أعلن خالد خوجة بعد انتخابه للمرة الثانية كرئيس للائتلاف الوطني السوري المعارض، عن زيارة قريبة يقوم بها الائتلاف لروسيا وقال "انه لا قطيعة مع موسكو على الرغم من موقفها المختلف مع الائتلاف حيال الأزمة السورية"، وسط عودة الحديث عن إطلاق ما أسمته إيران& بـ"مبادرة معدلة" خاصة لحل الأوضاع في سوريا تستعد طهران "لعرضها على العالم لتكون موضعاً للنقاش اقليميا ودوليا" كما قال مسؤولوها .

تحدثت مصادر داخل الائتلاف السوري المعارض لـ "إيلاف" عن زيارة إلى روسيا خلال الأيام القادمة بناء على دعوة رسمية تتضمن عددا من اللقاءات مع المسؤولين في موسكو.

معارضون سوريون تحدثوا لـ"ايلاف" عن الحراك السياسي الذي يجري اليوم وتشاركت الآراء، بأنه لا تحرك جدي ينهي عذابات السوريين لغياب الإرادة الدولية من جهة، وتعدد المسارات ولتناقض الآراء والمواقف حيال مصير الرئيس السوري بشار الأسد من جهة أخرى.

بعيدًا عن المعارضة
قاسم الخطيب عضو لجنة المتابعة في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية، قال "توقعنا نتائج اللقاء الذي تم في الدوحة" وبأن ينتهي نحو ما أسماه "عدم التوافق".

وأوضح "هناك موقفان: الموقف الروسي متمسك ببشار الأسد ومنظومته بحجة محاربة الإرهاب، وهذا تعودنا عليه على مدار الخمس سنوات من الثورة، اما الموقف الاميركي الذي عبر عنه الوزير الخارجية جون كيري، فهو الذي يدعو&& لتشكيل هيئة حكم انتقالي، وهذا ما جاء في وثيقة جنيف التي تقول لا وجود لبشار الاسد في السلطة الجديدة، وهنا اختلاف واضح بين الموقفين الروسي والاميركي".

وحول المبادرات قال "ان هذه كلها تسريبات إعلامية وغير واضحة في مضامينها وتفاصيلها، وإيران شريك للنظام في كل ما يجري، بمعنى هي طرف غير محايد ونزيه، وهي بمعنى واضح في نظر كثير من السوريين دولة غازية ومحتلة".

وأكد الخطيب "أن المبادرة كي تكون المقبولة ومن أية جهة أتت يجب أن تنص صراحة على انتقال للسلطة من خلال هيئة حكم إنتقالي، لا دور فيها ليشار الأسد، وهو ما جاء في خارطة الطريق لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية".
وأشار إلى أن "هذه الاتصالات تتم بعيدا عن التشاور مع قوى المعارضة والثورة، وهو ما لا يمكن قبوله من أي طرف".

وشدد الخطيب على "أن المخرج الوحيد هو تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وفق جنيف 1".

خالد المحاميد، عضو لجنة المتابعة في مؤتمر القاهرة كان متشائما حيال الحل في سوريا حيث قال "كل دولة تبحث عن مصالحها دون أي ضوء بالنسبة لسوريا وللسوريين في نهاية النفق"، معتبرًا أن الملف اليمني، طغى على اللقاءات الدولية الأخيرة.
النظر بعين الريبة للمبادرة الإيرانية
منذر آقبيق عضو الإئتلاف الوطني السوري المعارض شارك الخطيب التفاصيل الخاصة بطبيعة الحل السياسي المنشود في سوريا على أرضية جنيف 1 وهيئة الحكم الانتقالية وقال أنه "من المؤكد أن الشعب السوري سوف ينظر بعين الريبة نحو أية مبادرة تأتي بها طهران، كون النظام الإيراني، هو شريك كامل في حرب الاسد على الشعب بالأموال والعتاد و المقاتلين وهذا أمر معروف".

وأشار إلى "إن الحل السياسي الوحيد الذي يمكن له الوصول إلى صيغة مقبولة من الشعب هو احداث انتقال جذري و حقيقي في السلطة، و هذا يتطلب تسليم الاسد و أعوانه السلطة إلى هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات كاملة حسب جنيف، تقوم بدورها بمعالجة الوضع الأمني واتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل الانتقال الديمقراطي".

