يواصل العراقيون تظاهراتهم للاسبوع الخامس على التوالي في العديد من المحافظات وخاصة العاصمة بغداد التي احتشد فيها مئات الالاف وهم يعلنون تضامنهم مع رئيس الوزراء ويفوضونه بتغيير الدستور .

&
&بغداد: على الرغم من محاولات تعكير سلمية التظاهرة في ساحة التحرير ببغداد الا ان الجماهير الغاضبة كانت أكثر إصرارا على المطالبة بتنفيذ الاصلاحات ومحاسبة الفاسدين مؤكدين في هتافاتهم (اليوم سيفهم بعض السياسيين المعنى الحقيقي لعبارة (الشعب مصدر السلطات)، وكان البعض يردد (أَنت إصلاحي؛ التظاهرات معك، أَنت فاسد التظاهرات ضدك. كما اشتعلت الساحة بنداءات تطالب بـ (إصلاح القضاء‬) وهي التي تتكرر للاسبوع الثالث، لكن الهتاف الذي لفت الانتباه كان التشجيع الكبير لرئيس الوزراء العراقي للتصدي للمفسدين بقوة والتضامن معه. وقد جاءت الكثير من الهتافات باللهجة العامية والتي يختصرها هذا الشعار (كل الشعب ينادي.. للتغيير ياعبادي)، و( نعم نعم للتفويض) الذي أراده العبادي لتغيير الدستور، فضلا عن الهتاف الاسبوعي العام الذي يؤديه الجميع بصوت واحد ( جمعة وراء جمعه والفاسد نطلعه).
& وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي ابدى، الاربعاء الماضي، رغبته في الحصول على تفويض مستقبلي للعمل على إحداث تغيير في الدستور العراقي، مشيراً الى أنه سيتخذ قرارات صعبة في تنفيذ الاصلاحات ومحاربة الفساد.
&
الصدريون ومشاركتهم
& &وعلى الرغم من التنظيم المميز ، وقد شارك الصدريون في التظاهرة ، الا انهم غادروا الساحة في الساعة السادسة وكانت الاعلام التي يحملونها هي للعلم العراقي و كانت هتافاتهم تنديدا بالفساد ومطالبة بتطهير القضاء، واعتقد البعض ان هناك توجيهات بترك الساحة قبيل السادسة مساء، لكن البعض منهم عاد مشيرا الى ان انسحابهم كان من أجل اداء الصلاة، كما كان الملفت للنظر تشابك أيادي المتظاهرين أمام القوات الامنية في محاولة لمنع البعض من الاقتراب من القوات الامنية .
&
استفزاز من مجهولين
إلا أن هناك من أراد تعكير سلمية التظاهرة في مكان ما من الساحة وإن عددا من المتظاهرين اصيبوا إثر تعرضهم لطعنات بالسكاكين من قبل مجهولين، و قامت مجموعة من الأشخاص بإلقاء قناني الماء على القوات الأمنية وحاولت رفع الأسلاك الشائكة قرب جسر الجمهورية في محاولة لإثارة الشغب، لكن القوات الأمنية لم تقم بأي رد للحفاظ على سلمية التظاهرات.
وقد أكد الصحافي حميد قاسم أن بعض المتظاهرين المريبين حاول الاستفزاز وحتى اختراق حشودنا بقوة لكن الشباب صمدوا ودفعوهم بعيدا أكثر من مرة، وانتهت التظاهرة بسلام.
الاشط المدني جاسم الحلفي قال لإيلاف إن التظاهرة مرت بسلام، وما حدث في الدقائق الاخيرة هو حماس شباب حاولوا التدافع مع القوات الامنية، التي تقف خلف الاسلاك الشائكة وسقط بعض الشبان على الاسلاك الشائكة، وجرح ثلاثة منهم بجروح طفيفة.
الفنان كاظم القريشي أكد أن الامر لا يستحق الانتباه اليه لانه متوقع وقال (انتهت جمعتنا الخامسة بنصر جديد... نحن بخير لا تصدقوا التهويل الاعلامي، ما حصل متوقع ولا يستحق التعليق.اننا ‏مستمرون‬ وموعدنا الجمعة المقبلة والعراق من وراء القصد).
&
النساء حاضرات
الملفت للنظر ازدياد أعداد النساء هذا الاسبوع وهتافاتهن وزغاريدهن المميزة وهن يحملن اللافتات أو الاعلام العراقية. وقد قالت الناشطة المدنية زينب الكعبي لإيلاف أن نساء عراقيات شامخات اليوم تعالت أصواتهن يزغردن تحت نصب الحرية يصدحن مع أخوتهن الرجال "جمعة وره جمعة والفاسد نطلعه..أمن حرية مساواة..لا أقل من المساواة التامة بين المراة والرجل..فرصة عمل او ضمان البطالة لكل عاطلة وعاطل عن العمل ..محاكمة الفاسدين وسراق المال العام فورا..من بيروت الى بغداد نقتلع كل الفساد".
&وأضافت أن مشاركة فاعلة جداً لمنظمة حرية المرأة في العراق وشبكة مكافحة الاتجار بالمرأة.. من أجل التغيير.
