& & يعتزم المتظاهرون العراقيون في بغداد تخصيص يوم من أيام تظاهراتهم التي تقام كل يوم جمعة للمطالبة بإقالة أمينة العاصمة بسبب تحول المدينة الى مكب كبير للنفايات ولم تف بوعدها بجعل بغداد نظيفة.
&
بغداد: أعرب مواطنون عراقيون عن انزعاجهم من كثرة النفايات التي تغمر الاحياء السكنية والشوارع العامة والفرعية في مدينة بغداد. وقد ابتكر مواطنون طريقة جديدة لإبعاد تراكم النفايات أمام بيوتهم أو قرب الساحات في المناطق السكنية بوضع صور رموز دينية لمنع رمي النفايات فيها، لكنها باتت تتكاثر بشكل مرعب حيث تمتليء الشوارع بها، و ينشر الكثيرون صوراً لأكوام النفايات من مختلف المناطق على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مؤكدين فيها تحضيراتهم لإقامة تظاهرة للمطالبة بإقالة أمينة بغداد لأنها طوال مدة عملها لم تف بوعدها بل إن النفايات أصبحت ملفتة للنظر أكثر.
&
&وقال بعض المتظاهرين الذين التقتهم (ايلاف) إن مشهد أكوام النفايات أصبح أمرا طبيعيا في بغداد بعد مرور أكثر من اثنتي عشرة سنة على التغيير. بل إن النفايات تضاعفت عشرات المرات الى درجة تحولت فيها عاصمة الرشيد الى إحدى أقذر المدن على حد قولهم ، مشيرين الى أن من الضروري أن تطال الاصلاحات أمينة بغداد ذكرى علوش وسيقومون بتجهيز شعارات تليق بالتظاهرة.
&
مطالبة باقالة الامينة
& & &وقال منتظر شاكر، ناشط في المجتمع المدني "إن من المؤسف أن يكون حال بغداد عالما من النفايات التي لا تستطيع أن تتخلص منها، وانا ألوم أمانة العاصمة فقط &لأن المواطن يجد العذر في أن الامانة غير متعاونة معه وأن النفايات عندما تتراكم في بيته لا يعرف أين يرميها فلذلك تكون الشوارع مكبات للنفايات ولهذا تكون الامانة مقصرة"
وأضاف "أن الاحياء السكنية لا تشكو وحدهاعدم وجود نظافة بل الشوارع الرئيسية في العاصمة فهي الاخرى نفايات على نفايات وتتطاير في الرياح فلا تجد مكانا نظيفا، ولا أعرف ما تفعله السيدة امينة العاصمة وقد وجدنا أن جدار بناية أمانة العاصمة ترمى بقربه النفايات ولا أحد يرفعها .
&
&وطالب رئيسَ الوزراء العراقي الذي يقود حملة إصلاحات أن تكون أمانة بغداد جزء من الاصلاحات لذلك سنجهز أنفسنا للمطالبة بإقالة الامينة لأنها لم تخدم بغداد بل إن الازبال أصبحت اكثر شيء يلفت النظر فيها وهذا عار علينا ويجب ان لا نسكت فبغداد يجب أن تكون نظيفة ويجب أن يكون اهتمام الامانة الاول نظافة المدينة وأن تجد لها خططا لنظافتها وجمالها.
&
أمين بغداد: ستكون نظيفة
وكانت ة ذكرى علوش أمينة بغداد وعدت قبل أيام من تسلمها منصبها في الأمانة، مطلع اللعام الحالي، أن بغداد ستكون على يديها نظيفة. بل ونظيفة جداً.
&
&ففي أول تصريح لها، في 20/2/2015 &قال “سأتحدث عن أولويات العمل التي ساقوم بها، بعد المباشرة"، مؤكدة أن “بغداد ستكون مدينة نظيفة بجهود الطيبين).
