بعد أقل من شهرين على التفجير الذي ضرب مسجد الإمام الصادق في الكويت، والذي تبناه تنظيم داعش، إنشغل الشارع العربي عموما والخليجي على وجه الخصوص بالأنباء التي تحدثت عن اعتقال السلطات الكويتية خلية أمنية مرتبطة بحزب الله.

جواد الصايغ: أخبار "خلية العبدلي" تصدرت الشاشات وأفردت لها الصحف مساحات واسعة، فالقضية هنا لا تتعلق بخبر يمكن المرور عليه مرور الكرام، خصوصا أنها تأتي بعد تأدية أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، التحية للكويت، أميرا وحكومة وشعبا على خلفية "تقديمهم لنموذج رائع في التعاطي مع حادث التفجير الإرهابي كما قال".

التحقيقات الأولية ودائما بحسب المعلومات التي رشحت عن السلطات الكويتية، أشارت "إلى ان رئيس الخلية إعترف بانتمائه إلى حزب الله منذ 16 عاماً، وأنه التقى عدداً من مسؤوليه على فترات متقطعة، وأن الخلية كانت تنتظر ساعة الصفر لتقوم بتفجيرات بهدف إشاعة الفتنة المذهبية".

وعلى الرغم من عدم صدور أي موقف عن حزب الله أو مقربين منه لتأكيد أو نفي مسؤولية العلاقة بالخلية الأمنية، غير أن شخصيات سياسية وأمنية خليجية، شنت هجوما عنيفا على الحزب، معتبرة أن خطر الأخير بات لا يقل خطورة عن تنظيم داعش.

خط أحمر

النائب الكويتي السابق، وليد الطبطبائي، دوّن عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" عدة تغريدات قال فيها: داعش وحزب الله تنظيمان إرهابيان يهددان الكويت، وكما وقف كل الشعب سنته وشيعته ضد داعش يجب على الجميع الوقوف ضد حزب الله فالتعاطف معه جريمة". متابعا "خلية حزب الله بالكويت وباقي خلاياه الاخرى هدفهم بالنهاية إيجاد حزب قوي يهيمن بقوة السلاح على الكويت ويجعلها تابعة لإيران كما فعل في لبنان".

وأضاف "حزب الله كما داعش تنظيمان ارهابيان دوليان لهما أفرع في كل مكان بما فيها الكويت وهذه الخلية المضبوطة هي واحدة من خلاياهما العنقودية الكثيرة"، مطالبا "بملاحقة كل من ينتمي لهذين التنظيمين الإرهابيين وعدم التساهل معهما لكن بشرط عدم توسيع دائرة الاتهام فليس كل شيعي حزب الله ولا كل سني داعش، ونحن كنا جميعا نشدد بضرورة ملاحقة كل من ينتمي تنظيميا لداعش وكذلك اليوم يجب ملاحقة كل من ينتمي لتنظيم حزب الله فأمن الكويت خط احمر".

الطبطبائي غمز من قناة النائب الكويتي عبد المجيد دشتي، قائلا،"تنظيم حزب الله الإرهابي في الكويت لديه نواب حاليون وسابقون ولديه من يصعد منابر للتوجيه والحقيقة للتخريب ولديهم جمعية ثقافية فيجب وقفهم".

دشتي الذي يمتلك شبكة علاقات واسعة مع حزب الله في لبنان والسلطات السورية، اكتفى بالقول: "أنباء عن قرب صدور قرار بحظر النشر والتداول بقضية العبدلي لمصلحة التحقيق وسريته ومنعا للفتة وحفاظا على الوحدة الوطنية".

حظر النشر

صدور قرار بحظر النشر والتداول، دفع برئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون للإشارة، "إلى أن قرار النائب العام بحظر النشر - لمصلحة التحقيق - في شأن الخَليّة التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية وتم إحالتها على النيابة العامة للتحقيق فيها، لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها الدستورية والسياسية بل والأخلاقية من إحاطة الشعب الكويتي بكل التفاصيل المتاحة أو التي يتم اكتشافها في القادم من الأيام سواءً للخَليّة ذاتها أو لغيرها وذلك بالقدر الذي لا يتعارض مع قرار الحظر الذي أصدره النائب العام ، حتى لا يُغَيّب الشعب الكويتي عما يجري في البلد مما يتعلق بأمنه واستقراره وربما بكيان وطنه وحتى لا يؤخذ الشعب - لا سمح الله - ولأي سبب من الأسباب أو لأي احتمال على حين غُرّة".

حالة الغضب المتصاعدة دفعت بالمحامي أسامة المناور، إلى مطالبة "مجلس الوزراء الكويتي بإصدار قرار بترحيل كل اللبنانيين المنتسبين لحزب الله"، مضيفا "نظراً لكميّة ونوعيّة الأسلحة المضبوطة يبدو أننا كنّا سنواجه حوثي في الكويت لولا ستر الله"، وتساءل أيضا " لماذا لم تنشر صورهم (أعضاء الخلية)، كما حدث مع الدواعش".

بينما رأى النائب السابق فيصل علي مسلم، "ان ترسانة الأسلحة المكتشفة فضحت مخططا إجراميا يديره حزب شيطاني تابع لنظام إرهابي يعلن الليل والنهار تهديداته"، معتبرا "أن عدم مواجهة حزب الشيطان سيحرم دولنا الحياة الكريمة".

نائب رئيس شرطة دبي السابق، ضاحي خلفان الذي يحظى حسابه بمتابعة كبيرة، أدلى بدلوه أيضا حيث شن هجوما عنيفا على حزب الله، واضعا الأخير في صف داعش والنصرة والحوثيين.

الهجوم على حزب الله وتشبيهه بداعش، لم يتوقف عند حدود الأمنيين أو السياسيين، فقد عمد عدد من المدونين على مواقع التواصل الإجتماعي إلى "اعتبار داعش وحزب الله في قمة التطرف وان الجاهل وحده هو من يفرق بينهما".