حرص رئيس البرلمان العراقي على توضيح أسباب ونتائج زيارته القصيرة إلى الدوحة، التي تزامنت مع انعقاد مؤتمر فيها للمعارضين العراقيين، مؤكدًا أنه لم يلتق أيًّا منهم، وإنما أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء القطري ووزير خارجيته تناولت دعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية واحترام سيادة العراق.. فيما دعت أربيل متأثرة بغرق الطفل السوري الكردي "عيلان" وشقيقه ووالدتهما دعت الأكراد إلى عدم الهجرة.


أسامة مهدي: قال مكتب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري عقب زيارته الى الدوحة، التي استغرقت ثماني ساعات، واختتمت الليلة الماضية، انه "بعد تساؤلات وتخمينات من هنا وهناك حول مجريات الزيارة" الأخيرة التي اجراها الجبوري الى دولة قطر الشقيقة"، فإنه لا بد من التوضيح "ان زيادة دولة قطر جاءت بناءً على دعوة رسمية موجهة من الحكومة القطرية بهدف تعزيز تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصًا انها تمرّ بمرحلة نضوج دبلوماسي وتبادل سفراء، وتوقيت الزيارة في هذه المرحلة داعم فاعل لتطوير هذه العلاقة وتمتينها لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين".

ليست شخصية
واشار المكتب في بيان صحافي أرسلت نسخة منه الى "إيلاف" الى ان الزيارة تمت بعد تحاور مسبق بين رئيس مجلس النواب وقيادات في الدولة العراقية، في اشارة الى الرئاسات العراقية، وهي ليست سرية، ولا تحمل طابعا شخصيا. واوضح ان الإطار العام الذي تمحورت حوله نقاشات الزيارة هو دعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية واحترام سيادة العراق، والتأكيد أن أي مشروع مصالحة ينبغي ان يكون على أراضيه وضمن إطار احترام الدستور، وقد أكد المسؤولون القطريون حرصهم على هذا المبدأ ودعمهم له.

اضاف ان الزيارة استغرقت ثماني ساعات جرى خلالها اللقاء مع رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ومع وزير الخارجية خالد بن حمد العطية وبحضور وتنسيق السفارة العراقية.. مؤكدا ان الجبوري "لم يلتق خلال الزيارة أي شخصية عراقية من داخل او خارج العملية السياسية، وليست للزيارة اية علاقة بأي مؤتمر يتزامن انعقاده مع الزيارة مطلقًا، ورغم تأكيدنا على دقة هذا الامر، فإننا نقول ان الاتصال او اللقاء بأي طرف من المعارضة السياسية هو من صميم واجب رئيس البرلمان بوصفه رئيس السلطة التشريعية في البلاد ومعنيًا بدرجة كبرى بدعم مشروع المصالحة الوطنية".

واكد ان الزيارة "تمخضت عن مخرجات مهمة، منها وعد قطر دعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية وحضورها مؤتمر مكافحة الارهاب في العراق قريبًا، وتأكيد زيارة رئيس الوزراء القطري لبغداد تلبية لدعوة العراق التي أكد عليها الجبوري. واوضح "ان هذه الزيارات أكدت لنا بما لا يقبل الشك ان المجتمع العربي يدعم العراق في حربه ضد الارهاب، وان العراق نجح من خلال تواصله مع الاشقاء في إقناعهم بقضيته المصيرية في تحقيق سيادته وفي دحر الارهاب".

مؤتمر المعارضة
وقد اثارت زيارة الجبوري الى الدوحة لغطًا، لانها تزامنت مع احتضانها مؤتمرا يعقده معارضون عراقيون، حيث اكدت الحكومة العراقية امس عدم موافقتها على مشاركة سياسيين عراقيين في المؤتمر، وذلك بعد ظهور اسماء شخصيات متهمة بالارهاب في المؤتمر، بينها نائب الرئيس العراقي السابق المحكوم بالاعدام طارق الهاشمي. وقال مصدر حكومي في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" ان ما اشيع حول هذا الموضوع والتصريحات التي تحدثت عن موافقة الحكومة على حضور بعض الشخصيات السياسية هذا المؤتمر عارية من الصحة تماما. واضاف أن "الحكومة العراقية لم تعط موافقتها بمشاركة بعض السياسيين في مؤتمر قطر المزمع عقده هذا الاسبوع".

وكان رئيس كتلة تحالف القوى العراقية "السنية" النيابية احمد المساري اشار الى ان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري سيرأس وفدا من التحالف الى مؤتمر قطر يضم وزير التخطيط سلمان الجميلي.. موضحا ان الحكومة على علم بالمؤتمر وبالدعوات الموجهة الى المشاركين فيه. وقال ان 40 شخصا من قيادات التحالف يتقدمهم الجبوري تلقوا دعوة إلى حضور مؤتمر الدوحة بشأن المصالحة الوطنية في العراق.

