تلتئم طاولة الحوار لمدة ثلاثة أيام متتالية وفي جلسات مكثفة وهدفها الأساسي تفعيل العمل الحكومي في لبنان، في حين يرى الكثيرون أن الحوار يبقى مسكنًا قبل الحل الإقليمي المنتظر في المنطقة.
&
بيروت: اقترح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اجتماعات لطاولة الحوار تمتد لثلاثة أيام متتالية تبدأ من اليوم، وفي هذا الصدد اعتبر النائب عمار الحوري أن أهمية هذا الاقتراح، هي في إمكان فتح كوة في جدار ملف الاستحقاق الرئاسي المجمّد منذ سنة ونصف السنة، وأكد أن هذا ما نأمله من تكثيف جلسات الحوار بأن تكون ذات فائدة وبحجم الآمال المعلقة عليها، لكن هذا يعتمد أيضًا على موضوع الفريق الآخر وكيفية تعاطيه مع هذا الملف، فإذا كان لا يزال يصر على منطق رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون (أنا أو لا أحد)، فهذا يعني مزيدًا من المراوحة والتعطيل للمؤسسات الدستورية، فيما البعض يريد ربط الاستحقاق الرئاسي بالتطورات القائمة في المنطقة، وهنا يكمن الخطر على لبنان وعلى وحدة أبنائه.
&
أمال وتوقعات
أما النائب السابق مصطفى علوش فيعتبر في حديثه لإيلاف أن هناك آمالاً معقودة من قبل بري، على تكثيف الحوار هذا الأسبوع مع محاولات للإيحاء بأن هناك أمرًا ما قد يحصل، غير أن المعطيات لدى حزب الله وعون تؤكد أن هذا الحوار لن يؤدي إلى انجاز البند الأهم وهو استحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية.
ولكن كل الأطراف، يتابع علوش، ستحاول الاستمرار في الحوار للتخفيف عن الضغط لدى القاعدة الشعبية.
&
ضغط الشارع
عن الضغط في الشارع وهل يُسقط الحوار يعتبر علوش أن الحوار أحد أهم محركاته هو ضغط الشارع، والمشكلة الأساسية هي خارج إطار ما تم تحريكه في الشارع من ضغط النفايات أو غيره، والمشكلة تكمن في فشل المنظومة السياسية القائمة وبالأخص المنظومة التي تفصل بين سلطة السلاح والأمن والسلطة الإدارية والاقتصادية، وعمليًا من العبث البحث في موضوع انتاج حكومة من دون التحدث عن السلاح في لبنان.

حوارات وأزمات
هل الحوارات التي تجري اليوم كفيلة بحل أزمات لبنان المتراكمة؟ يلفت علوش إلى أن الأزمات لا علاقة لها بالحوار وهذا الأخير هو نتيجة الأزمات ولكن لن يتمكن من حلها والأزمة المرتبطة بلبنان هي إقليمية بالدرجة الأولى تتفاعل مع التعددية اللبنانية ومنطق الخوف بين الطوائف القائمة، لذلك عمليًا الأمر الوحيد الذي سيؤدي إلى استقرار في لبنان هو إيجاد حلول طويلة الأمد للوضع المتفجر في المنطقة ككل.
&
المتوقع من الحوار
ما هو الأمر المتوقع من كل تلك الحوارات المكثفة برأيك؟ المتوقع هو مجرد مسكنات، كي نصل الى حل دبلوماسي في المنطقة بالأخص للمسألة السورية.
عن إعلان بعبدا الذي تم الإتفاق عليه في جلسات حوار سابقة ثم تم نقضه هل ستتشابه الأمور أيضًا اليوم من خلال الاتفاق على بعض البنود ثم نقضها في المستقبل، يؤكد علوش أن الموضوع الأساسي الذي يتم تمريره اليوم في جلسات الحوار هو تفعيل العمل الحكومي، لكن حتى هذا البند لن يقبله عون لأن نيته الحفاظ على بند تعطيل الحكومة كسيف مسلّط وحتى الآن لا يبدو أن تفعيل الحكومة قد يحدث، لكن ربما خلال الجلسات المتلاحقة &سيستطيعون تفعيل هذا الموضوع.
&