بدأت&دوافع ارتكاب جريمة فرجينيا التي راح ضحيتها مراسلة ومصور تلفزيونيان تتكشف، بعدما أعلنت شبكة "إيه بي سي نيوز" التلفزيونية الأميركية التي كان يعمل فيها المغدوران أن رسالة وصلت إليها من مرتكب الجريمة المنتحر بعد الحادثة بساعتين يوضح فيها معاناته من التمييز العنصري بحقه كأسود العرق ومثلي الجنس.


إيلاف - متابعة: أعلنت شبكة "إيه بي سي نيوز" التلفزيونية الأميركية أنها تلقت الأربعاء بيانًا طويلًا غير مترابط أرسله إليها الرجل الذي قتل الصحافيين خلال بث مباشر على الهواء في فرجينيا (شرق)، قبل أن ينتحر، يكشف فيه عن إحباطه كرجل أسود مثلي الجنس، وعن غضبه بعد حادثة إطلاق النار في تشارلستون.

وأوضحت "إيه بي سي نيوز" أنها تلقت الفاكس "بعد حوالى ساعتين" على عملية إطلاق النار، التي أودت بصحافيين في محطة التلفزيون المحلية، "دبليو دي بي جاي 7"، وقد نشرت مقاطع مقتضبة منه، وملخصًا عن محتواه على موقعها الالكتروني.

ورد في الملخص أن مطلق النار "قال إنه عانى من التمييز والتحرش الجنسي والمضايقات في العمل. وقال إنه تعرّض لهجمات من رجال من السود ونساء من البيض، وروى أنه تعرّض للهجمات لكونه أسود ومثلي الجنس".

يؤكد كاتب البيان، الذي عرف عن نفسه باسم "برايس وليامز"، وهو الاسم الذي كان مطلق النار يعرف به في عمله، أن إحساسه بالتمييز اقترن بغضب شديد بعد مجزرة تشارلستون في حزيران/يونيو الماضي.

وكتب "ما جعلني أفقد صوابي هو المجزرة في الكنيسة" حين قام ديلان روف المناصر لعقيدة تفوق العرق الأبيض بإطلاق النار في 17 حزيران/يونيو داخل كنيسة عمانوئيل التاريخية في تشارلستون، ما أسفر عن مقتل تسعة مصلّين سود، في أسوأ مجزرة عنصرية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة. وقتل برايس وليامز بعد ساعات من قتل الصحافيين، ويبدو أنه انتحر، فيما كانت الشرطة تطارده.

وكتب مقدم البرامج كريس هيرست على تويتر بعيد الجريمة انه هو واليسون باركر انتقلا للتو "للعيش معا"، وكانا سيتزوجان وقال "انني محطم". من جهتها شاهدت خطيبة المصور ميليسا اوت وهي منتجة في القناة التلفزيونية عملية اطلاق النار من غرفة الانتاج. واصيبت فيكي غاردنر التي كانت الصحافية تجري معها المقابلة حول السياحة المحلية، لكن حياتها ليست في خطر، بحسب الشرطة.

هذه الماساة التي جرت على مقربة من موقع شهد مجزرة اخرى عام 2007 حين قام رجل بقتل 32 شخصا في جامعة فرجينيا تيك قبل ان ينتحر، حركت الجدل حول الاسلحة النارية في الولايات المتحدة. ويسهل الحصول على اسلحة نارية في فرجينيا كما في معظم الولايات الاميركية.

تفاعل مواقع التواصل
هذا وقد قام المسلح الذي قتل صحافيين اثنين خلال بث مباشر الاربعاء في شبكة تلفزيونية محلية اميركية بتصوير هجومه، وبث المشاهد لاحقا على شبكات التواصل الاجتماعي، ما حرك الخميس الجدل حول الاسلحة النارية واستخدام الانترنت.

وبعد قتل الصحافيين في جريمة غير مسبوقة في الولايات المتحدة، قام فيستر لي فلاناغان (41 عامًا) الذي كان زميلا سابقا لهما بالانتحار. وحركت هذه الجريمة الجدل المتواصل حول الاسلحة النارية، بعدما افيد ان فلاناغان حصل على مسدسه بطريقة قانونية، انما كذلك حول دور الانترنت، الذي يسمح ببث فظاعات بشكل مباشر بدون اي رقابة.

ويمكن رؤية الصحافية في المشاهد التي كانت الشبكة تبثها مباشرة تصرخ عند سماع اطلاق النار قبل ان تسقط الكاميرا ارضا وتسمع طلقات نارية جديدة وتواصل الكاميرا تصوير ساقي المسلح ثم يظهر في المشهد الاخير مصوبًا سلاحه ارضًا ولا تظهر دماء في المشاهد. وبعدما طاردت الشرطة المسلح طوال قبل ظهر الاربعاء عثر عليه اخيرًا مصابًا بالرصاص في سيارته، بعدما خرجت عن الطريق، وتوفي بعيد الظهر في المستشفى.

نفي اتهامات
ومطلق النار فيستر لي فلاناغن، الذي كان يعمل باسم برايس ويليامز، لم يرتكب جريمته خلال بث مباشر على الهواء فحسب، بل صور الهجوم بنفسه، وبث فيلمي فيديو على موقعي تويتر وفايسبوك وقد تم سحبهما لاحقا. ويظهر على احد الفيلمين مطلق النار خلف المصور يشهر مسدسا ويصوبه على الصحافية التي تبتسم وهي تجري مقابلتها. ثم يخفض القاتل للحظة الكاميرا او الهاتف الجوال الذي يستخدمه لتصوير جريمته نحو الارض قبل ان يطلق ثماني رصاصات صوب الصحافية التي تحاول الفرار. ويذكر المشهد بتسلسل وقائعه بالعاب الفيديو.

واتهم القاتل زميلته السابقة اليسون باركر على حسابه على موقع تويتر باسم "برايس_ويليامز7" بانها "تفوهت بكلام عنصري". غير ان ادارة قناة "دبليو دي بي جاي 7" نفت هذه الاتهامات، مؤكدة انها سرحته من العمل عام 2013 اثر نوبات غضب.

أوباما محبط
وعلق الرئيس باراك اوباما متحدثا لقناة "دبليو بي في آي" الفرع المحلي لشبكة ايه بي سي في فيلادلفيا "قلبي يتحطم كلما اسمع أو اقرأ عن هذا النوع من الحوادث".

واضاف "ما نعلمه هو ان عدد الذين يقتلون في احداث على علاقة بالاسلحة النارية في هذا البلد اعلى بكثير من عدد ضحايا الارهاب"، مبديًا احباطه لعدم التمكن من الدفع قدما في مسالة قوانين ضبط حيازة الاسلحة النارية.

وقال جيفري ماركس المدير العام لقناة "دبليو دي بي جاي" لشبكة سي ان ان "ترسلون اشخاصا الى مناطق حرب وفي حالات خطيرة، الى اعمال شغب، وتخافون ان يصابوا .. وترسلون شخصا الى الخارج لاجراء تحقيق حول السياحة، كيف يمكن ان تتصوروا حصول امر كهذا؟". ودعا اندري باركر والد الصحافية التي قتلت الى التحرك حيال مسالة الاسلحة النارية. وقال "لا بد من القيام بامر ما حيال هؤلاء المجانين الذين يحصلون على مسدسات".

كما اعربت المرشحة لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون عن "غضبها" مؤكدة خلال حملتها الانتخابية "علينا القيام بامر حيال العنف بوساطة الاسلحة في اميركا".