مع تأكيد وزارة الخارجية الروسية أن وزيرها سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي جون كيري بأن بلاده لم تخف أبدا تزويدها دمشق بمعدات عسكرية لدعم الأخيرة في مكافحة الإرهاب، تناقلت مواقع الكترونية أجنبية وروسية وسورية صورا عديدا لجنود روس في سوريا.

وكانت الإدارة الأميركية حذرت روسيا من أنها قد تضع نفسها في مواجهة مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إذا صحت هذه التقارير المتعلقة بوجودها العسكري في سوريا.

وعرض تقرير لصحيفة (ديلي ميل) اللندنية لعشرات الصور لجنود روس في مواقع وأوضاع مختلفة من سوريا.&
&
ويشار إلى أنه خلال اتصال هاتفي يوم السبت الماضي أبلغ وزير الخارجية الأميركي &نظيره الروسي قلق الولايات المتحدة العميق إزاء تلك التقارير، مؤكدا أن مثل هذا التصرف من شأنه "أن يؤدي إلى تصعيد النزاع".
&
وكانت تقارير عالمية وروسية تحدثت في الأسبوعين الأخيرين عن دخول القوات الروسية ميدان الصراع في سوريا، ومشاركتها في القتال إلى جانب النظام. وتشكل هذه الأنباء -في حال ثبوتها- تغيرا نوعيا في طبيعة الدور الروسي تجاه الأزمة السورية.
&
وأشارت صحيفة (التايمز) البريطانية إلى تقرير عرضته إحدى قنوات التلفزة الحكومية السورية يظهر معارك تخوضها قوات النظام، وقد سُمعت خلالها أوامر عسكرية صادرة باللغة الروسية.
&
كما ظهرت في التقرير مدرعات روسية حديثة من طراز أي 82، أدخلتها روسيا الخدمة عام 2013 ولم تكن موسكو قد أرسلتها من قبل إلى سوريا.
&
وفي وقت لاحق، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية نقلا عن مصادر دبلوماسية خاصة لم يُكشف عنها، أن روسيا تنوي إرسال بضعة آلاف من جنودها إلى سوريا، لتوجيه ضربات لتنظيم (داعش).
&
تغريدات روسية&
&
لكن التطور الجديد هو تغريدات لنشطاء روس، عن تواجد القوات الروسية في سوريا، حيث كتب نيكولاي موخنو على صفحته في موقع (فيسبوك) أن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي نفى الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام الأجنبية عن الانتشار الروسي في سوريا، في حين أن صور الجنود الروس تظهر غير ذلك.
&
وأضاف موخنو أن الحديث لا يدور هنا عن بضعة مدربين أو خبراء عسكريين، وإنما عن مجموعات كبيرة من القوات الخاصة ومشاة البحرية.
&
ومن جهته، قال الناشط نيكولاي توكين عبر فيسبوك "لا يبقى للأوروبيين إلا أن يبدوا دهشتهم من تزايد أعداد المهاجرين السوريين الفارين من الحرب، ولا يبقى لأسر العسكريين الروس سوى تحديد البلد التي أُرسل إليها أبناؤهم وأزواجهم، هل هي سوريا أم أوكرانيا".
&
يذكر أنه في إطار الجدل حول القوات الروسية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعاد للأذهان، أثناء حديثه عبر الهاتف مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بأن روسيا دعت مراراً "لتحالف دولي" والتعاون مع السلطات السورية الرسمية، تحت رعاية مجلس الأمن الدولي، من أجل محاربة تنظيم "داعش".
&
وأشارت زاخاروفا إلى أن لافروف لفت اهتمام نظيره الأميركي إلى تعليق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في فلاديفستوك، حول موضوع مشاركة روسيا في العمليات العسكرية في سوريا، عندما أعلن الرئيس الروسي حينها، بأن هذا الأمر سابق لأوانه.
&
دعم عسكري
&
وأكد لافروف لنظيره الأميركي أن بلاده لم تخف أبدا تزويدها دمشق بمعدات عسكرية لدعم الأخيرة في مكافحة الإرهاب.
&
وقالت زاخاروفا: "خلال المكالمة التي جرت يوم السبت الماضي، استوضح كيري من لافروف بشأن الوضع المتعلق بالمساعدات الروسية للحكومة السورية لدعم الأخيرة في مكافحة الإرهاب. وأكد لافروف أن الجانب الروسي يقدم مثل هذه المساعدات دائما، وقدمها في السابق، كما أنه لم يخف أبدا تزويده السلطات السورية بمعدات قتالية بغية مكافحة الإرهاب".
&
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت تعليقا على المكالمة الهاتفية بين الوزيرين، أن كيري أعرب عن قلقه مما وصفه بأنه "تقارير عن حشد عسكري روسي مباشر وموسع في سوريا".
&
مكافحة الإرهاب
&
&وفي هذا السياق، ذكرت زاخاروفا أن لافروف بحث مع كيري زيادة فعالية جهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وذكر بأن موسكو دعت التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مرارا إلى التعاون مع السلطات السورية تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل مكافحة تنظيم "داعش"، باعتبار أن "القوات المسلحة السورية تعد الأكثر فعالية من القوى التي تواجه التنظيم والإرهابيين الآخرين على الأرض".
&
تأكيد بوتين
&
كما جدد وزير الخارجية الروسي خلال محادثاته مع نظيره الأمريكي تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى فلاديفوستوك الأسبوع الماضي، على أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة روسيا في العمليات العسكرية في سوريا.
&
وكان بوتين قال في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة الماضي: "إننا نقدم لسوريا دعما كبيرا، بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين".
&
وأعاد بوتين إلى الأذهان العقود الموقعة بين موسكو ودمشق في المجال العسكري، مضيفا أنه يجري تنفيذها حاليا. وتابع: "إننا ندرس مختلف الإمكانيات في هذا السياق"، مضيفا أن روسيا ستجري مشاورات مع سوريا والدول الأخرى في المنطقة حول زيادة الدعم لها في مكافحة الإرهاب.