أعلن وزير لبناني سابق، عن رفعه السرية المصرفية عن حساباته المالية، بعد إرتباط اسماء مقربين منه بمناقصات النفايات التي اعلنت عنها الحكومة اللبنانية، قبل ان تعمد الى الغائها تحت وطأة ضغط الشارع.


جواد الصايغ من بيروت: قال وزير المالية اللبناني السابق، جهاد أزعور، "إنه رفع السريّة المصرفيّة عن حساباته بعد الجدل الدائر على خلفية تمكن مجموعة "باتكو" و"لافاجيت" من الفوز بمناقصات النفايات في العاصمة اللبنانية بيروت، والشمال.

ويمتلك اشقاء الوزير السابق، جهاد ازعور، شركة لافاجيت، علما أن الأخير محسوب على تيار المستقبل، ويرتبط بعلاقة قوية مع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

ويشهد لبنان موجة من الإحتجاجات الشعبية على خلفية تفاقم ازمة النفايات، وارتفعت وتيرة هذه الاحتجاجات بعد إعلان الحكومة عن اسماء الشركات الفائزة بمناقصات النفايات، قبل ان تعمد إلى الغائها بعدما نفض السياسيون ايديهم منها.

رفع السرية المصرفية جاء بعد الجدل الدائر، ويقول أزعور "إنه رفع السريّة المصرفيّة عن حساباته بعد الجدل الدائر راهناً"، وأضاف: "يمكن من خلال الدوائر العقاريّة أن يحصل نفي ملكيّة وبالتالي معرفة ملكيّتي، وهي تقتصر على عقار واحد هو منزلي والذي أسكنه والممول جزئيا بقرض مصرفي، وأنا مكتف ولست بحاجة إلى أكثر من ذلك".

دعوة إلى السياسيين

تمنى وزير المالية السابق على جميع السياسيّين أن يبادروا إلى رفع السريّة المصرفيّة عن أملاكهم وحتى الموظّفين في مواقع المسؤوليّة" قائلا، "فإذا أردنا أن نكافح الفساد لنبدأ بالإفصاح أي بإعطاء المعلومات للناس وبذلك نكون خطونا خطوة لنعيد الثقة للناس والمواطن الذي أصبح يضع كل الناس في السلّة ذاتها ويعتبر أنّهم جميعاً مثل بعضهم وفي ذلك ظلم فهذا ليس صحيحاً ولا يمارس كل المسؤولين مسؤولياتهم بالطريقة ذاتها".

وكشف أن شركة "باتكو" التي فازت في اثنتين من مناقصات النفايات الملغاة، والتي أسسها والده قبل 45 عاماً ويملكها شقيقاه، لم تستفد من تولّيه المنصب الوزاري إذ بدأت عملها في لبنان في مجال النفايات منذ عام 1997، اي قبل عودته إلى لبنان".

وأكد أن لا علاقة مهنية أو استثمارية له بالشركة اساساً، مشيراً إلى أنه مسيرته المهنية منفصلة عنها، وكاشفاً أنه قرر بعد الجدل الدائر راهناً في شأن المناقصات رفع السرية المصرفية عن حساباته وممتلكاته.

توضيح للكلام

وقال وزير المال السابق: "بعض وسائل الاعلام تتناول هذا الموضوع ومن الطبيعي أن يسأل المواطن والرأي العام هذه الأسئلة ليعرف الذين يتعاطون في الشأن العام ومن كان في موقع مسؤولية كيف كان تعاطيهم في هذه الملفات، ومن واجباتي كمسؤول سابق أن أوضح كيف أتعاطى الشأن العام".

وأضاف "أوّلاً صحيح أن شركة لافاجيت يملكها شقيقاي طوني وسركيس أزعور وقد أسسها والدي قبل نحو 45 عاماً وهي تتعاطى المقاولات والبيئة وغيره وتعاطت بأمور النفايات في زحلة وطرابلس منذ عام 1997 قبل مجيئي إلى لبنان. وإذا وضعنا الرابط العائلي جانباً فأنا لست مساهماً في الشركة ولا أتقاضى منها أجراً ومسيرتي المهنيّة منذ انطلاقتها كانت خارجة عن أعمال هذه الشركة التي هي ملكيّة شقيقيّ".

سيرته الذاتية

وتابع: "انطلقت شخصياً في مجال الاستشارات الدوليّة مع شركة ماكنزي ومن بعدها مع الأمم المتحدة ومن ثمّ مع البنك الدولي ولفترة قصيرة كنت مستشاراً في صندوق النقد الدولي ومن بعده أصبحت وزيراً للمال في لبنان عام 2005. وفي العام 2008 عندما تركت منصبي الوزاري، عدت إلى الاستشارات مع بوز ألن أند هاملتن وأنا أتعاطى قطاع الاستشارات الدوليّة من خلال شركة INVENTIS أي أساعد الدول والحكومات في رسم سياسات اقتصاديّة ومالية. وكذلك النشاط الثاني هو المساعدة على تطوير الشركات الكبيرة والمتوسطة أي ما يسمى الـ"Private Equity" أي دعم الشركات الناشئة. وإضافة إلى ذلك، فأنا عضو مجلس ادارة ومجلس تنفيذي في جامعات عدة، وعضو في المجلس الاستشاري في صندوق النقد الدولي، وأشارك في مجموعة من النشاطات البحثية والعلمية في لبنان وخارجه ومع مجموعات على علاقة بتطوير دور الشباب بهدف تحفيز الاقتصاد العربي وغيره، وخلاصة القول إن ليس لي علاقة مهنيّة أو استثماريّة بشركة باتكو".

وأشار إلى أن "اتفاقاً عائلياً تم عندما كان وزيراً للمال، يقضي بالتوجه إلى الخارج في أعمال الشركة".
&