فإن أحزاباً تركية معارضة ومراقبين يخشون من أن تصعيد الحرب وخاصة ضد حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) ما هو إلا خطوة استباقية للدعوة إلى انتخابات مبكرة تعيد لحزب التنمية والعدالة غالبيته التي فقدها في انتخابات 7 ايار (مايو) الماضي.

وتوقف المراقبون امام تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال زيارته الحالية لدول شرق آسيا، معتبرين انها توضح نيات أنقرة من تدابيرها العسكرية الراهنة ضد الأكراد وداعش.

اذ ان الرئيس التركي قال إن الأكراد السوريين سعوا إلى "تشكيل ممر من أقصى الشرق إلى البحر المتوسط"، إلا أن تنظيم "داعش" عرقل خططهم، مؤكداً أن تركيا "لن تسمح بلعبة الإرهابي الجيد والإرهابي السيئ... فالإرهابي هو إرهابي".

وفيما يبدو أن الرجل ماضٍ في تثبيت إنهاء "عملية السلام" مع الأكراد، من دون عودة إلى الوراء، دعا أمس إلى "العودة للإرادة الوطنية في حال عدم تشكيل ائتلاف حكومي، حتى يقرر الناس مرة أخرى (...) وسنخرج من الوضع الحالي"، في إشارةٍ إلى الانتخابات المبكرة.

وعلى وقع هذه الآراء، واستمرار العمليات العسكرية التركية، كانت "إيلاف" طرحت سؤال الاستفتاء في الأسبوع الماضي حول تقييم القراء لتدخل تركيا العسكري ضد داعش وضرباتها للأكراد؟.

وجاءت نتائج الاستفتاء في غالبيتها مؤيدة للتدخل التركي حيث أيدته نسبة 80 % من المصوتين بما مجموعه 6913 صوتاً من مجموع المشاركين في الاستفتاء وعددهم 8635 ، بينما عارضت التدخل ما نسبته 20 % (1722 صوتاً).

انهاء بي كي كي وداعش

وإلى ذلك، فإنه فضلاً عن العمليات العسكرية ضد تنظيم (بي كي كي) الذي تصفه أنقرة بـ(الإرهابي)، فإن القضاء التركي أجرى تحقيقين بحق زعيمَي حزب "الشعوب الديموقراطي" الكردي الذي فاز في الانتخابات الأخيرة على عاتق حزب التنمية والعدالة.

وكان الرئيس التركي كرر مراراً عزمه على التوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة في حال عدم التوصل إلى تشكيل حكومة إئتلافية، في محاولات أخيرة لمحو آثار الهزيمة التي أفقدته الغالبية البرلمانية للمرة الأولى منذ 13 عاماً.

واستطراداً مع ذلك، فإن رئيس الحكومة التركية المنتهية ولايته، أحمد داود أوغلو، أكد أيضاً لمرات متعددة أن الاتفاق مع واشنطن حول فتح القواعد الجوية أمام قوات التحالف الدولي "سيفعّل قتال الارهابيين"، كما سيتيح، بعد تطهير الحدود التركية ــ السورية من "داعش"، "أن نمد حبل النجاة للمعارضة السورية المعتدلة، التي يقاتل أفرادها&وحدهم الأسد وداعش معاً"، حسب تصريح لداود أوغلو.