ما هو سرّ تزامن التظاهرات في العراق مع التظاهرات المطلبية في لبنان ضد الفساد، وهل الأمر مقصود أم أنها مجرد صدفة أن تتزامن هذه التظاهرات في بلدين متشابهين في البنية السياسية والطائفية؟.

&
بيروت: ينتظر اللبنانيون التظاهرة التي ستجري في وسط بيروت مساء اليوم، ومن المتوقع أن ينزل اللبنانيون بأعداد كبيرة ملبين حملة المجتمع المدني من طلعت ريحتكم وغيرها من الحملات، وكما لبنان كذلك العراق تجري اعتصامات وتظاهرات للمطالبة بأمور كإنهاء الفساد وغيره، فما هي أوجه التشابه بين تظاهرات لبنان والعراق؟
&
يتحدّث الإعلامي العراقي المقيم في لبنان منتظر الزيدي (عرف برشقه الحذاء على الرئيس الأميركي السابق جورج بوش) &لإيلاف ويؤكد أن هناك حالة عامة بين النظام العراقي واللبناني وهما متشابهان إلى حد كبير، حيث كانت هناك فكرة سياسية تتحدث عن "لبننة" العراق أي جعله يحكم على الطريقة اللبنانية، وفي ال2007 كان هناك "عرقنة" لبنان، وناهيك عن المنظومة السياسية غير المستقرة والعائلات السياسية النافذة في البلدين والدستور المشلول، وكلها تتشابه بين العراق ولبنان فضلاً عن الفساد المستشري في الدولة، بالإضافة إلى الحماية السياسية للسارقين والقتلة والفاسدين في البلدين.
&
وهذه كلها جعلت من العراق ولبنان حالة واحدة، لم يستطع الشارع المدني أن يتحرك في العراق وفي لبنان بسبب الفكرة الطائفية، غير أنه تحرك أخيرًا ضد الفساد.
&
ويضيف الزيدي بأن التحركات الأخيرة في لبنان والعراق وإن كانت مطلبية ولكنها مثل العود الصغير الذي يحرق حقل القش، وبدأت المطالب العراقية بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتقنين الكهرباء، وفي لبنان بسبب النفايات، هي مطالب بسيطة جدًا ولكن يمكن أن تستغل من قبل الحراك المدني الذي بدأناه في العراق في العام 2011، حيث بدأت الدولة بقمعنا، وتم اعتقالي شخصيًا لمدة 3 أيام، وهذه المطالب البسيطة اليوم يمكن أن تلامس عمق المأساة والفساد ومن يسببّه، وحينما انفجرت فقاعة الخوف من رجال الدين والطائفيين ومن الميليشيات التابعة لهم أصبح الناس يطالبون بزوال الإسلاميين السياسيين من الحكم، والتظاهرات في العراق مشابهة إلى حد كبير مع تظاهرات لبنان.
&
ويضيف:"نتمنى أن تبقى التظاهرات سلمية 100%، ولو سألنا ماذا يريد كل من الشعب العراقي واللبناني من نتائج لتلك التظاهرات، مع وجود خطر يهدّد العراق كداعش، ووجود ميليشيات شيعية موالية للسلطة، هل نترك العملية السياسية كما هي مع الفساد المستشري، أم نأتي إلى هدم الكل والبناء من جديد علمًا أن هذه الطريقة فشلت في العام 2003 بعد الإحتلال الأميركي للعراق، فبقي ما هدم فوق رؤوس العراقيين حينها، وهل يُهدم النظام السياسي المتجذر والمعتق في الجغرافيا والسيكولوجيا العراقية واللبنانية؟ هذه أمور مستبعدة، ولكن في أقل الإحتمالات لن يكون هناك رئيس للجمهورية لدى العراق وكذلك لبنان لديه صلاحيات يُسمح بعد اليوم أن يكون فاسدًا، بعد التظاهرات الأخيرة.
&
ربيع عربي
هل نحن أم ربيع عربي في لبنان والعراق بدءًا من التظاهرات المطلبية في البلدين؟ يجيب الزيدي أنه لا يؤمن بالربيع العربي، ولم ننل منه سوى الخريف، ولكن بدأ زمن تغيير السياسات القديمة والمعتقة والديكتاتوريات، وبدأت من العراق تتساقط أحجار الدومينو شيئًا فشيئًا، وبرأي الزيدي أن التغيير المدني السلمي مثلما بدأ التغيير العسكري، سيبدأ من العراق إلى لبنان وليبيا والدول الأخرى التي عانت من ويلات الربيع العربي أيضًا.
ويرى الزيدي أنه من خلال التظاهرات نحن أمام فسحة وانفراج للمفكرين والفلاسفة والكتاب من المثقفين بأن يدلوا بدلوهم، وقد تكون فرصة سانحة لا تعوّض للعراقيين واللبنانيين أن يكون هناك حكم وكلمة للمجتمع على غرار بعض الدول كما حصل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في بعض الدول، ونتمنى أن يكون لهذا التغيير ارتداداته في دول أخرى.
&
تزامن فكري
ويرى الزيدي أن هناك تزامنًا فكريًا بين التظاهرات في لبنان والعراق، وكقطعة الحديد الواحدة إذا طرق على طرفها ستتأثر كلها، ولبنان والعراق يتشابهان في البنية والثقافة.
&
&