يتميز لبنان في كل شيء حتى في احتجاجاته، التي تقول خبيرة في آداب السلوك إن للتظاهر إتيكيت يجب التقيد به، فأثارت سخرية من المغردين لم تتوقف بعد.

مروان شلالا من بيروت: ينظر العالم إلى التظاهرات اللبنانية، فيبكي لأن بلدًا كان "سويسرا الشرق: يتظاهر أبناؤه احتجاجًا على غزو النفايات شوارعهم وبيوتهم، ثم يضحك ملء فمه لما فيه من "صرعات" بلغت التظاهرات الاحتجاجية.

إتيكيت التظاهر

أجمل هذه الصرعات على الاطلاق ما قيل عن "أصول التظاهر"، أو باللبناني "إتيكيت التظاهر". فكما للأكل أصول، وللجلوس آداب، للتظاهر والاحتجاج أيضًا اصول وآداب، على الانسان ألا يحيد عنها، بحسب ما يوحي كلام نادين ضاهر، الخبيرة في آداب السلوك، على إحدى المحطات الفضائية اللبنانية.

فضاهر أرادت أن تبقى ضمن "موضة" التضاهر، وألا تبتعد عن الـ "موود" السائد في البلاد، فأسهبت في الكلام عن ضرورة تمسك المتظاهرين بـ "حضارية الحراك"، وأن يكونوا "مرتبين وأن يحترموا الأماكن العامة التي يتظاهرون فيها، وألًا يعيقوا حركة الناس وأن يأخذوا معهم أكياسًا لرمي الزبالة، للمحافظة على مظهر احتجاج حضاري صونًا لصورة لبنان في الخارج"، وكأن المتظاهرين الشباب نزلوا إلى الشارع في عرض أزياء مثلًا، أو في مخيم شبابي ترفيهي، وليس في احتجاج مستمر.

ما ان انتهت ظاهر من "وصلتها" الوعظية عن كيفية التزام "إيتيكيت" الاحتجاج، حتى نالت نصيبها الوافر من شبيبة الحراك أنفسهم، الذين هاجموها على تويتر تحت وسم #اتيكيت_التظاهرات، وحولوا هذا الوسم إلى واحد من أكثرها تداولًا على تويتر، فانتقل إلى فايسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي.

لا تستخدم منشفة غيرك!

كانت المشاركة الساخرة في هذا الوسم منقطعة النظير، تميزت بحس الفكاهة العالي، فقالت جورجيا حداد: "شباب إلي نازل اليوم على التظاهرة يلبس تياب سينيه، وبنات ما تعيطو كتير وما تحكو عربي، مش كلاس، ما تنسوا كرمال البرستيج".

وغردت الصحافية ديانا مقلد قائلةً: "إسقاط النظام بالشوكة والسكينة". وقالت ريما صليبا: "ممنوع أكل الفول والفاصوليا والحبوب على انواعها تحسبًا لقنابل غازية قد تطلقها وسط الجموع"، ونجيب غرد: "ما تاكل منقوشة زعتر حتى ما يعلقوا بسنانك وتطلع الصورة بشعة". وقال المغرد الفارس: "في حال استعملت الشرطة قنابل مسيّلة للدموع، استخدم فولار لوي فويتون أو هيرمس فقط لا غير"، واضاف في تغريدة اخرى: "عندما تنزف، احرص على تنسيق الثياب مع اللون الأحمر، وعدم الصراخ لتفادي الجرصة أمام الأجانب".

وغرد موكسي بيروت: "عند رشّك بالمياه لا تستخدم منشفة شخص غريب"، بينما قال محمود: "المولوتوف إذا ما كان بقنينة دوم برينيون ما تجيبه على المظاهرة".

على فاسيبوك، كتب حسين طليس: "بتمسك الحجر بروس أصابيعك، وبتزته بدون ما ترفع باطك منشان اللي حدك إذا كنت عرقان، وبتسمك سكينة بإيدك اليمين وشوكة بإيدك الشمال وبتقص الشريط الشائك بدون ما تهرهر عالأرض".

وكتب جوزيف اسكندر: "يا مشنوق يا Mechant ارحل ارحل من Liban ". ونشر محمد دنقر: ما تعبس اذا ضربك دركي، ما بتعرف يمكن شي صحافي يصورك، والعبسة ما بتلبق تكون Profile picture".