الفوارق بين القاعدة وداعش تتعدد، وهنا سرد لثمانية منها تفرق نساء القاعدة عن نساء داعش، قدمها خبيران في التنظيمات الجهادية.

بيروت: التنافس بين تنظيمي القاعدة وداعش على أشده، إذ رغم انطلاقهما من المبدأ الجهادي المتطرف نفسه، إلا أنهما نادرًا ما يلتقيان على رأي شرعي أو على موقف سياسي، حتى بدا تنظيم القاعدة متراجعًا كثيرًا إذ ما قيست مكانته إلى مكانة داعش بالانجازات. فهذا الأخير يحققها، الواحد بعد الآخر، مؤسسًا لخلافة إسلامية يريدها مترامية الأطراف.
&
في هذه الدولة، تلعب النساء، كما في تنظيم القاعدة، أدوارًا تتراوح بين الأساسية والمساندة. وفي مقارنة بين القاعديات والداعشيات، عدد أحمد الموكلي، الباحث في الجماعات والتنظيمات الإرهابية، و محمد العمر، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، للزميلة هيفاء الزهراني في صحيفة "مكة" السعودية ثمانية فروقات بين أدوار النساء في التنظيمين، حيث برز دور المرأة الميداني في داعش أكثر من القاعدة.
&
الفارق الأول: دور نساء القاعدة قائم في الإطار الذي يمكن الاستفادة منه، من دون المساس بخصوصياتهن، ويقتصر في تقديم الدعم غير المباشر. ولا يسمح التنظيم بالاختلاط أو التواصل بين الرجال والنساء إلا في حالات الضرورة القصوى.
&
أما نساء داعش فهن، بحسب الخبيرين، امتداد لنساء القاعدة، مع تطور ملحوظ في المهام الموكلة إليهن، وأكثرها فعالية أعمال الدعم والتجنيد وجمع الأموال.
&
الفارق الثاني: تسمح القاعدة للمرأة بالاختلاط في حالة واحدة، وذلك عبر تزويجها مرة واثنتين وثلاث من رجال يعرفون بعضهم، لإبقائها غطاءً شرعيًا لغرض التواصل بينهم.
&
أما داعش، وبحسب بحث شرعي أصدره التنظيم، ففد أجاز للمرأة سفرها إلى مناطق الصراع، وحدهن أو مع أبنائهن ومن دون محرم، أو مع رجال أجانب كاحتراز أمني، وتقديم أنفسهن مجاهدات وزوجات.
&
الفارق الثالث: تقدم القاعديات للتنظيم الدعم الفكري، من خلال الترويج لفكر التنظيم عبر شبكة الانترنت، أو في المجالس الخاصة، بحسب ما قال الخبيران الموكلي والعمر، بينما تشارك الداعشية ميدانيًا في أعمال التنظيم، من الأعمال الاحتسابية، ومراقبة سلوك النساء، وارتداء الملابس وتغطية الرأس واليدين، حتى اعتقال المخالفات لمنهج التنظيم وتفتيشهن.
&
الفارق الرابع: انحصر دور المرأة في الجيل الثاني من تنظيم القاعدة على الدعاية والاستقطاب وجمع الأموال وإرسالها لأعضاء التنظيم، إضافة إلى أعمالها المنزلية، بينما تتولى الداعشية أعمال التجسس وجمع المعلومات، ورفع التقارير لقيادة التنظيم، وتجنيد عضوات جديدات من جنسيات مختلفة عربية وغربية، إضافة إلى الترويج والدعاية، بحسب ما قال الخبيران الموكلي والعمر لصحيفة "مكة".
&
الفارق الخامس: تسعى القاعدية إلى تجنيد النساء عبر الانترنت أو التجمعات والمجالس الخاصة، وتنتهج أسلوب الاندماج بين الناس بأحاديث عامة، كما تحرص على الابتعاد عن أي نقاشات قد تحرج التنظيم وتظهر ضعفه، بحسب الموكلي والعمر، بينما تدير نساء داعش 40 في المئة من مواقع الفكر المتطرف، تتراوح أعمارهن بين 18 و 25 عاما، ولا يجدن حرجًا في الحديث مع الرجال.
&
الفارق السادس: يقتصر دور القاعديات على الدعم الإعلامي من إدارة بعض الإصدارات كمجلة الخنساء، والمشاركة في بعض الإصدارات الأخرى كمجلتي صوت الجهاد، وصدى المجاهدين، بينما تشارك الداعشيات في الهم القتالي من خلال تحضير أولادهن وإخوانهن الصغار والمراهقين للقتال في صفوف التنظيم في مواطن النزاع، كسوريا والعراق.
&
الفارق السابع: يستخدم تنظيم القاعدة نساءه للمشاركة في الاعتصامات والتظاهرات لصالحه ولصالح أعضائه الموقوفين، مثل ما حدث في اعتصامات بريدة، بينما يؤكد الخبيران الموكلي والعمر أن داعش يحرض نساءه على اغتيال أزواجهن أو أقاربهن إن كانوا عسكريين أو مناوئين لفكر التنظيم.
&
الفارق الثامن: يحث تنظيم القاعدة نساءه على الهروب من أوطانهن بأي شكل حتى من غير محرم للالتحاق بأزواجهن وذويهن في مواطن النزاع، أو بأعضاء آخرين تحت غرض تقديم أنفسهن لهم زوجات فقط، بينما يستغل داعش نسائه في إقامة علاقات مع شخصيات مهمة أو عسكريين لغرض قتلهم، في ما يعرف بـ"نكاح الجهاد".