&وقال " كون إيران هي الداعم الرئيسي للنظام في مواجهة الشعب، بل هي طرف في الحرب على الشعب، فإن أية مبادرة من طرفها سوف تكون، في اعتقادي، اقل بكثير من طموح الشعب السوري، و من المعروف ان المبادرات المتوازنة تصدر عن اطراف حيادية على الاقل، و تحترم القانون الإنساني الدولي، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وليس عن طرف في الحرب".

وشدد آقبيق على أنه "يوجد لدينا خارطة طريق هي بيان جنيف، الذي اعلنت كافة أطياف المعارضة تقريبا القبول به، ورعاه مجلس الامن في قراره 2118 وقراراته اللاحقة، وهو موضع قبول من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، والغالبية الساحقة من المجتمع الدولي"، متسائلا "لماذا اذن تتقدم إيران بمبادرة، ان لم تكن محاولة للإلتفاف على جنيف و استحقاقته".

الإلتفاف على المنطقة الآمنة

عبد العزيز التمو المعارض السوري الكردي تحدث عن أن الإعلام يردد أن هناك مبادرة إيرانية للحل السياسي في سوريا وقال " في الحقيقة إذا كانت المبادرة صورة طبق الأصل عما قدمه المبعوث الدولي إلى سوريا في مجلس الأمن منذ ايام فهي لا تقدم اي شيء جديد ولا تنفع لان تكون مبادرة حقيقية للحل".
وأضاف "أن ما تقوم به روسيا ومن ورائها إيران من تقديم مبادرات ماهي الا محاولات للالتفاف على الاتفاق الأميركي التركي الذي ينص على تشكيل المنطقة الامنة التي تنوي تركيا إقامتها في شمال سوريا والتي سوف تسهم بشكل فعال عودة السوريين اللاجئين إلى وطنهم وأن تساعد على إقامة منطقة اكثر حرية في العمل السياسي والعسكري للمعارضة السورية وتكون نواة لحكومة او إدارة للمنطقة المحررة وتسرع في تدريب وتسليح قوات عسكرية تتحرك إلى قتال النظام وقواته في المنطقة الداخلية وإمكانية تقديم الدعم المقاتلين في دمشق والمنطقة الجنوبية من سوريا، وبنفس الوقت تقوم هذه القوات بتطهير محافظات دير الزُّور والرقة والحسكة من داعش وبقايا النظام هناك هذا يعني محاصرة النظام وموته السريري".
واعتبر التمو أن "كل هذا لا يروق الإيرانيين والروس وهم سوف يبذلون كل ما في وسعهم& للتأثير على القرار الاميركي للعدول عن تنفيذ الاتفاق مع تركيا، وهم يطرحون مبادرات تم تكرارها من قبل الإيرانيين على مدى الأربع سنوات ونصف وهي وقف القتال وإطلاق سراح المعتقلين وتأمين الحدود السورية لمنع تدفق الجهاديين والمتطرفين ودون ذكر قوات حزب الله والمليشيات الإيرانية الاخرى ".
وقال "لتبقى نقطة هيئة الحكم الانتقالية غامضة، وهم يروّجون لان تكون حكومة وحدة مع المعارضة التي يرضون عنها يقودها بشار الأسد وفي أولوياتها محاربة داعش وتفضي بعد مدة غير معروفة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية ورحيل الاسد".
ورأى أن "هذا خداع ومحاولة للتأثير على الجهود التركية والعربية التي تريد الضغط على الأسد للرحيل وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية".
محاولة الالتفاف على جنيف
واعتبر غسان ابراهيم الصحافي والمحلل السياسي السوري، أن المبادرة لم تقدم "أي جديد يستحق أن تكترث له المعارضة، فهذه المبادرة هي محاولة للالتفاف على مبادئ جنيف1 والعمل على اعادة شرعنة النظام الحالي ونسف بنود جنيف1 الرئيسة مثل هيئة الحكم الانتقالية التي تفرض تغيير جذري في نظام الحكم".
وقال إن "هذه المبادرة ومثيلاتها فيها كل شيء لحل أزمة النظام وليس أزمة سوريا".
هذا وتحدثت وكالات إعلامية إيرانية أن المبعوث الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف اجتمع ، مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، في طهران، لبحث تفاصيل المبادرة الإيرانية المتعلقة بسوريا، والتي قدمت في وقت سابق للأمم المتحدة.
