اشتكى تجار بيروت من حركة خفيفة خلال موسم عيد الأضحى، وأعادوا السبب إلى التوتر داخليًا وخارجيًا، حيث باتت أسواق بيروت منذ سنوات تدفع فاتورة هذا التوتر.


ريما زهار من بيروت: خلال موسم عيد الأضحى في لبنان، بدت الأسواق كئيبة وهزيلة لجهة وجود الزبائن فيها، والتجار كاللبنانيين، يدفعون ثمن التوتر في البلد والمحيط، الذي أثر كثيرًا على حركة البيع في جميع القطاعات، أضيفت إليها اليوم ضريبة أخرى تمثلت في التشنجات السياسيّة الضاغطة التي حدت بالمواطن اللبناني إلى ابتياع كل ما هو ضروري والابتعاد عن الكماليات.

لا تختلف سوق عن أخرى، والصرخة هي نفسها لكل تجار المناطق والمواطنين على حد سواء، والأسوأ أن انعدام الحركة التجارية حدا ببعض أصحاب المؤسسات إلى صرف موظفيهم أو تخفيض معاشاتهم، الأمر الذي ينذر بكارثة اجتماعية لا تحمد عقباها.

في سوق مار الياس
رئيس تجار مار الياس عدنان الفاكهاني أسف في حديثه لـ"إيلاف" للحركة المعدومة جدًا في المنطقة. وقال إن الزعماء يجب أن يعوا بأن الاقتصاد يتأثر مباشرة بالسياسة وحتى العرب لم يقصدوا لبنان في العيد، لأنه لا يتمتع بأمن سياسي، وحتى محال المأكولات أصبحت الخسارة فيها اليوم 40%، ومن كان يشتري عددًا كبيرًا في الماضي من المواد الغذائية، كالمربيات، أصبح الآن يشتري اللبنة واللبن والمواد الغذائية الضرورية، وحتى مجال الألبسة تعاني من عدم تصريف البضائع.

أضاف "والقطعة التي كانت تقدر بمئة دولار أصبحت تباع اليوم بأقل من رأسمالها". وتابع: "مقبلون على كارثة اقتصادية فادحة، واذا أراد الزعماء أن يبقوا، فبعيدًا عن الاقتصاد وليرحلوا عنا، لأن البلد لم يعد يحتمل المزيد من الخراب الاقتصادي"، وتحدث عن الأعداد الكبيرة من الموظفين الذين يصرفون من المحال التجارية، وهذه الأعداد تهدّد بكارثة إجتماعية وإنسانية كبيرة، ويجب أن ينظر إلى هذا الموضوع كل الذين يتخاصمون الآن سياسيًا، لأن الأمر لم يعد مزحة، بل مأساة كبيرة، تهدّد المئات من الموظفين.

شارع الحمرا
إلى شارع الحمرا يبدو الوضع على ما هو عليه، وفي هذا الصدد يقول رئيس تجار شارع الحمرا زهير عيتاني لـ"إيلاف" إن الحركة بدأت منذ 3 أيام فقط وتحرّك السوق، ولكن ليس كما يجب أن يكون بالعادة، والسبب برأيه يعود إلى الحالة الأمنية والسياسيّة، التي أدت إلى تهريب الأجنبي والعربي من لبنان وأسواقه خلال عيد الأضحى، فلم نعد نجد العربي أو الإيراني أو حتى الأجنبي، وعادة كان يؤمّ سوق الحمرا الكثير من هؤلاء.

ويضيف: "اليوم التاجر أصبح فوضويًا، وكل التجار يضعون تنزيلات قد تصل إلى 70%، وهذه أمور وهمية للزبائن، وهذا ليس الحل برأيه، عند عدم وجود الناس في الأسواق كل هذه الأمور الوهمية لا تنفع، ومنذ زمن بعيد كانت الدولة تقيم شهرًا في الصيف للتنزيلات، وربما 15 يومًا خلال فصل الشتاء، اليوم هناك تنزيلات وهمية تضر الزبائن والتجار على حد سواء.

المطاعم
أما أكثر القطاعات التجارية التي تدرّ أرباحًا في شارع الحمرا يقول عيتاني: "هي المطاعم، وكل ما عدا ذلك يبقى كماليات لا يهتم لها اللبناني، ولأن قوته الشرائية إنعدمت، وإذا أتى لبنانيون من الخارج، فإن هؤلاء لديهم قوة شرائية، وقد ينعشون أسواق بيروت، ولا يأتون اليوم بسبب الحالة الأمنية غير المستتبة.

ويضيف عيتاني: "شكاوى التجار في سوق الحمرا بالمئات، ولا أحد يعوّض عليهم خسائرهم، كل تاجر يتحمّل مسؤولية نفسه، ويمكن القول إن عيد الاضحى هذا العام لم يشهد حركة تجارية كبيرة أسوة بالسنوات الماضية".
&