بالتزامن مع تواصل الاحتجاجات في محافظات عراقية ضد الفساد وتردي الخدمات فقد أعلن العبادي عن البدء بتطبيق مبدأ من أين لك هذا معتبرًا أنه والمطالبين بالإصلاح في خندق واحد.. فيما أكدت خلية الاعلام الحربي تدمير أهم منشآت "داعش" جنوب الموصل.

لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "اننا اليوم مع شريحة الشباب نسعى للاصلاح وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد لأننا في خندق واحد وليس خندقين ".. مشيدا بدور الشباب في بناء المجتمع وترسيخ التعايش السلمي ومحاربة تنظيم "داعش" إضافة إلى محاربة الفساد والتخلف.

وأكد في كلمة خلال المؤتمر الاول للتعايش بين الشباب في بغداد الاثنين وتابعت "إيلاف" مجرياته ان البلاد تواجه تحديا خطيرا متمثلا بخطر العصابات الارهابية الظلامية" والتي يواجهها ابطالنا في جبهات القتال تحت الحر الشديد من اجل كرامة ووحدة بلدنا وابنائه".

وأشار العبادي إلى أنّ تعاون وتظافر جهود الجميع من كتل سياسية ووسائل الاعلام سيسير بالبلد إلى الاصلاح وبر الامان.. مستدركا بالقول "لكننا نرى ان هناك تصارعا بين الكتل على المناصب وحتى التضحيات للابطال المقاتلين اصبحت مثار صراع بين الكتل".

وأشار إلى أنّ "الفتوى المقدسة للمرجعية الدينية كانت للتطوع للجهاد الكفائي تحت مظلة الدولة وعلم الدولة وأن المنظومة الامنية واحدة لا تتجزأ& داعيا الجميع إلى العمل بروح الفريق الواحد لان التعاون افضل من الصراع". وشدد على أن "سلامة المجتمع لا تتحقق إذا جزأنا القوات الامنية لصالح كل حزب او كتلة".. معرباً عن أمله في أن "تعمل الكتل السياسية على شكل فريق واحد".

وحيا المتظاهرين المحتجين على تردي الخدمات والمطالبين بمكافحة الفساد الذين يواصلون تجمعات في بغداد ومراكز المحافظات الاخرى منذ الجمعة الماضي لالتزامهم بالنظام العام وقال "اننا لا نريد ان نسكت صوتا يعترض واننا معهم من اجل تحسين الخدمات والاصلاح وقد اصدرنا اوامرنا للقوات الامنية بضرورة حسن التعامل مع المتظاهرين ولذلك فإن القوات التي تقاتل في جبهات القتال هي من حمت المتظاهرين وان العامل المشترك بينهما يتمثل بخدمة الوطن والمواطن".

واعتبر احتجاجات المواطنين انذاراً للحكومة.. مبيناً أن "هناك من يريد تخريب التظاهرات واستغلالها لمطالب ذاتية "لكننا منعناهم".

وحذر من أن هناك قوى تسعى لتخريب العراق.. موضحًا ان تنظيم "داعش "تراجع في المناطق التي يتواجد فيها بسبب عدم وجود المزيد من المؤيدين له.. وقال "نحن نتقدم وداعش يتراجع لعدم وجود من يؤمن بفكره في المناطق العراقية الا عدد قليل من المغرر بهم".. مشددا على العمل من اجل عدم عودة عناصر التنظيم إلى المناطق التي طردوا منها.

وأكد العبادي البدء بتفعيل مبدأ "من اين لك هذا" للجميع وان تقوم هيئة النزاهة بتشكيل فرق خاصة للتحقيق في أموال جميع مسؤولي الدولة. وأضاف مخاطباً المسؤولين "كيف تطلب من المواطن أن يصبر وأنت متنعم؟".. مشيراً إلى أن "النظام وقع في خطأ عندما فرض هذا الواقع الطبقي بين المواطن والمسؤول".

وأكد ان "الفساد يحتمي وراء الاجراءات المعقدة والروتين المعقد ونحن نرفض ذلك وسنحاسب عليه". وقال إن بعض ابناء المسؤولين ينفقون أكثر من رئيس الوزراء واصفا الامر بغير المقبول. وقال "لدينا أربعة ملايين ونصف المليون موظف يعمل في الدولة ولو اجتمعت جهود هؤلاء الموظفين ستحل الكثير من المشاكل التي يعاني منها العراق".

وعبر العبادي عن تذمره من معارضة البعض لاي خطوات اصلاحية يتخذها قائلا "ان اية خطوة نخطوها للاصلاح تقابل بالرفض ومنها ما يتعلق بتخفيض رواتب المسؤولين وكذلك شمول المسؤولين بالقطع المبرمج للكهرباء".. مشددا على ان اكبر هدر للثروات يتمثل بسوء التخطيط والتنظيم المتبع في تنفيذ المشاريع.