&
&روائح كريهة&
المواطنة إنعام محمد جاسم قالت إن النفايات تملأ بغداد ولا اهتمام بها، مضيفة: لا يسرني النظر الى الكثير من مناطق بغداد لأن النفايات هي أكثر ما يميزها، فأينما نذهب نجد أكوام الازبال ولا أعرف السر وراء عدم رفعها، فسيارة رفع النفايات تأتي كل ثلاثة أو أربعة أيام مرة واحدة والكثير من الناس لا يجد فرصة الا أن يرمي نفاياته في الساحات أو أطراف الشوارع فتتكوم أو تتوسع فتفوح روائحها الكريهة .
&
وعبرت عن حزنها الكبير قائلة: فبغداد الحلوة تصبح مجرد أكوام زبالة وروائح نتنة، والمفروض أن يكون اهتمام أكبر بهذا الجانب، والا لماذا يقولون إن النظافة من الايمان؟ أعتقد انهم يتكلمون أكثر مما يعملون. متهمة أمينة بغداد باطلاق الوعود فقط و أنها لا تصلح لهذا المنصب أبدا وتريد غرفة مبردة ومكتب هاديء.
&
بغداد مدينة القمامة!
الدكتور محمد فلحي، رئيس قسم الصحافة في كلية الاعلام جامعة بغداد، وصف بغداد بأنها الان مدينة قمامة وتساءل، خلال حديث مع إيلاف: بعد مرور ستة أشهر على تعيين الدكتورة المهندسة ذكرى علوش بمنصب أمينة بغداد، هل شعر المواطن البغدادي باي نوع من التغيير في الخدمات؟ وأضاف: أستطيع أن اقول اإن القمامة ازدادات في كل احياء بغداد، والتجاوزات على الشوارع والارصفة استمرت، وحالة الفوضى وغياب الرقابة البلدية تسود الاسواق العامة.
وهدد برفع دعوى قضائية ضد أمانة بغداد "بسبب الاضرار الصحية والبيئية التي لحقت بعائلتي وجيراني نتيجة تراكم القمامة وحرقها يوميا من قبل مجهولين في منطقة سكني" وأكد انها حالة عامة سائدة في جميع مناطق بغداد.
&
وأضاف أنه كتب مقالة قبل ستة أشهر عبر فيها عن تفاؤله بتغيير أمين بغداد السابق، مضيفاً أنه يود اليوم أن يعتذر من الامين السابق ومن القراء الكرام "كنت متسرعا ويحق لي سحب تلك المقالة واستبدالها بهذه المقالة التي تعبر عن واقع الحال المزري في بغداد التي لا تتردد في وصفها بمدينة القمامة".
&
طفح الكيل
&رئيس تحرير جريدة الحقيقة فالح حسون الدراجي بعزل الأمينة لأن المنصب ثقيل عليها، وقال إن الأصوات ارتفعت خلال الأيام الأخيرة مطالبة بعزل السيدة أمينة بغداد عن كرسي المسؤولية، وإختيار أية شخصية بغدادية أخرى. واوضح أن المثقفين العراقيين، وقبلهم عموم أهالي بغداد، يرون أن منصب (أمين بغداد) كبيرٌ، وثقيلٌ جداً، لا تتحمله أكتاف الدكتورة ذكرى علوش، وهذا القول لا يمثل إنتقاصاً لجدارة وكفاءة المرأة العراقية لا سمح الله، فالجميع يعرف أن المرأة العراقية قد نهضت من قبل بمسؤوليات، ومهمات بارزة بل وخطيرة. لكن القضية في جوهرها قضية ذاتية تخص كيان، ومقدرة، وشخصية الدكتورة علوش لاغير.
&
&وأضاف: أدركنا متأخرين للأسف الشديد أن معالي الأمينة المحترمة (لاتهش ولا تنش)، وأن ثمة رأساً كبيراً يهيمن على سلطتها الوظيفية، حيث يمكن لمن يبحث عن مثل هذه الأمور معرفة ذلك بمجرد الوصول لأروقة الأمانة، والإنصات الى ما يقال في غرف الموظفين من همس، وقول، بعضه مسموع، وبعضه خافت.