وتشارك في المؤتمر شخصيات عراقية غير مشاركة في العملية السياسية بهدف تقريب وجهات النظر من اجل تحقيق مشروع المصالحة الوطنية في العراق. وذكرت معلومات ان من بين المشاركين في المؤتمر معارضين عراقيين وقيادات سنية مناهضة للعملية السياسية، بينهم نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام لاتهامه بالارهاب، ووزير المالية السابق رافع العيساوي المطلوب للقضاء بتهم ارهاب.
&
الطفل عيلان يدفع أربيل لدعوة الاكراد لعدم الهجرة
دعت حكومة اقليم كردستان العراق متأثرة بغرق الطفل السوري الكردي "عيلان" وشقيقه ووالدتهما الى دعوة الاكراد الى عدم الهجرة. وقالت رئاسة اقليم كردستان العراق ان حماية شعب كردستان مسؤولية العالم بأسره، وعليه ان يمنع عودة المأساة الانسانية لهذا الشعب، حيث قد حان الوقت لإنهاء نزوح ومآسي الشعب الكردي ليعيش على أرضه& معززا مكرما.

واضافت في بيان صحافي اليوم انه "لأجل ذلك نطالب أبناء شعب كردستان بأن لا يتركوا بلدهم، كما ونطالب المجتمع الدولي والدول الحرة بان يعينوا هؤلاء النازحين والمهاجرين، الذين توجهوا الى اوروبا، وان يفكروا في استئصال التمييز والمظلومية التي يواجهها شعب كردستان وبقية الشعوب المظلومة في العالم".

وقالت إن "الطفل عيلان وعائلته الذين سلكوا طريق الهجرة وترك الوطن مثال على حرمان الشعب الكردي من حقوقه وعلى الظلم الذي تعرّض له هذا الشعب على مدى التأريخ وفي مراحل مختلفة". واشارت الى ان صورة جثة الطفل الكردي الغريق "عيلان" تجسد رمزًا آخر يهز الوجدان ويعكس مظلومية الشعب الكردي في العالم، ولذلك فإن مسؤولية حماية شعب كردستان تقع على عاتق العالم أجمع، كي لا تتكرر مثل هذه الكوارث في حياة الإنسان الكردي. وشددت رئاسة كردستان بالقول على انه قد "جاء الوقت الذي يجب فيه وضع حد للجوء والتراجيديا والمآسي في حياة الشعب الكردي، وان يعيش على أرضه بسلام وكرامة".

وقد تحدث عبد الله والد عيلان لوسائل الاعلام عن المشاهد الاخيرة قبل غرق زوجته وابنيه بعدما وجدت جثتهما على شواطئ بودروم التركية. وقال ان المهرّب التركي قفز الى البحر ولاذ بالفرار وتركنا نصارع الأمواج وحدنا.. انقلب القارب، وتمسكت بولدي وزوجتي، وحاولنا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة، وكان طفلاي لا يزالان على قيد الحياة".. مؤكداً أنه "لم يمت ابني عيلان فقط، لقد توفي ابني الآخر& وزوجتي أيضًا".. مضيفاً "اتمنى ان تقرّ عيني بلقائهم مرة اخرى".

ويبلغ عبدالله من العمر 40 عامًا، وقد جاء الى بودروم لإعادة جثث ابنيه وزوجته.. وقال موضحًا "آخر ما أتذكره كنا 12 شخصًا عندما نزلنا من اليخت، وركبنا يختًا آخر مع رجل تركي، ولما كان اليخت يكاد يغرق كنا 12 مهاجرًا على متنه".

واضاف أنه حاول مرات عدة العثور على حياة أفضل لأسرته، وطلب اللجوء إلى كندا، وحاول 3 مرات عبور البحر إلى أوروبا، ولكن انتهت المرة الثالثة بوفاة طفليه عيلان الذي يبلغ عمره عامين، وغالب (4 سنوات) وزوجته ريحان (28 عامًا). وقال "لا أريد أي شيء من أي شخص بعد الآن".. وتابع "سوف أجلس بجوار قبر ولديَ وزوجتي وأقرأ لهم القرآن حتى موتي بمشيئة الله".
&
وكانت اسرة عيلان قد فرّت من مدينة عين العرب (كوباني) السورية، لتستقر في تركيا، بحثًا عن الأمن، لكن الوضع المأساوي للاجئين في تركيا دفعها إلى التفكير في اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية. وخاطرت الاسرة بركوب البحر، والتوجه من تركيا إلى جزيرة كوس اليونانية، لكن شاءت الأقدار أن يموت الطفل وأخوه، وتلحق بهم والدتهم، لكن الأب نجا، وبقي على قيد الحياة.
&