وكشف عبد اللهيان عن إجراء تعديلات في المبادرة التي ستطرح بشكل جدي في المستقبل القريب إقليمياً ودولياً، وقال إن التعديلات على المبادرة جاءت لتنسجم مع التطورات الراهنة في سوريا.
ويجري وليد المعلم وزير الخارجية السوري محادثات مع المسؤولين الإيرانيين ومن ضمنهم نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، للبحث حول آخر تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة، واجتماع ثلاثي بين مساعدي الخارجية لإيران وسوريا وروسيا.
وكان قد عقد اجتماعات الاثنين في الدوحة مع جون كيري وزير الخارجية الأميركي، سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدثت مصادر لصحيفة "العرب" اللندنية، أن لافروف سعى لإقناع نظرائه بأن يقبلوا العمل مع نظام الأسد لمحاربة الإرهاب، بينما يقبل الأسد بدوره الدخول في مرحلة انتقالية تتضمن تشكيل حكومة توافقية برئاسة شخصية من المعارضة وتؤدي في النهاية إلى رحيل الأسد وبدء انتخابات برلمانية ورئاسية، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الدول الخليجية.
إلى ذلك جدد أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض الثقة بالهيئة الرئاسية السابقة، المؤلفة من رئيس الائتلاف خالد خوجة والأمين العام محمد يحيى مكتبي ونواب الرئيس كل من المحامي هشام مروة، ومصطفى أوسو ونغم غادري، لدورة رئاسية ثانية وأخيرة، مدتها ستة أشهر قادمة، وذلك بعد الانتخابات التي أجرتها الهيئة العامة الاحد الماضي في ختام إجتماعات الدورة الـ23 للائتلاف في مدينة اسطنبول التركية.
كما تم انتخاب الهيئة السياسية للائتلاف، وضمّت بدر جاموس، صلاح درويش، فؤاد عليكو، هادي البحرة، عبد الأحد اصطيفو، الدكتور نذير الحكيم، رياض الحسن، سهير الأتاسي، محمد جوجة، محمد قداح، الدكتور نصر الحريري، أنس العبدة، واصل الشمالي، هيثم رحمة، حسان الهاشمي، خطيب بدلة، أحمد تيناوي، فايز سارة ، موفق نيربية الذي استقال من منصبه كسفير للائتلاف في الاتحاد الاوروبي في فترة سابقة.
انتخاب خوجة
انتخاب خوجة رئيساً لفترة رئاسية ثانية، جاء بعد فوزه على منافسه نيربية بواقع 59 صوتاً، فيما حصل نيربية على 38 صوتاً.
و قال خوجة بعيد اعادة انتخابه، إنه "بالرغم من الانتقادات التي كانت تحدث بين فترة وأخرى (للهيئة الرئاسية) إلا أن نتائج الانتخابات توضح عن رضى داخل الائتلاف عن أداء الهيئة الرئاسية مجتمعة".
وأشار في تصريح صحافي إلى النجاحات خلال فترة ولايته السابقة، وقال "إنه مع بداية استلام الفترة الرئاسية الماضية، قام هو وأعضاء الهيئة الرئاسية، بتحديد أربعة أهداف وهي ايجاد آلية توافق داخل الائتلاف، وهو الهدف الذي لم ينجز تماماً، حيث يعاني الائتلاف في هيكلتيه البنيوية الشبيهة ببنية البرلمانات، رغم اختلاف أهدافه عن أهداف البرلمانات، ما يؤدي إلى خلق جو تنافسي بين المكونات المختلفة داخله.
وأشار إلى تماسك الائتلاف واعادة تفعيل صلته بالأرض، حيث جرى حتى الآن لقاءان تشاوريان بين قادة الفصائل الثورية وأعضاء الائتلاف، ضم أحدها رئيس الائتلاف بعد قرار تجميد المجلس العسكري، والعمل جارٍ الآن على تشكيل مجلس عسكري جديد يناسب الفعالية العسكرية في مناطق الشمال والجنوب والوسط السوري، بالاضافة إلى الساحل والمنطقة الشرقية".
كما لفت إلى النجاح في إعادة الاعتبار أمام المجتمع الدولي، و"ما تم تحقيقه عن طريق الزيارات المفصلية للدول الداعمة للثورة السورية من فرنسا، وتركيا، وقطر، والسعودية والولايات المتحدة الأميركية".
&