استباقا لتجدد الاحتجاجات الشعبية في أنحاء العراق ضد الفساد وتردي الخدمات الجمعة المقبل، فقد وعدت الرئاسات العراقية الثلاث المتظاهرين اليوم بإصلاحات أمنية وخدمية جريئة وعاجلة و حازمة.. فيما أعلنت تركيا اليوم منطقة شرناخ الحدودية مع العراق منطقة عسكرية مغلقة، وحظرت التجول فيها لمدة أسبوعين في أعقاب غاراتها الأخيرة ضد مواقع حزب العمال التركي الكردستاني.


أسامة مهدي: أكدت الرئاسات العراقية الثلاث خلال اجتماع في قصر السلام الرئاسي في بغداد "كرس لبحث هموم المواطنين الآنية، حيث تم التأكيد على أهمية جعل ابواب السلطات الثلاث مفتوحة على مصراعيها لاستقبال وتقبل مطالب ومقترحات المواطنين في هذا الشأن، وعلى ضرورة اتخاذ الاجراءات العاجلة والقرارات الكفيلة بالشروع بمعالجات حقيقية وسريعة وفعالة تخدم البلاد وتعزز الحرية والعدالة وتوفر فرص الحياة الانسانية الكريمة لكافة العراقيين" كما قال بيان رئاسي اليوم عقب الاجتماع واطلعت على نصه "إيلاف".

وشارك في الاجتماع الرئيس فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ونواب رئيس الجمهورية نوري كامل المالكي واياد علاوي واسامة النجيفي ونائبا رئيس الوزراء بهاء الاعرجي وصالح المطلك ونائب رئيس مجلس النواب همام حمودي.

وشدد الاجتماع على ضرورة العمل على "اصلاح جميع مؤسسات واجهزة الدولة".. منوها بان "الزخم الشعبي الراهن يمنح المزيد من الثقة والقوة في اتخاذ قرارات جريئة وحازمة في هذا الاتجاه وفي مكافحة الفساد ومعالجة ترهل بعض المرافق الحكومية وسواها من النواقص".

واقرّ الاجتماع بان ضمان الامن والاستقرار وسيادة القانون وحماية النظام الديمقراطي هي معاً الاساس الصلب والامين الذي ينبغي انطلاق الجميع منه لتلبية المطالب الجماهيرية المشروعة في الجانبين الامني والخدمي خاصة من دون اغفال ان البلاد في ذروة الحرب ضد الارهاب الذي يستهدف تدمير حياة العراقيين كافة.

ودعا الاجتماع الى تعزيز الحوار الصريح والتفاهم والانفتاح بين الشعب ومؤسسات الدولة المطلوب منها مواصلة السهر على مصالج المواطنين بما فيها اليومية المتعلقة بالخدمات وتفعيل دور مؤسسات استقبال شكاوى المواطنين وكذلك التأكيد ان مهمة الدولة العمل على تلبية احتياجات الناس الآنية وحل مشاكلهم والنظر في مطالب المواطنين والشباب والتعاطي الايجابي والسريع معها. واشارت الرئاسة الى أن الاجتماع سادته "الصراحة التامة في تبادل الآراء وتم الإتفاق على عقد اجتماع قريب لمتابعة ما إتفق عليه واستكمال مناقشة القضايا الملحة".

جاء الاجتماع في وقت تم الاعلان فيه ان الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في بغداد ومدن عراقية مختلفة الجمعة الماضي ضد الفساد وتردي الخدمات والنقص في الطاقة الكهربائية ستتجدد الجمعة المقبل لتأكيد مطاليبها في الاصلاح.

وتعاني الحكومة العراقية حاليا من صعوبات مالية خطيرة نتيجة تدهور اسعار النفط التي تعتمد عليها موازنة البلاد بنسبة تصل الى اكثر من 90 بالمائة اضافة الى نفقات الحرب ضد تنظيم الدولة "داعش"، حيث كشف رئيس الوزراء حيدر العبادي امس ان هذه العوامل ادت الى انخفاض موارد الدولة بنسبة 45 بالمائة وسط تحليلات تشير الى ان استمرار الوضع الحالي سيؤدي الى عجز الحكومة عن تسديد رواتب موظفي الدولة الاربعة ملايين بحلول تشرين الاول (اكتوبر) المقبل.

واليوم الاربعاء اكد مصدر مقرب من حيدر العبادي "ان رئيس الوزراء لن يسمح لاحد بعرقلة الاجراءات الاخيرة التي اتخذها والمتعلقة بتخفيضات رواتب الرئاسات الثلاث والقطع المبرمج بالطاقة الكهربائية على جميع مسؤولي الدولة. واوضح المصدر "انه تم فرض القطع المبرمج للكهرباء على جميع مسؤولي الدولة اسوة بباقي المواطنين، كما تم المضي باجراءات تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة حسب الامر الذي اصدره العبادي".

تركيا تعلن منطقة على حدودها مع العراق عسكرية مغلقة
اعلنت السلطات التركية اليوم منطقة شرناخ الحدودية مع العراق "منطقة عسكرية مغلقة" وحظرت التجول فيها لمدة أسبوعين في أعقاب غاراتها الاخيرة في المنطقة ضد مواقع حزب العمال التركي الكردستاني.

واكد والي ولاية هاكاري، في جنوب شرق تركيا حظر التجول في المنطقة بدءا من اليوم وحتى التاسع عشر من الشهر الحالي. وفي اخر تطور عسكري فقد قتل جندي تركي وأصيب آخر مساء امس الثلاثاء في هجوم شنه مسلحون ينتمون لحزب العمال الكردستاني المعارض في بلدة سيلوبي التابعة لولاية جزرة& قرب الحدود التركية مع العراق كما قتل ثلاثة جنود في هجوم شنه مسلحو حزب العمال في قرية آراكوي التابعة لقضاء شرناق.

وصعد حزب العمال الكردستاني من هجماته ضد قوات الأمن التركية خلال الأسبوعين الأخيرين بعد استئناف القوة الجوية التركية قصفها لمواقعه في شمال العراق. وبدأت مقاتلات اف-16 تركية منذ نحو عشرة ايام بقصف أهداف لحزب العمال الكردستاني في اقليم كردستان في شمال العراق، فيما اعتبرت الحكومة العراقية الامر تصعيداً خطيراً واعتداء على السيادة العراقية، في حين طالبت رئاسة الإقليم بإبعاد الحرب بين تركيا وحزب العمال الكردستاني عن كردستان.
&