تتخوف الأجهزة الأمنية الفرنسية من وقوع أعمال ارهابية جديدة، خاصة بعد ورود تهديدات بتفجير طائرة مدنية، وسط توقعات بتكرار احداث 11 سبتمبر الأميركية، إنما بنسخة فرنسية.

لندن: كشفت مصادر قريبة من الاستخبارات الفرنسية، أن قوى الأمن تهيئ نفسها لانفجار اضطرابات أهلية، وتخشى وقوع هجوم صاروخي على طائرة ركاب، أو هجوم من نمط هجوم 11 ايلول (سبتمبر) 2001 على نيويورك وواشنطن. &
وقال احد المصادر "ان تحذيرا وُجه إلى شركات الطيران من إمكانية استهداف طائرة مدنية بصاروخ مضاد للدبابات، ولكن الطيارين لا يعرفون كيف يناورون لتفاديه". &
&
فشل المحاولة
وبعد المحاولة الفاشلة لارتكاب مجزرة على قطار يربط بين امستردام وباريس في 21 آب (اغسطس)، وسلسلة من الهجمات الارهابية ومحاولات القتل التي شهدتها فرنسا هذا العام، دعا الرئيس فرانسوا هولاند الفرنسيين إلى تهيئة أنفسهم لمزيد من أعمال العنف، التي تُعد الآن حتمية مع تصاعد تهديد الجماعات الجهادية. &
واضاف المصدر أن الجيش الفرنسي، أعد خطط طوارئ لاستعادة السيطرة على الأحياء التي يصبح سكانها عدائيين تجاه قوى الأمن، ويمكن الحصول على أسلحة بسهولة فيها.&
واشار المصدر إلى ان "هناك الكثير من الشباب المهاجرين من الجيل الرابع، الذين يشعرون بالاغتراب والسخط في الضواحي، حيث من المرجح ان تتعاظم امكانية التطرف".
وقال المصدر لصحيفة الديلي تلغراف "ان الفكرة القائلة بان هجمات مثل الهجوم الذي وقع في القطار يمكن ان ينفذها أفراد يعملون بمفردهم، فكرة ليست ذات مصداقية، بل نحن نتعامل مع شبكات حسنة التنظيم من الإسلاميين المتطرفين بدأت حملة من أعمال العنف، وهي مصممة على تصعيدها".&

اسلحة متوفرة في فرنسا
وأكد المصدر أن أسلحة مثل الكلاشنكوف والصواريخ المضادة للدبابات متوفرة الآن في فرنسا، التي هُربت اليها كميات كبيرة من يوغسلافيا السابقة، بعد حروب البلقان في التسعينات. ودخلت فرنسا كميات أخرى من ليبيا وان عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الارهابية، تتعاون في ما بينها للحصول على هذه الاسلحة. &
وقال المصدر "نحن لا نعرف ماذا حدث للأسلحة التي قدمناها إلى الثوار الليبيين". &
&
سوق سلاح
وكان مسؤولون فرنسيون وصفوا ليبيا بعد صعود الجماعات الجهادية بأنها "سوق سلاح في الهواء الطلق". وأبدت السلطات الفرنسية مخاوفها من وقوع أسلحة ثقيلة كانت في مستودعات جيش القذافي السابق بيد تنظيم داعش، وتنظيم القاعدة وجماعات اسلامية متطرفة أخرى. ويُعتقد أن كميات غير معروفة من قذائف آر بي جي والصواريخ هُربت إلى فرنسا ايضا.&
وقال خبراء امنيون ان وقوع هجوم صاروخي يمكن ان يسفر عن تدمير طائرة ركاب وخاصة خلال الاقلاع، حين تكون مليئة بالوقود، لافتين إلى ان مطار باريس الرئيس يقع قرب ضواحٍ تعج بتجار المخدرات والسلاح، وقابلة للانفجار في أي وقت. &
&
مخاوف
وحذر جهاز الاستخبارات الداخلية من ان عناصره يقفون عاجزين أمام متطرف اسلامي مستعد للانتحار من أجل الحاق أكبر قدر من الدمار، وانهم كانوا "محظوظين" بتفادي وقوع كوارث اسوأ بكثير منذ هجمات باريس في مطلع العام التي اسفرت عن مقتل 17 شخصا، كما افادت صحيفة لوكانار انشينتيه الفرنسة الساخرة. &ونقلت الصحيفة عن مصدر في المخابرات الداخلية الفرنسية قوله إن هناك مخاوف من "11 (سبتمبر) ايلول فرنسي حيث تكون أجهزة الاستخبارات متفرجة لا أكثر". &وقال مصدر آخر للصحيفة ان الحظ هو الذي حال دون وقوع هجمات كبيرة وليس حسن تقدير الأجهزة الأمنية، كما حدث عندما سيطر مسافرون في قطار امستردام ـ باريس على المسلح، أو عندما أطلق مسلح آخر النار على قدمه ثم طلب سيارة اسعاف، أو عندما فشل ثالث في تفجير معمل كيمائي. واضاف المصدر أنه لولا الحظ، لكانت الخسائر البشرية والمادية أكبر بكثير. &
&
وقال المصدر "اننا في الحقيقة حاولنا كل شيء لكننا وصلنا إلى الحدود القصوى لما نستطيع ان نفعله سواء من الناحية التشريعية والتنظيمية او من الناحية المالية". واعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف، ان وزراء النقل الأوروبيين سيجتمعون في باريس في 29 آب (اغسطس) لبحث اتخاذ اجراءات أمنية أكثر منهجية وتنسيقا في عموم القارة، تتضمن عمليات تفتيش دقيقة في المطارات وقطاع النقل العام. &
&