يؤدي هبوط الإعلان في الصحف الورقية بأصحابها الى إصدار طبعات رقمية. وسجلت عائدات الشركات الاعلامية العملاقية، هبوطا ملحوظا، ويبقى الخبر الأسوأ، أن الدراسات تدل على اتجاه دائم نحو التراجع.

لندن: كانت الأشهر الماضية قاسية على ما تبقى من الصحافة الورقية المحلية في بريطانيا، &ورغم ان الصحافة المطبوعة اعتادت الآن على تراجعها مع اضمحلال عدد قرائها وعزوف المعلنين عن انفاق المال لشراء حيز فيها، مفضلين غوغل ومواقع الانترنت الأخرى، فان النصف الأول من عام 2015 كان شديد الوطأة بصفة خاصة عليها.&
&
مجموعات عملاقة
وعلى سبيل المثال أن مجموعة ترينيتي ميرور وهي أكبر شركة إعلامية بريطانية مسجلة في البورصة، تنشر نحو 240 جريدة ودورية محلية بما في ذلك الديلي ميرور، كشفت في وقت سابق من آب(اغسطس) ان عائداتها خلال النصف الأول من العام هبطت بنسبة 8.7 في المئة نظرا لهروب المعلنين من صحفها المطبوعة بسرعة، حتى أكبر مما كان متوقعاً، إذ هبطت مبيعات الإعلانات المطبوعة بنحو 20 في المئة وسط التكهنات التي سبقت الانتخابات البرلمانية. &
وتكرر ما حدث مع مجموعة ترينيتي ميرور في عموم القطاع، فان مجموعة جونستون بريس العملاقة الأخرى التي تنشر زهاء 250 جريدة محلية واقليمية في انحاء بريطانيا سجلت هبوطاً مماثلا في الاعلان في صحفها الورقية، بلغ 9.5 في المئة.&
&
اتجاه دائم نحو الهبوط
&ويصح الشيء نفسه على الصحف الورقية الصادرة عن شركات إعلامية اخرى، مثل نيوزكويست التي تملكها مجموعة غانيت الأميركية، ولوكال وورلد، ودي أم جي تي وشركات اخرى. والنبأ الأسوأ لهذه الشركات والمستثمرين فيها ان ارقام النصف الأول من هذا العام، تنذر باتجاه دائم نحو الهبوط في ايراداتها من الاعلان المطبوع. &ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن خبراء ان المعلنين لن يعودوا الى الصحف الورقية وان الشباب المهووسين بالهاتف الذكي لن يكتسبوا ابدأ عادة شراء جريدة محلية. &
&
محاولة لوقف النزيف
وفي محاولة لوقف النزيف تعمل هذه الشركات على اطلاق طبعات رقمية بدلا من الورقية. &وهناك مؤشرات مشجعة. &فان احدث الأرقام التي نشرها مكتب تدقيق التوزيع، الذي يتابع مبيعات الصحف، تبيّن أن الطبعات الالكترونية المحلية لمجموعة ترينيتي ميرور، تستدرج الآن أكثر من مليوني زائر في اليوم. &
&
لا تعويض عن الخسائر
ولكن نمو الطبعات الرقمية يلهث وراء تراجع الطبعات الورقية، ولا يستطيع التعويض عن الخسائر المترتبة على هذا التراجع، فإن اجمالي مبيعات مجموعة ترينيتي ميرور من الصحف الورقية انخفض ما قيمته 31 مليون جنيه استرليني في النصف الأول من 2015 ، في حين أن عائدات طبعاتها الرقمية ارتفعت بواقع 4 ملايين جنيه استرليني فقط. &
وتوقع محللون لقطاع الإعلام ان تكون الصحافة الرقمية هي السيناريو الأرجح لناشري الصحف المحلية في بحثهم عن ايرادات من الاعلان، وتبين نتائج دراسة اجرتها شركة ايندرز للأبحاث، ان الاعلانات الرقمية ساهمت العام الماضي بنسبة 14 في المئة من عائدات الإعلان بالمقارنة مع 11 في المئة عام 2013. &
&
ولكن المحللين حذروا من ان تحقيق ايرادات مالية من قراء الطبعات الالكترونية ما زال يشكل تحدياً صعباً. وللاستمرار في زيادة الايرادات المتحققة من الاعلانات الرقمية، يتعين على الطبعات الالكترونية للصحف المحلية أن تحافظ على معدلات نمو قرائها في مواجهة منافسة شديدة من محركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي العملاقة. &
&
على &خلفية هذا الهبوط في الايرادات المتحققة من الاعلانات المطبوعة يبدو تعزيز قطاع الاعلام بالدمج والتوحيد خياراً حتمياً. وتقود مجموعة ترينيتي ميرور هذا التوجه ببدئها مفاوضات مع شركات إعلامية اخرى.&