يعتقد البعض أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست سيقوي من نفوذ حزب الله في لبنان والمنطقة وسيجعله الآمر الناهي في مختلف المجالات فما مدى صحة تلك الفرضية؟.

بيروت: هل يقوى حزب الله أكثر بعد الاتفاق النووي في لبنان وسوريا؟

في هذا الصدد يعتبر النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أنه لا يمكن القول ان هذا الاتفاق يدعم أو يضر بحزب الله، ربما على المستوى المالي سوف يأتي المال النظيف بشكل واضح باتجاه حزب الله رغم أن إيران بحاجة إلى الكثير من التنمية على مختلف المستويات، ومن الممكن أن يعلن الشعب الإيراني أنه أحق بالأموال من المشاريع الانتحارية التي يقوم بها حزب الله خارج إيران، من جهة أخرى وعلى المستوى العقائدي، والمواقف السياسية نرى أن الوهج الذي يمتلكه حزب الله الآن أصبح هناك الكثير من علامات الاستفهام حوله، بخاصة أن إيران بالنسبة له اصبحت على شراكة مع "الشيطان الأكبر" وهناك عمليًا معطيات غير واضحة عن مدى هذه الشراكة، والالتزامات على إيران بخصوص شعوب المنطقة ومن ضمنها إسرائيل، لذلك يجب الانتظار بعض الوقت لمعرفة إذا ما كان سيتغير واقع حزب الله المرتبط أصلاً بالوضع في سوريا وليس بالاتفاق النووي، وهذا هو الأهم بالنسبة لحزب الله وللبنان.

النووي وحزب الله

ولدى سؤاله هل يمكن الاعتبار أن الاتفاق النووي ساهم في تقوية نفوذ إيران في المنطقة وحلفائها وعلى رأسهم حزب الله؟ يجيب علوش لا يمكن التأكيد بأن نفوذ إيران سيقوى في المنطقة، بل هناك وهم وأسطورة في إيران وتشمل التحضير لعودة المهدي المنتظر، ويبدو أن هذا الوهم أصبح مؤجلاً اليوم، وهناك أيضًا وهم إسرائيل ومواجهة الشيطان الأكبر أي أميركا، وليس بالضرورة أن واقع الاتفاق النووي سيقوي إيران، بل ربما الحديث الوحيد عن زيادة النفوذ سيكون ماليًا فقط، وهناك قوى أخرى في المنطقة أقوى ماليًا من إيران قد تتواجه معها بهذا الخصوص، وإيران كمشروع ولاية الفقيه في أزمة حقيقية سياسيًا بعد الاتفاق النووي.

ورقة النووي

إلى أي مدى سيستخدم حزب الله ورقة الاتفاق النووي كي يتمكن أكثر في لبنان وفي سوريا؟ يلفت علوش إلى أن لا تأثير مباشر لهذا الاتفاق على سوريا ولبنان، وذلك بحسب ما صرح جون كيري وباراك أوباما، لا يوجد إتفاق على شيء في المنطقة على المستوى الإقليمي، على الأقل لا شيء معلن حتى الآن، لذلك يعتقد علوش أن هذا الاتفاق لن يغير من تصرفات حزب الله في الوقت الحالي بانتظار أن نحصل على معطيات مستقبلية.

بروباغندا حزب الله

هل يقوم حزب الله اليوم باستخدام ورقة النووي كبروباغاندا لتقوية نفوذه في لبنان وسوريا؟ يجيب علوش أن الاتفاق النووي إذا كان له بروباغندا فهي سلبية تجاه حزب الله، الكسب الأساسي في إيران هو للجناح الأساسي وليس بالضرورة مرتبطًا بحزب الله، الجناح المدني الذي يسعى إلى إعادة إيران إلى دولة بدل الإمبراطورية ليس بالضرورة قد يفيد حزب الله، ويجب الانتظار ما سيحدث في سوريا وهذا الأهم بالنسبة لحزب الله.

الرابح

من كان الرابح من خلال الاتفاق النووي إيران أم أميركا؟ يجيب علوش أن إيران بشكل واضح كدولة هي رابحة وكشعب واقتصاد أيضًا، أما أميركيًا فيجب أن ننتظر إن كان ذلك سيحرك الاقتصاد لديها ويدخلها إلى السوق الإيرانية، ما يدير الاتفاق النووي بالتأكيد ليس السياسة بل منطق الاقتصاد.