يبقى اعتقال أحمد الأسير في مطار بيروت إنجازًا لقوى الأمن يعزّز الثقة بها، مع عدم استبعاد وجود قوى أمنية إقليمية ساهمت في إلقاء القبض عليه أو على الأقل إعطاء القوى الأمنيّة معلومات حول وجوده وتحركاته.


ريما زهار من بيروت: شكّل القبض على أحمد الأسير في لبنان الحدث الأبرز هذا الأسبوع، لما يحمله من أبعاد أمنيّة وسياسيّة على البلد. وأعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم "كنا أمام عملية أمنيّة نموذجيّة ونظيفة جدًا ومتقنة وبالغة الحرفية".

وأضاف: "الأمن العام في عمله لا يقيم اعتبارًا لأية مصلحة إلا مصلحة لبنان العليا دولة وشعبًا، وأحمد الأسير بإرهابه ونيرانه وحقده لم يميّز بين لبناني وآخر، سواء أكان عسكريًا أو مدنيًا، من هنا أهمية إهداء هذه العملية إلى أرواح أولئك، شهداء معركة عبرا من العسكريين والمدنيين وكل من تضرّر بأرزاقه أو بقطع الطريق عليه، وإذا كان قد تمكّن يومها من الإفلات من العدالة، فإن عيون الأمن العام كانت له بالمرصاد في المرة الثانية".

كما أكد المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود أن الأسير سيحال على المحكمة العسكرية بشأن قضية أحداث عبرا باعتبارها الجهة التي تضع يدها على الملفّ.

إنجاز
ويعتبر الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف" أن القبض على الأسير يشكل إنجازًا لقوى الأمن، وهو واضح وملموس، ويساعد على تعزيز الثقة بقوى الأمن، لأن الثقة بقوة الأمن موجودة في الأصل، وبعد هذا الإنجاز تعززت.

ولدى سؤاله هل تؤمن بوجود قوى إقليمية تساعد قوى الأمن الداخلي على مهامها؟، يجيب مرهج أن قوى الأمن تملك "داتا"، وهي يقظة، وتشعر بأن المطلوب منها الحفاظ على الأمن وتحقيق الإنجازات الأمنية، إلى ذلك لا يمكن استبعاد وجود تعاون دولي وحتى عربي حول هذه الموضوعات، وهي أمور ثابتة بين الدول، سواء مع الانتربول أو التعاون الثنائي، لا يمكن استبعاد وجود تعاون يساعد على تحقيق هذا الإنجاز.

المطلوب بعد توقيف الأسير
ما هو المطلوب اليوم بعد توقيف الأسير؟، يجيب مرهج أن المطلوب استمرار قوى الأمن بواجباتها في كل الاتجاهات، والمطلوب التصدي لكل الثغرات في كل الاتجاهات، وعلى القوى الأمنية أن تكون على مسافة متساوية من الجميع، وتساعد على إعلاء شأن القانون والسلطة لمستواها الطبيعي.

أهالي العسكريين
عن إعلان أهالي العسكريين المخطوفين من أن الوضع بالنسبة إليهم سيصبح أكثر تعقيدًا بعد اعتقال الأسير، يرى مرهج أنهم مخطئون، ولا يعتقد أن اعتقال الأسير سيعقّد موضوع المخطوفين العسكريين، لأن قضيتهم تبقى ضمن إطار محكم، وليس من مصلحة أحد توسيع هذا الإطار، لأن كل ما كانت العوامل المتحركة محدودة كلما أمكن السيطرة على الوضع وتحرير الأسرى.

كيف يمكن حل قضية العسكريين المخطوفين من دون الضغط على أهاليهم من قبل القوى المتطرفة؟، يلفت مرهج إلى أن الأمر بيد اللواء عباس إبراهيم، وهو يمسك خيوط هذه القضية، وبرأي مرهج على كل الأطراف أن تدعمه في الجهد الكبير الذي يبذله، كي يحقق النتائج المرجوة.

هل يستعمل اعتقال الأسير لمصلحة تحرير العسكريين المخطوفين؟، يرى مرهج أن ذلك لن يحدث، لأن للأسير ملفه القضائي الخاص، ولا أحد يستطيع أن يحوّل الموضوع إلى ورقة تبادل.

ويؤكد مرهج أن اعتقال الأسير يشكل اليوم فسحة أمل في ظل كل الملفات السوداء في البلد، ويؤكد أن الدولة اللبنانيّة مصممة أن تكون الطرف الأقوى على الأرض، ويضيّق الأمر الحلقة على كل الأطراف المتطرفة الأخرى ويساعد على شعور تلك الأطراف باليأس.