غيّرت منظمة نسوية أسماء شوارع باريسية، وأطلقت عليها أسماء نساء، في خطوة أولى نحو المطالبة بمزيد من المساواة.

دبي: فجأة، تغيرت معالم طرقات باريسية عدة، إذ استبدلت أسماؤها بأخرى. فبدلًا من "كي دو لا توريل" قرب كاتدرائية نوتر دام، صار الاسم "كي دو نينا سيمون". كما تغيرت أسماء شوارع أخرى، فصارت تحمل أسماء المحامية المشهورة جان شوفان، والبحارة ذائعة الصيت فلورانس أرتو، وأول طبيبة فرنسية مادلين بري.

جرأة أنثوية

أتت هذه الخطوة بمبادرة من المنظمة النسوية الفرنسية "جرأة التأنيث" أو Osez Le Feminisme، التي قضى أعضاؤها&أمسية الثلاثاء الماضية يغطين أسماء 60 شارعًا باريسيًا بلافتات تحمل أسماء نسوة فرنسيات مشهورات، احتجاجًا على أن 2,6% فقط من شوارع باريس تحمل أسماء نساء. وأكدت ناطقة بلسان المنظمة أن الشوارع سميت بأسماء نساء قدمن لفرنسا والعالم إنجازات كبيرة.

تسبب هذا الأمر بالكثير من الإرباك لسياح أوروبيين واميركيين يزورون باريس لأول مرة، ويتبعون في تنقلاتهم خارطة الطرق الباريسية، فوقفوا ضد الفكرة، لكن الكثير منهم غير رأيه ووقف في صف المنظمة النسوية الفرنسية التي لا تبحث إلا عن المساواة. وقال سائح أميركي صودف وجوده هناك: "إنها فكرة رائعة، فربما نحصل في يوم ما على طريق هيلاري كلينتون".

وقالت ليونور المكسيكية، التي تعمل مرشدة سياحية في باريس: "لا أؤمن بالنسوية، بل أؤمن بالمساواة، يجب أن تشمل المساواة الجميع، لكن هل تغيير أسماء الشوارع بهذه الأهمية؟ أود أن أرى المساواة في الحقوق وفي الرواتب".

شاركن في بنائها

ردت أوريليا، الناطقة بلسان المنظمة النسوية، قائلة إن المساواة في الحقوق والرواتب أمر أساسي، "لكن تغيير أسماء الشوارع ليس سوى البداية، وجميل أن يعرف الأولاد والناس أن باريس لم يبنها فقط الرجال المشاهير، بل كان ثمة نساء مشهورات شاركن في بناء هذه المدينة".

أضافت: "نريد تسمية نصف شوارع باريس بأسماء نساء، ولا نقول تغيير أسماء الشوارع التي تحمل أسماء رجال، بل تغيير أسماء الشوارع التي لا تحمل أسماء علم، مثل شارع لا شابيل مثلًا".

وقد رفعت المنظمة النسوية هذا الأمر في مذكرة إلى آن هيدالغو، عمدة باريس، سعيًا وراء تسمية عدد كبير من شوارع باريس بأسماء نسوية مثل سيمون دو بوفوار وماري كوري وغيرهما من شهيرات فرنسا.
&