يوسف الهزاع من الرياض: تقاربت آراء قراء "إيلاف" حول رؤيتهم لنهاية الأزمة اليمنية، إذ ظهرت نتائج التصويت في مجملها متقاربة وخصوصا بين خياري الحل السلمي أو تفاقم المشكلة، وهو وضع يبدو أنه متأثر بالاستقطاب السياسي والطائفي العام في المنطقة ككل.

سألت "إيلاف" القراء: هل ترى أن الحرب في اليمن موشكة على: الانتهاء بحل سلمي - التفاقم أكثر - لاتغيير.

الاستفتاء الذي شارك فيه نحو 1800 قارئ، ذهب 704 منهم إلى القول بأن الأزمة موشكة على "الانتهاء بحل سلمي"، وهذا العدد يمثل 39% من المشاركين. أما الذين اختاروا أن "تتفاقم المشكلة أكثر" فبلغ عددهم 677 يمثلون نسبة 38% من المصوتين، فيما رجح البقية وعددهم 406 خيار أن الأزمة لن تشهد تغييراً.

التصويت يعكس الحالة العامة ربما للتعاطي العربي مع أزماته في السنوات القليلة الماضية، فهو يخضع لعدة قياسات أهمها ورأس حربتها الطائفية التي تضرب بعمق في أزمات المنطقة.

ضربات التحالف تنجز أهدافها

في اليمن الآن كل الخيارات مفتوحة، وبحسب المراقبين فإن ضربات التحالف تنجز أهدافها وهي الأكثر قدرة على تحقيق الأهداف البعيدة بعد أن استطاعت عمليا استعادة العديد من المدن المهمة والمنافذ الحيوية في معارك ضارية تقوم بها المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية.

ويحاول الحوثيون التمسك بمكاسبهم التي حققوها عسكرياً أثناء العملية السياسية في اليمن قبل نحو 8 أشهر، معتمدين في ذلك أيضا على الحرس الجمهوري الموالي في غالبيته للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

على الأرض تفيد آخر الأنباء أنه بدأت فجر اليوم الاثنين أكبر عملية قتالية برية لقوات ما يسمى بـ"الجيش الوطني والمقاومة الشعبية" الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، في بعض مناطق محافظة مأرب حيث تسيطر حركة أنصار الله الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وأفادت مصادر عسكرية في محافظة مأرب موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لـ "بي بي سي" بدخول عشرات المدرعات والدبابات في مواجهات عنيفة لأول مرة في المحافظة مع الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري.

وأكدت المصادر أن العملية البرية هذه تأتي بالتنسيق مع المنطقة العسكرية الثالثة في "الجيش الوطني" الموالي للحكومة بعد اكتمال وصول أربع دفعات من الأسلحة الثقيلة الحديثة من قوات التحالف بقيادة السعودية عبر منفذ الوديعة البري الى محافظة مأرب خلال الأيام القليلة الماضية.

ووفقا للمصادر العسكرية فإن تجهيز مطار عسكري في منطقة صافر النفطية الذي يمكن أن تستخدمه طائرات أباتشي تابعة لقوات التحالف في العمليات القتالية ضد الحوثيين، قد اكتمل.

لعبة في يد إيران

سياسياً، أكد الرئيس اليمنى عبدربه هادي منصور أن اليمن "سوف يخرج من أزمته الحالية إلى رحاب الدولة المدنية الحديثة".

وقال الرئيس اليمني عند لقائه بقيادة اتحاد الطلاب اليمنيين وممثلي الطلاب في ختام زيارته للخرطوم السبت، إن إيران أرسلت لليمن الموت بإرسال الأسلحة "جيهان 1" و"جيهان" من أجل قتل اليمنيين، كما قامت بتدريب الحوثيين عسكرياً وبث خلايا تتبع للحرس الجمهوري وحزب الله.

وجدد هادي هجومه على الحوثيين وقال إنهم لعبة في يد إيران تحركهم من أجل مصالحها، وكشف عن أن الحوثي أرسل 1600 طالب إلى قم لتعليمهم المذهب الاثني عشري.

وأعلن هادي خلال زيارته الخرطوم أن "محاربة الحوثيين ومواجهتهم تهدف إلى إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة" وإن "ميليشيات الحوثي تسعى لنقل التجربة الإيرانية الفاشلة إلى اليمن".

وضع كارثي

وعلى المستوى الإنساني ناشدت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي "بذل أقصى الجهود لإنقاذ محافظة تعز من الوضع الصحي الكارثي الذي تمر فيه في ظل حرب الإبادة التي تتعرض لها من قبل ميليشيات الحوثي وصالح".

واستنكرت وزارة حقوق الإنسان في بيان لها مآلات الوضع الصحي في تعز، خصوصا بانتشار حمى الضنك، حيث قال البيان إن الحمى "أصبحت تصيب أربعة أشخاص من بين كل 10 مواطنين يعيشون في محافظة تعز، بالإضافة إلى انعدام الأدوية والمحاليل الضرورية لمرضى الكلى، ما يهدد بوفاة ما يقارب الـ700 مريض، إلى جانب المصابين ببعض الأمراض المزمنة الأخرى".

وأبدت الوزارة& قلقها من "تفشي الأمراض الوبائية التي تفتك بحياة السكان مع تدهور الوضع الصحي وتوقف معظم المستشفيات عن العمل وانعدام الأدوية والمراكز الصحية، وتوقف فرع الهلال الأحمر اليمني عن العمل بعد اقتحام الميليشيا لمقره وسرقة محتوياته وترويع منتسبيه وسرقة سيارات الإسعاف التابعة له، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة في تعز قد تودي بحياة المئات من المرضى والجرحى".