تسويات كثيرة تنتظرها المنطقة على وقع الإتفاق النووي، ورغم بقاء لبنان حاليًا على هامش الأولويات الإقليمية، إلا أن ملفاته الداخلية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، ستتأثر بأي تسوية ستحصل في المنطقة.


ريما زهار من بيروت: إذا صحّت توقعات التسويات المنتظرة في المنطقة على ضوء الإتفاق النووي، كيف ستنعكس تسويات المنطقة على لبنان، وهل ستكون لمصلحته؟. يعتبر الإعلامي علي الأمين في حديثه لـ"إيلاف" أنه "من المبكر الحديث عن تسويات في المنطقة، لا نزال في مرحلة المخاض، رغم الاتصالات الجارية لا يبدو حتى الآن أن هناك أرضية لإيجاد تسوية في الموضوع السوري قابلة أن تتحقق في المدى القريب، إذ لا تزال الآراء متباعدة على الأقل في موضوع بقاء الأسد أو عدم بقائه، والمعارضة السورية لا تستطيع أن تتحمل فكرة بقاء الأسد، والطرف الآخر لا يستطيع التخلي عنه، من هنا من المبكر اليوم الحديث عن تسويات، رغم ذلك يمكن القول إن مساحة التواصل إرتفعت أكثر مما كانت عليه، ودخلت عناصر جديدة على هذا التواصل، بمعنى أننا نشهد تطوّرًا في العلاقة السعودية الروسية".

لكن بتقدير الأمين، "حتى الآن لا يمكن الحديث عن نضوج هذه التسوية على الأقل بما تتضمنه من انعكاسات على لبنان بالنسبة إلى موضوع رئاسة الجمهورية، رغم هذا يعني أن لبنان سيبقى ضمن مساحة التوافق الإقليمي والدولي لتحييده، وهو أمر متفق عليه منذ سنوات، وقبل الاتفاق النووي المستجد، لكن ليست هناك مؤشرات تدل على أن هناك تسوية ستؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان".

رابح أم خاسر
في ظل ترقّب التسويات في المنطقة هل سيكون لبنان رابحًا من تلك التسويات أم خاسرًا؟، يلفت الأمين إلى أن "لبنان سيبقى في الهامش، وسيتلقى نتائج التسوية على مستوى المنطقة، وهي التي ستقرر وجهة استفادته منها، على أي قواعد وأسس". أما كيف ستتم التسويات في الموضوع السوري والعراقي وكيف ستتجه وصولاً إلى اليمن، كل هذه الأمور ليس من السهل التوقّع كيف ستكون، وفي كلام أدق هل ستتم هذه التسويات في وقت قريب أو في المدى المتوسط والبعيد؟.

حتى الآن لا يرى الأمين في المدى القريب أي تسوية، بل يمكن الحديث عن هدنة وتراجع حدّة المواجهة، ولكن ليست هناك معطيات تدل على وجود تسوية لنقول كيف ستنعكس على لبنان، لكن بالضرورة أي تسوية إيجابية في المنطقة ستنعكس بصورة جيدة على لبنان، لأنه بطبيعة الحال يبقى في المرحلة الحالية على هامش الأحداث، وليس في سلم الأولويات الإقليمية سواء الإيرانية أو السعودية أو الأميركية أو الأوروبية.

مستقبل لبنان
أي مستقبل للبنان في ظل تقارب أعداء الأمس أصدقاء اليوم؟، يتساءل الأمين هل نتوقع علاقة بين السعودية وسوريا؟، حتى الآن هناك استبعاد لذلك، لأن السعودية لم تغير موقفها من الأزمة السورية، وتعتبر أي حل في سوريا يكون بنهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد. أما الموضوع الإيراني السعودي فحتى الآن لم يتبلور الموقف الموحد من سوريا ومن العراق واليمن، مع عدم وجود رؤية مشتركة لهذه الملفات، فلا يمكن أن نتحدث عن تقارب جدي، ولا مؤشرات تدل على وجود تقارب، رغم أنه في السياسة لا وجود لثوابت، بمعنى أن العدو قد يصبح صديقًا، والعكس أيضًا، ولكن حتى الآن لا وجود لمؤشرات تدل على أي أمر يدفعنا إلى القول إن هناك تبدلات في التحالف، وكيف ستنعكس هذه التحالفات الجديدة على لبنان، رغم تطوّر العلاقة الروسية السعودية، لكن يجب الانتباه إلى أن هذا الأمر ليس بجديد، أي منذ أكثر من سنتين كان هناك مسار لهذه العلاقة.

ملفات داخلية
في ظل التسويات المرتقبة هل تشهد ملفات لبنان الداخلية حلولاً أم يبقى البلد غارقًا في نفاياته وفساده وتقنين الكهرباء؟، يؤكد الأمين أن هناك محاولات لإيجاد حلول وقتية وليست جذرية، لكن الأكيد أنه سيبقى هناك خلل قائم إنطلاقًا من عدم انتخاب رئيس للجمهورية، ويجب أن ندرك أن المشكلة الأساس أن اللبنانيين لم يستطيعوا حتى الآن انتخاب رئيسهم، لأسباب خارجيّة وداخليّة، والوضع اللبناني ذاهب إلى المهدئات وتسيير الأمور بالحد الأدنى، والوضع معلّق بين عدم انهيار البلد، ولكن أيضًا بين عدم وجود استقرار في البلد أو هوية دستورية وقانونية طبيعية.
&