&
تفويضات للاصلاح
& & &الى ذلك أكد العديد من المتظاهرين لـ (ايلاف) أنهم مصممون على التظاهر اسبوعيا سواء دعما للعبادي الذي قالوا انهم جاءوا الى الساحة لتفويضه الغاء الدستور وحل مجلس النواب وإعلان حكومة الطوارئ، أو ضد الفاسدين. واكدوا على دعم الجهود الاصلاحية للعبادي بقوة وتصاعد، كي يسير بخطوات مهنية وقانونية ودستورية باتجاه إصلاح النظام، وكلما تصاعد الدعم الشعبي للعبادي، كلما أزدادت وتيرة الأصلاحات.
وأشار آخرون الى قرار بتشكيل لجنة لمتابعة عقارات الدولة. قائلا "شبعنا لجانا وتسويفا" واضاضوا "حتى الان لم يتحقق مطلب المحتجين بسوق رؤوس الفساد الى سوح القضاء العلني وكشف ملفات افلاس العراق .. من هنا تبدأ عملية الضرب تحت الحزام وكشف المستور وليس بدراسة فتح المنطقة الخضراء التي لم يطالب بها اي محتج".
&
&الفاسدون مرعوبون
&النائبة عن التيار المدني شروق العبايجي رأت ان هناك مرعوبين من التظاهرات وقالت لإيلاف إن الجماهير المليونية قالت كلمتها ولاتراجع ولاتنازل عن الاصلاحات الى النهاية ولن تمر محاولات دق الاسفين بين المدنيين والاسلاميين الطامحين الى الاصلاحات وبناء العراق المزدهر.
&
&وأضافت أن ساحة التحرير تزهو بالوان العلم العراقي و الفاسدون مرتعبون الان.
&
جمعة مخيبة
من جانبه قال الصحافي عمر الشاهر إن حركة الاحتجاج في بغداد تتراجع، والسبب يعود إلى بعض رموز "المدنية" ، فقد سمحت القوة التنظيمية الأكبر للشك أن يتسرب بين أوساطها، وسرعان ما وصل الى الجماهير، فضاعت المصداقية.
واضاف أنهم فشلوا في التعامل مع قرار نزول العصائب الى الساحة أولا، وارتبكوا أمام قرار الصدريين النزول الى الساحة ثانيا، فلا هم استفادوا من مقاطعتهم، ولا هم ربحوا من التحالف معهم. مبينا أنهم صدقوا أن هناك فوضى خلاقة، وقللوا من قيمة أي محاولة تنظيمية، فتجاوزتهم اللحظة..الان.. خسروا المبادرة، وترددهم انعكس على الشارع، ولم يعد تأثيرهم كبيرا، وربما تتضرر حركة الاحتجاج برمتها جراء ذلك.&
وختم بالقول إن هذه الجمعة مخيبة، وأتمنى أن يصدقوا أن الساحة قرعت لهم اليوم جرس الإنذار.
&
&ثلاثة محاور ضد الفساد
أما الشاعر علي الامارة فقال لإيلاف إن تصريح العبادي قبل التظاهرات بيوم بأنه ينتظر الزخم المليوني للشارع ليتخذ اجراءات جديدة كحل البرلمان أو الغاء الدستور او الغاء مجالس المحافظات وضع الشارع العراقي المنتفض على المحك من زخم وعدد الجماهير التي خرجت اليوم الجمعة، مثلما يضع البرلمان والدستور في مهب الشارع العراقي الغاضب، فلا شيء مقدس أمام غضب الجماهير ولا ثوابت سياسية او قانونية او انتخابية ... كل شيء في خط .
&
واضاف أن الخناق بدأ يضيق على المسؤولين الفاسدين من ثلاثة محاور مهمة؛ فالمرجعية أكدت اليوم موقفها الداعم للشعب الغاضب ولاصلاحات العبادي المتصاعدة بل تطالبه بالمزيد وعدم التسويف أو المماطلة والتلكؤ والبطء والضرب بيد من حديد، والمحور الثاني الشعب الهادر الذي اكتشف أنه مخدوع ومسروق ومأكول من قبل من ائتمنهم على ثروته وثروة اجياله ووطنه، الشعب الذي دعمته المرجعية الرشيدة فاعطته الغطاء الشرعي والقوة الروحية التي تتطلبها الثروات، الشعب الذي راى بعينه الرعب الذي دب في أوصال النواب حين استجابوا بالاجماع لحزمة الإصلاحات الأولى بعد أن قام هذا الشعب منتفضا على الفساد والفاسدين، والمحور الثالث حيدر العبادي الذي قدر غضب الشعب وتعليمات المرجعية وبدأت اصلاحاته تتصاعد مع كل جمعة .. وآخرها فتح الطرق أمام المنطقة الخضراء.
&
وتابع: إذن نحن الآن نقترب من نقطة الاصطدام والقبض على الرؤوس الفاسدة الكبيرة التي تغطي على أسرار الفساد كلها .. إنها لحظة تاريخية تصلها الثورات عندما تعبر عتبة الخوف .. لحظة الانكشاف وسقوط الأقنعة.. لحظة انتقام الشعوب لكرامتها.
يذكر أن التظاهرات تجتاح مدن وسط وجنوب العراق منذ اكثر من شهر تطالب بمحاربة الفاسدين وسوقهم للمحاكمات.
&
&