منحت أميركا 77 مليون دولار للنازحين في لبنان بعد زيارة رئيس الحكومة تمام سلام إلى نيويورك، وهي منحة يرى الكثيرون أنها كانت أجدى لو تمت معالجة أسباب النزوح وليس نتائجه.
&
بيروت: أثمرت زيارة رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام إلى نيويورك بمنحه 77 مليون دولار للنازحين في لبنان، وأعلن سلام أن هناك قلق دولي ليس على لبنان فقط بل على دول المنطقة وشعوبها جرّاء الحرب في سوريا وأزمة النزوح، والمشكلة أن الدول المعنية تعالج النتائج وليس الأسباب.
&
كيف تساهم المنحة الأميركية بتحسين وضع النازحين في لبنان؟
&
وضع كارثي
تعتبر زينة فاخوري أن وضع النازحين في لبنان كارثي، حتى لو قامت أميركا بدفع المنح الكبيرة لمساعدة لبنان، غير أن ذلك ليس كافيًا برأيها "لأننا في لبنان أمام كارثة حقيقية بعد أن ارتفع عدد المقيمين من 4 ملايين إلى 5.5 ملايين نسمة دفعة واحدة، وكارثة أمام تخلي الحكومة عن مسؤولياتها إزاء هذا الواقع، وعدم التنسيق مع منظمات المجتمع المدني اللبناني، وترك المسؤولية على عاتق المفوضية السامية للاجئين وبعض المنظمات الدولية، والجمعيّات اللبنانيّة والفلسطينيّة، وعدم توفر المساعدات الخارجيّة بالشكل المطلوب".

أزمة خانقة
فيليب بجاني يؤكد على أن الهبة الأميركية تبقى جيدة لكن كان من الأجدى أن تتحمل أميركا أيضًا أعدادًا من السوريين النازحين كما فعل لبنان "لأن اللبنانيين الذين يعانون أزمة خانقة بالأصل تنعكس على النازحين السوريين، مما يفاقم الأزمة على الطرفين معًا. وهكذا لا بد من التحدث عن أزمة لبنانية – سورية، جراء وجود هذا العدد من النازحين، وضرورة العمل على إيجاد حلول مشتركة للطرفين من قبل المجتمع الدولي".
&
فرص العمل
يشير كميل طرابلسي إلى وجود مشكلة أساسيّة تتعلق بالمنافسة على فرص العمل مع تدني الأجور، ووجود آثار سلبية على الحياة اليومية للمجتمعات اللبنانية التي تستضيف النازحين.
وبرأيه يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تاريخية في العمل على إيجاد حل سياسي سريع لمحنة الشعب السوري، وبانتظار ذلك هناك ضرورة لتقاسم الأعباء مع العالم، وليس تحميلها إلى بلد صغير كلبنان، يعاني من أزمات مزمنة حيث يلقى على عاتقه مسؤوليات لا يسعه تحملها، مما يضعه في حالة كارثية.
&
نسبة ضئيلة
سهام حوراني تشير إلى أن أميركا مشكورة بدعمها المالي إلا أن الدعم الذي توفره المنظمات الدوليّة لمواجهة احتياطات النازحين إلى لبنان لم يصل بعد إلى نسبة مقبولة من حجم الدعم الموعود، ويبقى لبنان يتحمل لوحده وزر النازحين، ليس فقط السوريين بل أيضًا العراقيين وغيرهم من الشعوب المضطهدة في المنطقة، وما نراه في دول أوروبية حيث يتم التعامل مع النازح واللاجىء بطريقة غير إنسانية، يعكس مدى تخوف تلك البلدان من أثر هذا النزوح فكيف بلبنان البلد الصغير الذي يستوعب أكثر من طاقته بكثير، لذلك لا بد من العمل وتضامن كل الدول من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، من هنا نكون قد ساهمنا في حل القضية من جذورها وجنبنا لبنان وغيره من الدول، إن كانت أوروبية أوعربية، أن تتحمل أعداد اللاجئين السوريين وغيرهم، التي بلغت مستوى لم تعد فيه البلدان تحمله بما في ذلك لبنان تحديدًا، من دون أن ننسى تداعيات هذا النزوح اقتصاديًا وسياسيًا على لبنان، ولا بد من التنويه بمدى تقبّل اللبنانيين لهذا النزوح برغم الصعاب التي يعيشها لبنان.
&