نظرية المؤامرة تبدو جلية وتلاحق الحراك المطلبي والتظاهرات الأخيرة في لبنان، من خلال التشكيك بمصدر التمويل والأهداف وإرتباطه بدول إقليمية.
&
بيروت: برزت خلال تظاهرات الحراك المطلبي في وسط بيروت، اتهامات بتورطه بدول أخرى تدعمه وتموله وتؤمن له التغطية لأهداف لا تزال مجهولة، ويرى الأكاديمي معين فياض في حديثه لـ إيلاف أن نظرية المؤامرة دائمًا ترافق أي تحرك شعبي أو مطلبي يقوم به المواطنون، وهذه النظرية ظهرت كمصطلح بداية في العام 1920 في مقالة إقتصادية، ثم تطورت العام 1960 ودخلت قاموس أكسفورد في العام 1997.
ويضيف "هذه النظرية عادة ما يوظفها الإعلام الرسمي، وقد تم الحديث عن مؤامرات كثيرة تحاك ومنها وجود مؤامرات صهيونية وأميركية ضد العرب والمنطقة العربية، وبحسب فياض فالمنظرّون كثر في قضية نظرية المؤامرة فنعوم تشومسكي تحدّث عن القطيع التائه ومجتمع النخبة ودوره في تحريك هذا القطيع من خلال نظرية المؤامرة، ومحمد حسنين هيكل تحدث عن سياسة أميركا التي كي تستمر هي بحاجة إلى استمرار التعبئة ضد "عدو" واعتماد سياسة الخوف والترهيب.
ويضيف فياض في الماضي كانت نظرية المؤامرة تبنى حول قوى سرية كالصهيوينة والماسونية واستخباراتية كال سي أي أي والموساد التي كانت تضع ردودًا جاهزة ومدروسة بدقة تتهم من يتهمها بالهوس والانتهازية والابتزاز والسذاجة والعمالة.
&
هناك قصص كثيرة إختلط فيها الواقع بالخيال حول نظرية المؤامرة ويذكر فياض منها بروتوكولات حكماء صهيون أي كيف يسيطر الصهاينة على العالم، والمحارق النازية والمذبحة الأرمنية وتغلغل الحركة الصهيونية في فلسطين.
أما من ابرز نطريات المؤامرة فهي مع العرب وقد انتقلت هذه الحالة إليهم وتمثلت بوضع المخابرات الإسرائيلية والأميركية خططًا إعلامية لإرباك العرب.
وهي خطط تقوم على فكرة جوهرية وهي أن التخلف والانقسام العربي سببه وجود مؤامرة غربية صهيوينة.

تعريفات النظرية
&وبحسب فياض تختلف تعريفات مصطلح نظرية المؤامرة باختلاف وجهات نظر أصحابها، يمكن القول بأن المؤامرة فيها طرفين رئيسين، هما المتآمر وهم الحكومات عادة، والمُتآمر عليه وهو الشعب عادة، بهدف إخفاء الحقيقة، وهي مقتبسة من الفعل تآمر والذي يعني صياغة أكاذيب بشكل منظم، فقد تحدث في المنزل وقد تحدث في العمل وقد تحدث في الدولة وقد تحدث على مستوى عالمي، هذا على المستوى المكان، وعلى مستوى الزمان أيضًا هو غير محدود، ولا بد فيها من وجود طرف متآمر والذي يفعلها عن قصد، وطرف مُتآمر عليه، وقد يكون أطراف هذه المؤامرة أو أحدهم على علم بها، وقد تتم المؤامرة دون علم المستهدفين بها، ودائماً تأخذ شكل التهمة، نظراً للشكوك التي يشعر بها المتَهِم، ويذهب انصار نظرية المؤامرة إلى تعاريف أوسع من مجرد مصطلح ومثلاً:
قيام طرف ما معلوم أو غير معلوم بعمل منظم سواءً بوعي أو بدون وعي، سرًا أو علنًا، بالتخطيط للوصول لهدف ما مع طرف آخر ويتمثل الهدف غالبًا في تحقيق مصلحة ما أو السيطرة على تلك الجهة، ومن ثم تنفيذ خطوات تحقيق الهدف من خلال عناصر معروفة أو غير معروفة.
ومن أبرز المؤامرات كما ذكرنا سابقًا هناك أيضًا: مؤامرة من الحكام العرب على القضية الفلسطينية، مؤامرة الحكام العرب على شعوبهم والمؤامرة الغربية على الدول العربية والإسلامية.
&