في موقف يؤكد الإتهامات الموجهة إلى ميليشيات في الحشد الشعبي بمحاولة إجهاض الحراك الجماهيري ضد فساد القضاء العراقي وتسييسه فقد أكد قائدان بارزان للحشد، دعمهما للقضاء ورئيسه مدحت المحمود، ووقوفها ضد الإساءة اليه وتأكيدهما دعم رموزه اثر الحملة التي يشنها الحراك الشعبي والمرجعية الشيعية لإصلاح حقيقي للقضاء.

لندن: خلال اجتماع عقده قائدان للحشد الشعبي هما هادي العامري قائد ميليشيا بدر وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد، مع رئيس مجلس القضاء الأعلى المتهم الرئيس بفساد القضاء مدحت المحمود في بغداد اليوم، فقد أكدا دعمهما &الكامل للقضاء العراقي "وعدم السماح لاية جهة التدخل في استقلاله.. واستنكرا ما يثيره البعض ضد القضاء كما ابديا دعمهما الكامل للقضاء ورموزه" .. كما قال بيان صحافي للسلطة القضائية العراقية اطلعت على نصه "إيلاف"، مشيرا إلى أن المحمود قد أشاد بدور الحشد الشعبي وبجهود العامري واو مهدي المهندس في الدفاع عن العراق.
&
ولاحظت مصادر عراقية أن هذا الدعم الذي أبداه العامري والمهندس يأتي في وقت تصاعدت فيه المطالبات الجماهيرية بإقصاء رئيس مجلس القضاء الاعلى واصلاح القضاء حيث يتصدر هذا المطلب الحراك الجماهيري الذي تشهده المدن العراقية منذ حوالى الشهر مدعوما بدعوات للمرجعية الشيعية العليا بضرورة الإسراع بإصلاح هذا المرفق المهم من الدولة العراقية . واشارت المصادر إلى ان الحملة الموجهة ضد مدحت المحمود تأتي نتيجة وضعه قرارات القضاء في خدمة اهداف واجندات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ضد خصومه السياسيين خلال فترة حكمه التي امتدت لثماني سنوات، موضحة أن العامري والمهندس، هما من انصار المالكي ومن هنا يأتي دعمهما اليوم للمحمود في محاولة لتبرئته من الاتهامات الموجهة اليه والتي هي بالاساس موجهة إلى المالكي نفسه.
&
كما جاء موقف القائدين في الحشد الشعبي في وقت يشهد بعض المحافظات العراقية حملة اغتيالات منظّمة تستهدف قادة وناشطين في الحراك الشعبي ضد الفساد في البلاد ارتفع عددهم إلى 9 خلال الايام الثلاثة الاخيرة. وحذرت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" في بيان لها من أن "تقارير ميدانية أفادت بوجود كيانات مجهولة تعتدي على المتظاهرين والصحافيين وتضايقهم وتهددهم بالموت وتعمل على ترويعهم". وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش إنه "في ظل ورود تقارير تفيد باعتداء كيانات مجهولة على المتظاهرين والصحافيين وترويعهم وتهديدهم بالموت يجب على القوى السياسية والمتظاهرين معاً رفض تلك الاعتداءات".
&
وتظاهر المئات من الناشطين أمس الاثنين أمام مقر مجلس القضاء الأعلى وسط بغداد، للمطالبة بإقالة المحمود وإجراء إصلاحات حقيقية في السلطة القضائية. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد دعا منتصف الشهر الماضي السلطة القضائية إلى القيام بسلسلة "اجراءات جذرية" لتأكيد هيبة القضاء واستقلاله، مشيراً إلى أن الاصلاحات الواسعة التي دعا اليها تتطلب قضاء عادلاً وحازماً.&
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني انه يدعم الاصلاحات التي أعلنتها الحكومة وتبناها مجلس النواب لكنه حث بقوة على "ضرورة إصلاح القضاء". واكد الناطق باسم السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان الاصلاحات تستدعي بالضرورة إصلاح القضاء معتبرا انه "يشكل ركنا مهما في استكمال حزم الاصلاح ولا يمكن ان يتم الاصلاح الحقيقي من دونه .
وأعلنت حكومه العبادي مؤخرا حزمة من الإصلاحات لـمحاربة الفساد وتقويم الترهل الحاصل في مؤسسات الدولة بعد اسابيع من التظاهرات الشعبيه المطالبة بمحاربة الفساد حيث اقرها مجلس النواب واضاف اليها اجراءات مكملة .
& &
&