نصر المجالي: وسط تصاعد الحديث عن انتخابات برلمانية مبكرة في تركيا، انتهى مساء الاثنين، الاجتماع الخامس والأخير بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في إطار مساعي تشكيل حكومة ائتلافية.

وترأس وفد حزب العدالة والتنمية (258 نائبا في البرلمان من أصل 550) المكلف بتشكيل الحكومة، نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش، فيما ترأس وفد حزب الشعب الجمهوري (131 نائبا) نائب الأمين العام للحزب والمتحدث باسمه خلوق كوج.

وسيقدم كل وفد من الحزبين تقريرًا مفصلاً لزعيم حزبه، عن نقاط الخلاف والتوافق في ملفات عديدة تتعلق بسبل تشكيل حكومة إئتلافية بينهما، أبرزها: تعزيز التحول الديمقراطي وإعداد دستور جديد، والملف الاقتصادي، والبرامج الاجتماعية، والسياسة الخارجية، ومسيرة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، والسياسات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط.

وأمام الأحزاب مهلة تنقضي في 23 أغسطس آب للاتفاق على ائتلاف أو إجراء انتخابات جديدة. وقالت وكالة أنباء (الأناضول) إنه بعد تمحيص كل زعيم لتقرير وفده سيبت كل منهما في إمكانية تشكيل حكومة إئتلافية بين الحزبين أو البحث عن بديل آخر.&

وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، قال عمر جيليك وزير الثقافة التركي العضو في وفد العدالة والتنمية "بحثنا كافة النقاط التي كلفنا بها، وبإمكان الوفدين أن يقدما تقريرًا وافيًا لزعيمي الحزبين". وأشار جيليك إلى وجود نقاط توافق ونقاط اختلاف بين الطرفين، وكل ذلك سيتم عرضه لرئاسة الحزبين.

وقت حرج

وبالمقابل قال خلوق كوج إن هدفهم منذ البداية "عدم ترك البلاد من دون حكومة في هذا الوقت الحرج، وتحقيق ديمقراطية من الدرجة الأولى لتركيا". وأضاف كوج "نحن لا نتحدث عن إطار سلبي أو إيجابي قمنا به في اللقاءات، ثمة نقاط فيها اختلاف عميق ونقاط تمَّ التوافق عليها".

تجدر الإشارة إلى أنَّ الحزبين التقيا أربع مرات في 24 و28 و30 تموز (يوليو) الفائت وأول آب (أغسطس) الحالي.

ويشار الى أن انتخابات 7 حزيران (يونيو) حزب العدالة والتنمية من الحكم المنفرد للمرة الأولى منذ وصوله للسلطة الأمر الذي غلف المشهد السياسي التركي بضبابية لم تشهدها البلاد منذ الائتلافات الحكومية الهشة في التسعينات.

الحزب الواحد

وكانت تقارير ذكرت أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لم يخف تفضيله لحكم الحزب الواحد، ويقول معارضون إن اردوغان يريد إجراء انتخابات أخرى لتمكين حزب العدالة والتنمية من الحصول على غالبية تمكنه من تعديل الدستور لتحويل منصب الرئاسة إلى منصب تنفيذي ذي سلطات أكبر.

وفي حديثه مع الصحافيين المسافرين معه خلال جولته في آسيا الأسبوع الماضي حذر إردوغان من مخاطر الائتلافات الهشة وعدد مزايا حكم الحزب الواحد.

وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا اتهم إردوغان بعرقلة المساعي لتشكيل حكومة ائتلافية وحذره من جر البلاد نحو انتخابات جديدة من خلال "سياسة الدم" وتجديد الصراع مع المقاتلين الأكراد.

وقال زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو لتلفزيون هابر تورك في مقابلة يوم الأحد: أقول بكل صدق.. رئيس الوزراء (أحمد) داود أوغلو يرغب بالفعل في الجلوس وتشكيل ائتلاف وإنقاذ البلاد من مشاكلها."لكن الشخص الذي يجلس على مقعد الرئاسة لا يسمح بذلك".
&