نصر المجالي:&اتجهت الأنظار، الإثنين، للعاصمة القطرية الدوحة التي شهدت اجتماعات عديدة على مستوى من الأهمية وبحثت قضايا مفصلية متعلقة بأزمات إقليم الشرق الأوسط.&
وكانت ذروة النشاطات الاجتماع الثلاثي غير المسبوق بين وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف والسعودية عادل الجبير، واجتماع كيري مع نظرائه الخليجيين، والاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية التعاون، ثم لقاءات أمير دولة قطر مع أطراف هذه الاجتماعات.&
&
وتصدرت أجندة الاجتماع الثلاثي بصفة خاصة أزمتا اليمن وسوريا والاتفاق النووي مع إيران ومواجهة الإرهاب، وهي ايضاً تصدرت اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الأميركي جون كيري.&
وفي مستهل الاجتماع الوزاري الثلاثي أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال افتتاح الاجتماع عن أمله في مساعدة واشنطن والرياض في حل الأزمة السورية.
إذ وجهت صحافية أميركية سؤالا إلى وزير الخارجية الروسي حول ما ستفعله روسيا لتسوية الأزمة السورية، فرد لافروف، مشيرا إلى كيري والجبير "آمل أن يقدم هؤلاء السادة المساعدة"، وأضاف كيري قائلا: "الفعالة"، قاصدا المساعدة.
وعلى الرغم من أن روسيا من البلاد الداعمة بشدة لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الموقف الذي يناقض مواقف دول الخليج والولايات المتحدة إلا أن جميع الأطراف مجتمعة على مناهضة تنظيم داعش.
وكان المتحدث باسم الكرملين انتقد خططا أميركية لتوفير غطاء جوي للمعارضة المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا.
وقال ديمتري بسكوف إن "مد يد العون للمعارضة السورية بالأموال أو السلاح قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد".
&
زعزعة الاستقرار
وإذ ذاك، فإنه بعد اجتماعه مع نظرائه الخليجيين، قال وزير الخارجية الأميركي إنه تم الاتفاق على خطة عمل مشتركة لمواجهة أنشطة زعزعة الاستقرار.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية، عقب الاجتماع، إنه "تم وضع خطة عمل مفصلة تشمل مزيدا من التعاون مع دول الخليج لمواجهة أنشطة زعزعة الاستقرار في المنطقة".
وتشتمل الخطة، بحسب كيري، على "نظام دفاع صاروخي مضاد للصواريخ الباليستية، وتدريبات عسكرية مشتركة، وتبادل التعاون الاستخباراتي، وتسريع عمليات نقل الأسلحة التي تم الاتفاق عليها في الماضي".
وأوضح الوزير الأميركي أن الخطة تتضمن أيضا إجراءات مكافحة تدفق المقاتلين الأجانب إلى أماكن النزاع في المنطقة، وقال: "سنجري خطوات عملية صلبة لتوفير الامن في المنطقة"."
&
افضل خيار
من جهته اعتبر وزير الخارجية القطري أن الاتفاق النووي مع إيران هو "أفضل خيار" متوافر. وقال العطية إن الاتفاق مع إيران "كان أفضل خيار بين خيارات أخرى للتوصل إلى حل لقضية البرنامج النووي الإيراني عبر الحوار".
وأشار العطية إلى أن " دول مجلس التعاون الخليجي رحبت بالاتفاق النووي على أساس قدرة أميركا وأوروبا على مراقبة ومنع طهران من تطوير والحصول على سلاح نووي".
وحول الملف السوري تابع العطية قائلا: "إن الرئيس السوري، بشار الأسد فاقد لشرعيته وأن بلاده تسعى لإيجاد حل سياسي في سوريا يخرج الشعب من أزمته التي امتدت لخمس سنوات."
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقدوا اجتماعا تنسيقيا البارحة تمهيدا للاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وجون كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة اليوم الإثنين في فندق شيراتون الدوحة.&
وناقش الاجتماع الخليجي - الأميركي عدداً من القضايا والملفات المهمة في المنطقة، بما في ذلك الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا، مع إيران في الرابع عشر من يوليو الماضي في فيينا.&
ويأتي هذا الاجتماع كمؤشر لأهمية القضايا السياسية والأمنية المطروحة على طاولة البحث، وكذلك على الثقل الذي باتت تشكله منظومة دول مجلس التعاون الخليجي في العالم، باعتبارها من أكثر المنظومات الإقليمية تماسكا، فضلا عن تفاعلها وتأثيرها في السياسة الاقليمية والدولية .&
وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه تكمن أهمية اجتماع الدوحة في النتائج التي يتوقع أن تتمخض عنه، حيث يطرح وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوضوح رؤيتهم وموقفهم حول الملفات المطروحة.
&
لقاء وزراء التعاون &
وعلى هذا الصعيد، استقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، في مكتبه في الديوان الأميري وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك للسلام عليه بمناسبة زيارتهم البلاد، لحضور اجتماعهم المشترك مع وزير الخارجية الأميركي الذي انعقد في الدوحة.
وجرى خلال المقابلة استعراض آفاق العمل الخليجي المشترك تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية، فضلاً عن مناقشة آخر تطورات الأوضاع في المنطقة.
&
لقاء كيري&
كما استقبل الشيخ تميم، وزير خارجية الولايات المتحدة حيث جرى خلال المقابلة، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما الأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقد أطلع وزير الخارجية الأميركي، أمير قطر على تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين دول مجموعة ( 5+1 ) وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأعرب الشيخ تميم عن أمله في أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى تجنب سباق التسلح فيها.
&
لقاء لافروف&
واستقبل أمير دولة قطر، سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، والوفد المرافق، حيث تم بحث علاقات التعاون بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.&
وتم خلال المقابلة مناقشة توحيد جهود المجتمع الدولي لإيجاد الحلول المناسبة للأزمة السورية والعراقية واليمنية والليبية، والتباحث بشأن التصدي لخطر الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.&

اجتماعات لافروف
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية أن لافروف بحث مع نظيره العماني خلال زيارته إلى الدوحة الصراع في اليمن والوضع في الخليج العربي بعد الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية "التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته إلى قطر وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي الذي وصل إلى الدوحة من أجل المشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي".
وبحث لافروف وبن علوي القضايا المتعلقة بالعلاقات الروسية العمانية. وركز الجانبان على أهمية تفعيلها واستخدام جميع الفرص للتعاون في مختلف المجالات. كما تم التطرق للحديث عن الوضع الراهن في الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع في اليمن، الذي تلعب فيه سلطنة عمان دور الوسيط، بالإضافة إلى آفاق تطور الوضع في الخليج العربي بعد الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
كما عقد وزير الخارجية الروسي في إطار زيارة العمل إلى قطر، لقاء مع رئيس الائتلاف السوري الأسبق معاذ الخطيب، كما اجتمع مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، وأكد له تمنيات بلاده بأن يكون هناك "وطن دائم لكل الفلسطينيين".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت أن مباحثات لافروف، في الدوحة ستتناول عدداً من القضايا، من ضمنها الغاز والوضع في الشرق الأوسط وكرة القدم.
&