&
& & وأوضح: ولعل التلكؤ واضح بتنفيذ إلتزامات الأمانة، تجاه المشاريع الخدمية الخاصة بمدينة بغداد، وعدم الإيفاء بتعهدات الأمانة تجاه أهالي بغداد، سواء في مجال النظافة التي باتت عاراً يلحق بأجهزة الأمانة عموماً، وبإدارتها العليا خصوصاً.
& وتابع &لقد طفح الكيل، ولم يعد في قوس الصبر منزع، وقبل أن يفلت العيار، ويخرج البغداديون عن طورهم، ندعو بقلوب صافية، وضمائر وطنية بيضاء، ونوايا سليمة، رئيس الوزراء حيدر العبادي الى الإنتباه الى موضوعة نظافة بغداد، وأن يمنحه بعض الأهمية، وأن لا يكتفي بالفرجة على ما يحصل .
&
بيروت وبغداد
من جهته قارن الشاعر صلاح حسن بين نفايات بيروت وبغداد وقال إيلاف إن النفايات ليست في بغداد فقط ولكنها تتجمع في كل مدن العراق بلا استثناء، عاكسة وجه الحكومة وسياساتها والطبائع الجديدة لبعض العراقيين والتي تتماشى مع سياسة الحكومة الطائفية. لا يختلف بعض السياسيين العراقيين عن الساسة في لبنان لكنهم لا يمتلكون حنكتهم وإن تشابهت الولاءات والأهداف.
وأضاف: اذا كانت نفايات بيروت قابلة للتدوير فإن نفايات بغداد لا يمكن تدويرها لأنها نفايات بشرية مختلطة وتحتاج الى خبراء في جميع الاختصاصات لتفكيكها.
&وأكد حسن أن بعض الأصدقاء ممن يسكنون المنطقة الخضراء يروون بعض القصص التي لا تخطر على بال حول سكان هذه المنطقة: أحدهم يرمي أكياس القمامة من نافذة شقته الى الشارع مباشرة مع أن هناك حاوية للنفايات أمام البناية. أطفال بعض المسؤولين يتغوطون في الممرات الموجودة بين الشقق الفاخرة، لكن ذلك لا يثير أحداً من سكان المنطقة الخضراء الذين لا يخرجون من دون حماياتهم وأسلحتهم وهم يمرون في شوارع وأماكن في منتهى القذارة.&
&وتابع: أن المضحك المبكي أن امانة بغداد تقع قبالة سوق الشورجة، السوق الأكبر في العراق، وهذه السوق تفرز يومياً أطناناً من النفايات الى درجة مخيفة، ولا بد أن المسؤولين في الامانة، وهم يدخلون أو يخرجون الى أعمالهم، يرون هذه النفايات، لكن شيئاً لم يتغير منذ أكثر من عشر سنوات. وبين أن نفايات بيروت يمكن تدويرها أو حتى طمرها، ولكن كيف بنفايات بغداد وبغداد كلها تكاد تصبح مكباً للنفايات؟
&
الامانة: قلة التخصيصات المالية
الى ذلك قال المدير العام لدائرة الإعلام &والعلاقات العامة في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة إن قلة التخصيصات المالية وراء عدم استطاعة الامانة خصخصة النظافة في العاصمة وأضاف أن خطة الأمانة هي اللجوء للخصخصة بعد الحصول على الموافقات الأولية على ذلك، من خلال إحالة 10 بلديات من أصل 14 تابعة للأمانة، لاسيما بعد نجاح تجربة شركات النظافة العاملة في العاصمة، خاصة بعد إحالة بلديتين في العاصمة لشركتين متخصصتين في النظافة إحداهما بلدية الكرادة والأخرى في الكرخ .
&
وأضاف خلال حديث مع إيلاف أن مستوى النظافة في البلديات التي تشرف عليها أمانة بغداد هي اقل من مستوى النظافة لدى الشركات المتخصصة، بسبب قلة ميزانية هذه البلديات التي بدأت تعتمد على الرسوم والضرائب للحصول على الأموال، فضلا عن قلة الآليات المخصصة".
&
وختم أن عدم إقرار موازنة 2014 والضائقة المالية وقلة التخصيصات لعام 2015 وراء تقف خصخصة النظافة في العاصمة بغداد.
&