أعلنت السلطات العراقية اليوم عن سقوط قتلى وجرحى في عملية نفذتها القوات الأمنية في وسط بغداد بحثًا عن 18 عاملًا تركيًا مختطفًا، وذلك عندما تصدى لها مسلحون، حيث دارت مواجهات مسلحة بين الطرفين.. فيما أكد الجعفري للسفير التركي أن بلاده تضاعف جهودها للإفراج عن المختطفين واعتقال المجرمين الذين قاموا بارتكاب هذه العملية.


أسامة مهدي: علمت "إيلاف" ان تقارير استخبارية وصلت الى القوات الامنية عن وجود العمال الاتراك الثمانية عشر المختطفين منذ ثلاثة ايام في شارع فلسطين في وسط بغداد، وعندما توجهت قوة منها الى هناك في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، تصدى لها مسلحو ميليشيا كتائب حزب الله الشيعية.

يحتجزهم حزب الله
وقال مصدر عراقي مطلع ان السفارتين الأميركية والتركية ابلغتا رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن المختطفين الأتراك محتجزون في شارع فلسطين من قبل كتائب حزب الله، وعندما توجهت قوة امنية الى هناك، تصدى لها مسلحو الحزب، فدارت مواجهات مسلحة بين الطرفين، سقط فيها قتلى وجرحى، تم على اثرها اغلاق الشارع.

من جهتها قالت قيادة عمليات بغداد انه اثر "توافر معلومات استخبارية بوجود افراد العصابة المنفذة لعملية خطف العمال الاتراك، تحركت قوة للبحث والتفتيش في شارع فلسطين، الا انها تعرضت الى اطلاق نار من عناصر مسلحة، حاولت اعتراضها، وادى ذلك الى استشهاد جندي واصابة ثلاثة اخرين"، كما قالت في بيان صحافي الجمعة من دون ذكر خسائر المسلحين او تسمية الجهة التي ينتمون اليها.

وشددت قيادة عمليات بغداد على ان ذلك "لن يثني القوات الامنية عن مواصلة البحث والتفتيش للقبض على المجرمين، وفرض القانون، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بأمن المواطنين في بغداد". واكدت انها ستلاحق عصابات الجريمة المنظمة، ولن تسمح لها بالعبث بامن المواطن او التأثير على الاستثمار. وكان مسلحون مجهولون اختطفوا الاربعاء الماضي 18 عاملًا تركيًا في مدينة الصدر في شرق بغداد.

الجعفري للسفير التركي: لن نتأخر عن مضاعفة الجهود لإطلاق العمال
من جهته اكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري للسفير التركي في بغداد فاروق قايمقجي ان بلاده لن تتأخـر&عن مضاعفة الجهود وتبادل المعلومات حتى الإفراج عن الأتراك المختطفين واعتقال المجرمين الذين قاموا بارتكاب هذه العملية.

جاء ذلك خلال اجتماع للجعفري في مقر وزارة الخارجية في بغداد مع السفير التركي في العراق فاروق قايمقجي، حيث جرى بحث مجمل القضايا التي تهم البلدين وسير العلاقات الثنائية، اضافة الى قضية اختطاف المواطنين الأتراك العاملين في العراق.

وأكد الجعفري أن وزارة الخارجية تتابع التحقيقات التي تجريها مختلف الأجهزة الأمنية للتوصل إلى مرتكبي هذه الجريمة.. مشدداً على أنَّ العراق لن يتأخر في مضاعفة الجهود وتبادل المعلومات حتى الإفراج عن المواطِنين الأتراك وإلقاء القبض على المجرمين الذين قاموا بارتكاب هذه الجريمة، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تلقته "إيلاف" الجمعة. واشار الجعفري الى ان الاختطاف ليس بعيداً عن الإرهاب، الذي يحصل في العراق، وأن عملية الاختطاف هذه محاولة لعرقلة تطور العلاقات بين البلدين. وبشأن ملف المياه شدد الجعفري على ضرورة استمرار تركيا في زيادة كميات المياه لتلبية احتياجات العراق.

تنسيق لمكافحة الإرهاب
من جانبه اكد فاروق قايمقجي على ضرورة تضافر الجهود والتنسيق للإفراج عن المخطوفين والقبض على الجناة.. مُشيراً إلى حرص بلاده على إقامة أفضل العلاقات مع العراق في مواجهة الإرهاب.. مؤكداً التزام بلاده بزيادة حصة المياه للعراق، إلا أن سيطرة داعش على سد الطبقة في سوريا يحول دون وصول المياه بالكميات المطلوبة.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اتهم الاربعاء من اسماهم بالفاسدين واصحاب الجريمة المنظمة بالقيام باختطاف العمال الاتراك، واكد اصداره اوامر بالتعامل مع الخاطفين باعتبارهم ارهابيين.. وقال انه لن يتهاون في ملاحقة الفساد والفاسدين الى حين القضاء عليهم.&&

ولاتزال القوات الامنية العراقية تواصل عمليات ملاحقة لمسلحين مجهولين اختطفوا العمال الاتراك في مدينة الصدر في ضواحي بغداد الشرقية واقتادوهم الى جهة مجهولة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان الوزارة تؤكد دعمها الكامل لقيادة عمليات بغداد في عملياتها للقضاء على الزمر الارهابية وملاحقة الخارجين عن القانون. اضاف "ان هناك متابعة حثيثة للقضاء على كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن المواطن، وخاصة عمليات الخطف، والتي كان اخرها عملية اختطاف 18 تركيا من ملعب قيد الانشاء في منطقة الحبيبية في شرق بغداد".

استهداف مقصود
واختطف مسلحون مجهولون ملثمون ويرتدون ملابس سوداء فجر الاربعاء 18 عاملا تركيا مستخدمين 20 سيارة رباعية الدفع، وذلك بعدما اعتقلوا حراس موقع ملعب قيد الانشاء تنفذه احدى الشركات التركية، وقاموا بتقييد العمال، واقتيادهم الى جهة مجهولة. وعلى الفور بدأت القوات الامنية العراقية عمليات دهم وتفتيش في منطقة الحادث بحثا عن الخاطفين.

وفي انقرة قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتلموش إن محادثات تجري مع السلطات العراقية للتوصل الى اطلاق سراح العمال المختطفين. من جهته اوضح الناطق باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش ان مجموعة المواطنين الاتراك تضم 14 عاملا وثلاثة مهندسين ومحاسب مجموعة نورول. واوضح "ابلغنا بان العمال الاتراك فصلوا عن الذين يحملون جنسيات اخرى عند الخطف، واستهدفوا بالتحديد".

وردا على سؤال قالت مجموعة نورول انها لم تتبلغ باي طلب فدية من قبل الخاطفين.. وصرح مسؤول في المجموعة طالبا عدم كشف هويته "لم نتلق أي طلب بأي شكل". ونورول مجموعة صناعية تعمل خصوصًا في قطاع البناء والأشغال العامة وكذلك في الطاقة والسياحة.

ولم تحدد المصادر هوية المسلحين او دوافع الخطف، علما ان الخطف لطلب فدية ينتشر على نطاق عريض في العراق. وتعد مدينة الصدر معقلا اساسيا لفصائل شيعية مسلحة تقاتل الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال العراق وغربه منذ حزيران (يونيو) عام 2014.
&