وعن النقص في الطاقة الكهربائية أشار العبادي إلى أنّ معالجة هذه المشكلة تحتاج إلى وقت وقال "لكننا سنبذل جهودا لتحسينها بعد ان انفقت اموال ضخمة لاصلاحها (حوالي 37 مليار دولار) لكن زيادة الاستهلاك لم تتناسب مع معدلات انتاج الطاقة وهو ما يتطلب مساعدة المجتمع في هذا المجال من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء واعدا ببذل أقصى الجهود لزيادة انتاجية الكهرباء. واوضح ان ايرادات الدولة العراقية انخفضت بنسبة45 بالمائة بسبب تدهور اسعار النفط ونفقات الحرب ضد "داعش".

واوضح العبايدي أن "هناك ما يزيد عن 55 قناة فضائية في العراق كلها لا تملكها الدولة وهناك مئات الصحف والمجلات والمواقع في الانترنت وهذه كلها تعبر عن أجواء الحرية في البلاد". وكان العبادي إعتبر السبت الماضي أن التظاهرات الأخيرة التي شهدتها مدن عراقية بمثابة جرس انذار مبكر لحكومته.

وفي هذا الاطار كشف بهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة ، عن هدر حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي نحو تريليون دولار. وقال في تصريح صحافي نشر اليوم ان
&حكومة نوري المالكي السابقة التي حكمت العراق لمدة ثمانية أعوام قد أهدرت حوالي تريليون دولار& وهي عبارة عن 800 مليار دولار موازنات العراق النفطية منذ عام 2004 وحتى 2014& بالإضافة إلى نحو 200 مليار دولار منحا ومساعدات.. مؤكدا "عدم وجود اي حسابات ختامية حتى نعرف كيف أنفقت كما لا يوجد إنجاز على الأرض حتى نتلمس تلك الأموال من خلال مشاريع ومنجزات".

وأشار إلى أنّ "المشكلة الوحيدة التي يعانيها حيدر العبادي هي أنه يريد أن يعمل ولكن لا أحد يقف معه أو يسند ظهره".

تدمير أهم منشآت "داعش" جنوب الموصل

وأعلنت خلية الاعلام الحربي اليوم عن تدمير اهم منشآت تنظيم " "داعش" بضربة جوية جنوب الموصل& فيما دعت المواطنين في المناطق المغتصبة إلى الابتعاد عن مقرات التنظيم.

وأشارت الخلية إلى أنّه بناءً على معلومات دقيقة من المواطنين فقد تم توجيه ضربة جوية نوعية بالتنسيق مع طيران التحالف على اهم منشآت عصابات "داعش" الخاصة بتفخيخ العجلات في منطقة الكيارة جنوب الموصل ما اسفر عن تدميره بالكامل.

وأوضحت أن هذا المعمل كان يفخخ العجلات التي تستهدف المواطنين في مختلف مناطق البلاد.. ودعت المواطنين في المناطق المغتصبة إلى "الابتعاد عن مقرات داعش ومناطق تواجدهم، لانها اهداف سيتم تدميرها في الايام المقبلة".

وفي محافظة الأنبار فقد عثرت القوات الامنية على مخبأ كبير للأسلحة والاعتدة تحت الارض غرب& المحافظة وقال انه قد تم العثور على مخبأ كبير للأسلحة والاعتدة تحت الارض بالقرب من المدخل الشرقي لناحية بروانة التابعة لقضاء حديثة غرب الانبار. واوضح انه تم العثور على 130عبوة ناسفة مشيرا إلى أنّ الجهد الهندسي للقوات الامنية يشرع حاليا بأبطال مفعول تلك العبوات.

وعلى الصعيد نفسه أعلن الحشد الشعبي في محافظة ديإلى عن مقتل احد ابرز خبراء تفخيخ المركبات بتنظيم "داعش" في ناحية الصقلاوية في محافظة الانبار مشيرا إلى أنّه يحمل الجنسية الاوزبكية.

واضاف الحشد ان قوة امنية مشتركة مدعومة بالحشد الشعبي من اهالي ديإلى قتلت المدعو نبيلوف الاوزبكي الجنسية مع احد مرافقيه في كمين امني في الضواحي الشمالية لناحية الصقلاوية في الانبار مبينا ان هذا "الارهابي يعد من ابرز خبراء تفخيخ المركبات".

واضاف ان "نبيلوف كان متخصصا بتفخيخ المركبات الكبيرة والصهاريج التي تحمل عدة اطنان من المتفجرات وهو مسؤول كتيبة داخل تنظيم داعش".. مشيرا إلى أنّ "نبيلوف قدم قبل اشهر قليلة من الرقة السورية لتعزيز قدرات التنظيم في الانبار وخاصة عمليات تفخيخ المركبات الكبيرة".

وكان تنظيم "داعش" قد فرض سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (405 كم شمال بغداد) في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 قبل أن يفرض سيطرته على مناطق أخرى عديدة من العراق& مرتكبا انتهاكات جسيمة ضد الأهالي لاسيما من الأقليات والمواقع الدينية والحضارية اعتبرت جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.