يبدو أن مصير جلسة الحوار اللبناني مرتبط بقرار رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون المشاركة في هذه الجلسة، التي يراها الكثيرون كمسرحية وكذب على المواطنين.

بيروت: تكثفت الاتصالات وتلاحقت أمس وسعت إلى توجيه رسائل مهدّئة إلى العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح، قبل إلقائه خطابه مساء أمس في مجمع بلاتيا في منطقة ساحل علما في جونية لمناسبة تسلُّم صهره وزير الخارجية جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر، إذ سبق هذا الاحتفال تسريبات من الجانب العوني بأن الجنرال سيعلن موقفًا حادًا يقطع عبره مشاركته في الحوار الجاري في مجلس النواب والذي تُعقد جولته الثالثة غدًا عشية عيد الأضحى وقبل مغادرة رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام الى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة وترؤس إجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان.

وأكدت مصادر مطلعة أن مصير الجلسات المقبلة مرتبط بموقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون.

فإذا قرر الأخير الاستمرار في المشاركة شخصيًا أو من ينوب عنه فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيُبقي على الجلسات لكن إذا أعلن انسحابه فإن الحوار سيتعثر وبالتالي ستكون هناك صعوبة في استمراره في ظل غياب المكونين المسيحيين البارزين، أي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ما سيضطر رئيس مجلس النواب الى إعلان وقف الاجتماعات، وبالتالي فإن مصير هذا الحوار سينضم إلى مصير الحوارات السابقة التي أثبتت عجز الأطراف اللبنانيّة عن التوافق في ما بينها لحل مشكلاتها الداخليّة، ما سيرمي الكرة كليًا في الملعب الاقليمي بانتظار حصول توافق على إخراج لبنان من أزماته.

عدم جدوى الحوار

هذا ويرى الكثير من المواطنين اللبنانيين عدم جدوى طاولة الحوار في لبنان سواء انسحب عون أو بقي فبالنسبة لأمين خياط فإن الحوار لا يغدو كونه مسرحية قام بها السياسيون للتأكيد على إنهم يقومون بعملهم، بينما الواضح أن هناك قطعة جبنة تتمثل بلبنان وهم يقومون بتقطيعها على أنفسهم ويختلفون حين تكون هذه القطعة غير كافية لهم، ويعتبر أن لبنان هو الآن في العناية الفائقة وينتظر أن ينتشله الوضع الإقليمي والتطورات الخارجية من "الكوما" التي يعيش فيها.

طلعت ريحتهم

رانيا طرابلسي تشير إلى أن التظاهرات الأخيرة أكدت عدم جدوى طاولة الحوار وهي فقط "ديكور" يجتمع حوله المتخاصمون الذين بحسب طرابلسي "طلعت ريحتهم" ولم يعودوا قادرين على إدارة شؤون البلد كما يجب، لذلك لا بد من الإتيان بطاقم سياسي جديد يدير كل شؤون الناس وينتظم ضمن قوانين تحاسبه وتشيرهذه القوانين إلى مكامن الفساد الذي بدأ ينخر بكل مؤسسات الدولة اللبنانية.

سمير ضاهر يرى في انعقاد طاولة الحوار أو عدم انعقادها الأمر ذاته، ولا يعتبر أن مشاركة عون أو غيره ستغير من المعادلة اللبنانيّة، أو مما هو مكتوب من مصير للبنان، لأن الزعماء ربطوا هذا المصير منذ القدم بالدول الخارجيّة وهم بالتالي مرتهنون لها.
&